تَختارُ بينَ صَكِّ الأبوابِ أو كَسرِ زُجاجِ النَوافِذِ أو تَجُرُ جَميعَ السَلاسِل المُعَلَقَةِ مِن الحافِلَةِ حَتى نِهايَةِ آخِرِ زاويَةٍ كانَ فيها الوَطَنُ بَيتَكَ مِن زَمانٍ كانَ لِغَيرِ المَكان قَد تَتَنَفَسُ فِيهِ الصُعَداء أو تَخنُقُ عَبيرَ وَردَةٍ أَهدَيتَها يَوماً لِعيدِك حينَ كانَ الأمَلُ أَوَلَ الأُمنِيات وَقَبلَ أخِرِ صاعِقَةٍ أتَت مِن هَجيعِ نَجمٍ . . كُنَّسٍ موحِشٍ . . موجِعٍ حالكٍ في الظَلام لِيُحيلَ الرَبيعَ فَصلاً مايَزالُ نُطفَةً في الكون كَأَنَهُ لَم يُخلَق لم يُعرَف لم يُطرَ مِن أَحَدٍ بَعد لم تَروِهِ أسطورةٌ مِن عَنقاء لا لَونَ . . لا وَصفَ لا شكلَ . . ولا اْسمَ أيُّ . . أيّ ن فيه أيُّ . . حِس ن فيه أيُّ خافِقٍ لم يُغَنَّ لم يُعَنَّ . . لم يُمَنَّ أيُّ . . حسٍ لم يُجَنَّ حينَ يَسقُطُ آخِرُ اْلوَجَع يَكونُ بِدايَةً جَميلَةً لأولِ البِدايات هُنا سَتُدرِكُ كِيفَ تَهاوى جِلدُكَ على دَرَجاتِ الانتِظار وكَيفَ يَمُرُ الوَهمُ على خَيالِكَ دونَ أن يُلقيَ عَليكَ التحيةَ والسَلام وَكَيفَ ضاعَ الأثَر في الروحِ والجَسَد تَختارُ آ آ آ . . تَرتَدي فَروَةٍ لِسَمَكةٍ أم ضَوءَ قَمَرٍ وَليد فَتَسُكُ أصابِعِكَ على القَصيد وَقَبلَ أن يَطبَعَ بَصمَتَهُ على مُحَياك تَنهالُ أوجاعُكَ طابَقاً . . طابَقاً طابَقاً . . طابَقاً وَكأنَّ من وَرَثَكَ إياهُ أَخَذَهُ بعدَ حين أو أنَهُ لم يُبنَ مِن وَعدٍ . . وَأمَلٍ . . وأحلام تَصرُخُ اْلجُدرانُ : دَعوني حجراً . . حجراً حجراً . . حجراً أنا فيه وَهاأنا ياشآم كَبَحرٍ يَنضَحُ بالألم أخطُ بِزُرقَةِ القلم على صفحاتٍ رُبَما كَانت حَمراء كي أرتاحَ حينَ أَنثُرُ . . ها . . هُنا فَهل يَنتَهي اْلوَجَع ؟ كي نَرتَميَ في حُضنِ القَدَر ؟ حينَ يَسقُطُ آخِرُ اْلوجع
الشاعرة إيمان خالد البهنسي