واشنطن- من احمد شعراوي -*
---------------------------------------
أحمد شعراوي هو محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يركز على شؤون الشرق الأوسط والمشرق العربي.
----------------------------------------------------------
يبدو أن سوريا التي مزقتها الحرب على شفا الانقسام مرة أخرى. والعديد من الجماعات المتمردة، التي اتحدت فقط في كراهيتها للرئيس المخلوع بشار الأسد، تنظر الآن إلى بعضها البعض ليس كحلفاء، بل من خلال مشاهد السلاح.
كان الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، يطمح إلى توحيد بلاده عندما سيطر على العاصمة دمشق في ديسمبر. ومع ذلك ، فقد اتخذ منعطفا خاطئا من خلال اللعب على الافضل زتعزيز السلطة في يديه. وعلى الرغم من جهوده، فإن الجماعات المسلحة تستهدف بعضها البعض كما تستهدف المدنيين – للانتقام من الاختلافات الدينية والعرقية. ويعمل "شرع" على جمع هذه الجماعات معا في جيش واحد، لكن المحادثات مع أحد أكبر الفصائل، قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، انهارت.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على 30 في المئة من الأراضي السورية، معظمها في الشمال الشرقي. دمشق بحاجة ماسة إلى هذا الجزء من سوريا. ولديها حقول نفط رئيسية وتحتوي على سجون ومعسكرات تضم الآلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية وعائلاتهم الذين لا يريد أحد أن يراه إطلاق سراحهم.
وأدى اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة في 10 آذار/مارس بين حكومة الشرع والأكراد إلى تبادل الأسرى وانسحاب بعض القوات، لكن المزيد من الاندماج فشل. تم إلغاء مؤتمر باريس الذي كان يهدف إلى إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح في 9 أغسطس. لكن حكومة الشرع هي التي فشلت في الوفاء بالتزاماتها. منذ مارس/آذار، عززت حكومة الشرع سيطرتها على كل ركائز من أركان الحكومة من خلال دستور مؤقت، دون استشارة الأكراد أو معالجة مطالبهم بالحقوق الثقافية والمشاركة السياسية.
========================
عن موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات - واشنطن - ملخص