القلعة نيوز :
لم تكن ليلة أمس في مواجهة أتلتيكو مدريد مجرد 90 دقيقة كروية أضاف فيها برشلونة ثلاث نقاط إلى رصيده، بل كانت ليلة البيان الرسمي للنوايا الكتالونية هذا الموسم.
الفوز المثير الذي حققه البلوغرانا حمل في طياته رسائل شديدة اللهجة للمنافس المباشر ريال مدريد، مؤكدًا أن الصدارة الحالية ليست وليدة الصدفة، وأن الفريق يمتلك مقومات البطل الحقيقي القادر على الذهاب بعيدًا.
وبقراءة متأنية لمجريات اللقاء وما خلف الكواليس، يمكننا استخلاص 5 إشارات حاسمة أرسلها برشلونة من قلب الملعب، لترعب خصومه وتضع ريال مدريد تحت ضغط هائل:
1. كسر عقدة الكبار: أول اختبار حقيقي
لعل الإشارة الأولى والأكثر وضوحًا هي قدرة هذا الفريق الشاب والمتجدد على مقارعة الكبار، عانى برشلونة في فترات سابقة من الشك عند مواجهة فرق الصف الأول وخسر من باريس وتشيلسي وريال مدريد، لكن الفوز على فريق بحجم وعناد أتلتيكو مدريد يعتبر أول انتصار وزن ثقيل هذا العام.
هذا الفوز يمنح اللاعبين ثقة بأنهم لا يهزمون فرق الوسط والقاع فحسب، بل يمتلكون الشخصية لافتراس المنافسين المباشرين، وهو ما يغير نظرة الخصوم للفريق من الآن فصاعدًا.
2. ثلاثة أهداف في الحصن المنيع
رقميًّا، يعد هذا الإنجاز مرعبًا لأي منافس. أتلتيكو مدريد دخل اللقاء وهو يمتلك أقوى خط دفاع في الليغا، حيث استقبلت شباكه 11 هدفًا فقط طوال الموسم قبل هذه المباراة، أن ينجح هجوم برشلونة في دك هذا الحصن بـ3 أهداف كاملة كانت مرشحة للزيادة لولا إهدار ليفاندوفسكي ركلة جزاء وضياع بضع فرص أخرى، فهذا يعني أن المنظومة الهجومية للفريق وصلت لمرحلة من النضج والفاعلية تمكنها من اختراق أكثر التكتلات الدفاعية تعقيدًا في أوروبا، وليس فقط في إسبانيا.
3. لا مركزية الخطورة: الكل يلدغ
الإشارة الثالثة التي يجب أن تقلق تشابي ألونسو وكتيبته هي تنوع مصادر الخطورة. برشلونة لم يعد فريق اللاعب الواحد. الأهداف والحلول لم تعد حكراً على روبرت ليفاندوفسكي، ولا تتوقف بغياب فيران توريس أو ابتعاد لامين يامال عن مستواه، رأينا كيف أن الكل قادر على التسجيل وصناعة الفارق؛ المنظومة الجماعية هي النجم الأول، والخصم بات عاجزاً عن مراقبة مفتاح لعب واحد، لأن الخطر يأتي من كل الاتجاهات.
4. عودة الروح للجسد.. تعافي المصابين
رغم القلق الذي قد يسببه أي غياب محتمل لبيدري لجولة أو اثنتين بعد مغادرته ملعب مباراة أتلتيكو مدريد، فإن الوضع العام للفريق يدعو للتفاؤل الشديد.
عودة رافينيا أضافت بعداً حيوياً مفقوداً، والأهم هو عودة فرينكي دي يونغ الوشيكة لضبط إيقاع الوسط. برشلونة يرسل رسالة مفادها: نحن نفوز ونحن منقوصون، فكيف ستكون الحال عند اكتمال الصفوف؟. عودة الركائز الأساسية في هذا التوقيت من الموسم تعتبر صفقات شتوية مجانية تعزز قوة الفريق.
5. شخصية البطل.. العودة من بعيد
الإشارة الخامسة هي المؤشر الأهم على الإطلاق، سيناريو المباراة كان كفيلاً بكسر أي فريق؛ التأخر بهدف نظيف، ونجمك الأول وهدافك (ليفاندوفسكي) ليس في يومه ويضيع ركلة جزاء، كل الظروف كانت مهيأة للانهيار. لكن، أن يمتلك الفريق الجلد الذهني للعودة في النتيجة، ويقلب الطاولة، ويوسع الفارق مع ريال مدريد إلى 4 نقاط، ولو مؤقتاً، فهذا دليل قاطع على صلابة ذهنية استثنائية.
لقد وضع برشلونة الكرة الآن في ملعب الغريم التقليدي، مصدرًا الضغط والتوتر إلى المعسكر المدريدي، ومثبتاً أن الفوز بالليغا هذا الموسم سيمر حتماً عبر بوابة الجحيم الكتالوني.




