
تسود حالة من القلق في الأسواق ترقبًا لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل بشأن أسعار الفائدة، فيما يلوح في الأفق موسم أرباح حاسم، مع زيادة خطر الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
تزداد مخاوف المستثمرين مع توقعات بارتفاع مستويات التقلب في الأسواق. فوفقًا لفريق المشتقات في "غولدمان ساكس"، أظهرت البيانات التاريخية منذ عام 1928 أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يشهد في شهر أكتوبر تقلبات أعلى بنسبة تقارب 20% مقارنة بباقي أشهر السنة. وتؤكد الدراسات أن هذه النسبة ارتفعت أكثر خلال العقود الأخيرة، حيث يتزامن الربع الرابع عادة مع وفرة أحداث ومحركات مهمة مرتبطة بالشركات.
وأوضح جون مارشال، رئيس أبحاث المشتقات في "غولدمان ساكس"، أن تقلبات أكتوبر ليست أمرًا عابرًا أو محض صدفة، بل تعكس مرحلة محورية بالنسبة للمستثمرين والشركات التي تسعى لإنهاء عامها المالي بنتائج قوية. وأشار إلى أن هذه الضغوط تدفع إلى زيادة أحجام التداول وتفاقم حدة التقلبات، مع متابعة الأسواق عن كثب لإعلانات الأرباح، واجتماعات المحللين، وتوقعات الإدارات للعام المقبل.
الرهان على تقلبات السوق
تُظهر بيانات فريق المشتقات في البنك أن التقلبات المحققة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ارتفعت تاريخيًا بنسبة 26% بين أغسطس وأكتوبر. ويأتي خطر اتساع نطاق التحركات السعرية في الوقت الذي بدأ فيه متداولو الخيارات في اتخاذ مراكز استعدادًا لارتفاع بنهاية العام، مع الابتعاد عن أدوات التحوط الهبوطية وسط تفاؤل بخفض إضافي لأسعار الفائدة.
ورغم الخسائر المسجلة خلال الجلسات الثلاث الماضية، فإن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لا يزال مرتفعًا بنسبة 2.4% منذ بداية الشهر، وهو في طريقه لتحقيق أفضل أداء شهري في سبتمبر منذ عام 2013.
ورغم أن الاقتصاد ما زال يحقق نموًا مستمرًا، فإن مزيدًا من قرارات التيسير من جانب الاحتياطي الفيدرالي ليس أمرًا مضمونًا في الوقت الحالي. وفي ظل هذه الأجواء المضطربة التي تتكرر عادة في مثل هذا الموسم، يرى فريق "غولدمان ساكس" أن الاستراتيجية الأنسب هي التركيز على شراء الخيارات قصيرة الأجل في الأيام التي تتخللها أحداث أو محفزات مؤثرة، مع تجنب شراء التقلب خلال الجلسات العادية التي تخلو من أي عوامل محركة.
وتوضح بيانات "غولدمان ساكس" أن موسم الأرباح المرتقب غالبًا ما يكون الفترة التي تشهد أكبر التحركات اليومية في أسعار الأسهم على مدار العام، ما يجعل منه حدثًا محوريًا بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن فرص مضاربية قائمة على التقلب.
أحداث كبرى تهدد بزيادة الاضطراب
حدد الفريق أكثر من 450 حدثًا رئيسيًا، بخلاف نتائج الأرباح، خلال الأشهر الأربعة المقبلة قد تؤدي إلى تحركات قوية في الأسهم عبر الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.