هل يقلق الملك؟
بقلم: د. سعد فهد العشوش
تابعنا اليوم خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين بشقيه (النواب والأعيان)، والذي حمل رسائل عديدة شكلت بمضمونها ملامح المرحلة المقبلة، على مستوى الإصلاحات والتحديث السياسي وتعزيز العمل الحزبي، وموقف الأردن مما يجري في غزة بالإضافة الى الإصلاح الاقتصادي وجلب الاستثمار ورفع مستوى المعيشة للمواطن، والاعتزاز بالجيش العربي المصطفوي حماة الأرض وسياج الوطن.
لقد كان خطابا جامعا وشاملا وخارطة طريق نستهدي بها ونسير عليها، ومما استوقفني في خطاب جلالته عندما قال: يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ فجاءت الإجابة من جلالته على الفور، نعم يقلق الملك لكنه يخاف الله ولا يهاب شيئا وفي ظهره " أردني "، فهذا والحمدلله أثمن ما يشتد به القائد.
أجاب جلالة الملك إجابة المؤمن بربه والواثق من شعبه، شعبكم على العهد يا سيدي ماضٍ خلف قيادتكم من أجل مواصلة مسيرة البناء والتقدم والنهضة والازدهار، كيف لا يا سيدي ؟! وقد أقسمتم أمام الله وأمام الشعب يوم تسلمكم سلطاتكم الدستورية ملكا للبلاد، واستعنتم باسم الله وعلى بركة الله لمواصلة مسيرة البناء على خطى الآباء والأجداد فكنتم من الشعب والى الشعب ... فبادلكم شعبكم حبا بحب ووفاءً بوفاء.
كيف لا يا سيدي؟! وانتم من نسل آل هاشم الأطهار وحملتم المسؤولية التاريخية والدينية على مر العصور، ونذرتم أنفسكم لخدمة الإسلام والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولا أدل على ذلك من استشهاد الملك عبدالله الأول على اسوار القدس والذي كان يستعد لآداء صلاة الجمعة فيها.
وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، يكمل المسيرة ويحمل مسؤولية حماية فلسطين والدفاع عنها وعن مقدساتها وعدم السماح بتهويدها أو المساس بها لا من قريب ولا بعيد.
أعانكم الله سيدي على حمل هذه المسؤولية ... فالأردن كان وما زال في قلب العاصفة ولكنه بفضل الله ومن ثم بفضل قيادتكم الحكيمة والتفاف شعبكم حولكم سيبقى البيت الهادئ وإن كان وسط محيط مضطرب




