في عالم كرة القدم المليء بالأهداف والانتصارات، تظهر أحيانا قصص غير تقليدية تتحدى المنطق، مثل قصة البرازيلي كارلوس هنريكي رابوسو، المعروف باسم كارلوس كايزر الذي امتدت مسيرته الرياضية 13 عاما، ووقع خلالها عقودا مع أحد عشر نادياً في البرازيل وخارجها، لكنه لم يلعب مباراة رسمية واحدة طوال حياته المهنية.
اشتهر كايزر بجاذبيته وشخصيته الساحرة، التي استخدمها ببراعة لتجنب اللعب والحفاظ على مكانه في الفرق. انضم إلى أندية بارزة مثل بوتافوغو، فلامنغو، فلومينينسي، فاسكو دا غاما، في البرازيل، كما وقع مع بوويبلا المكسيكي، أجاكسيو الفرنسي، وإل باسو الأمريكي، دون أن يظهر على أرض الملعب مطلقا.
وبحسب الوثائقي الصادر عام 2018 بعنوان «كايزر: أعظم لاعب لم يلعب كرة القدم أبدا» من إخراج لويس مايلز، اعتمد كايزر على الأكاذيب، الإصابات المزيفة، الصلات الشخصية، والتلاعب الإعلامي لإقناع الفرق بمواهبه المزعومة، فكان يدفع للصحفيين لنشر تقارير مزيفة عن نجاحه في الأندية الأجنبية، ويستخدم عقوده السابقة وسمعته بين اللاعبين لإقناع الفرق الجديدة، وفقا لـ sportingferret.
وكان يتجنب الكرة أثناء التدريبات، ويدعي الإصابة كلما طلب منه المشاركة في المباريات، حتى أنه دفع بعض اللاعبين الشباب لإصابته عمدا، واختلق أعذارا عائلية، مثل وفاة جدته، أكثر من مرة، وفي إحدى الحالات، استخدم تقريرا طبيا مزيفا بمساعدة صديقه طبيب الأسنان لإقناع إدارة النادي بأن إصابته كانت في أسنانه.
وبالرغم من كل هذا، استمرت الأندية في توقيعه، مدفوعة جزئيا بعلاقاته مع لاعبين مشهورين مثل ريناتو غاوتشو، روماريو، إدموندو، وريكاردو روشا، الذين أوصوا به فأعطوا وزناً أكبر لأكاذيبه.
واحدة من أشهر حكاياته وقعت مع نادي بانغو، حيث كان من المقرر أن يدخل المباراة كبديل، وبسبب خوفه من اللعب، قفز فوق سياج الملعب وبدأ شجارا مع الجماهير، ليطرد قبل أن يلمس الكرة، لكن رئيس النادي، المتأثر بولائه، قرر مضاعفة عقده وتمديده ستة أشهر، ما يؤكد قدرته الاستثنائية على الإقناع.
لم يكن كايزر مهتما بكرة القدم بقدر اهتمامه بأسلوب حياة اللاعبين النجوم، واعترف في مقابلات بأنه كان يسعى لجذب المعجبات، فكان يعرض مقاطع فيديو لريناتو غاوتشو ويسوقها على أنها له، ويشارك في حفلات النوادي الليلية، مما عزز صورته الاجتماعية بين زملائه والجمهور.
بالرغم من كونه لم يلعب أي مباراة، أصبح كايزر أيقونة لأسلوب الحياة الفخم للاعبين، وقد عاشت ذكراه بين الصحافة والجمهور بسبب جرأته وقدرته على خداع الجميع. اليوم، بعد اعتزاله كرة القدم، يعمل كايزر كمدرب شخصي للنساء، بعيدا عن الملعب، لكنه يظل معروفا باسم «أعظم لاعب لم يلعب كرة القدم أبدا»، في قصة تجمع بين العبقرية والخداع والجرأة في عالم الرياضة.




