القلعة نيوز-
نور أحمد
بتلك الكلمات سكن الفؤاد واستشعرت الروح ما لا يوصف بكلمة ولا يختصر بلغات، عظيم أن نقدر الله حق قدره و نشكره لنعمه بما أنعم علينا و وهبنا كرماً و عطاء لا حدود له، «ولقد كرم الإنسان وحمله في البر و البحر و رزقه من حيث لا يحتسب وفضله على كثير من الخلق تفضيلاً..
موقع الوطن العربي بحد ذاته نعمة فلا حدود طبيعية تفصل بين قطر و آخر، و حدود جغرافيته ثروات طبيعية فمن شماله البحر المتوسط وجبال زاكروس وجبال طوروس، و من الجنوب المحيط الهندي وبحر العرب والصحراء الكبرى، أما شرقه يتمتع بمرتفعات زاكروس والخليج العربي وخليج عمان ومن الغرب المحيط الأطلسي.
وذلك من ابسط الامور التي دعت الأنظار للالتفات اليه على مر العصور والأزمنة و محاولة السيطرة عليه بمختلف السبل والاتجاهات والحديث يطول حول الأمر وذلك ليس غايتنا هنا.
أما النعم الأخرى التي كرمنا الله بها فمنها المناخ والارض التي في جوفها كنوز لا تعد ولا تحصى من المعادن والذهب الأسود وما الى ذلك، ناهيك عن خصوبة التربة للزراعة ووفرة المياه الجوفية و هبة الأنهار والعيون والجداول والبحيرات، ناهيك عن أجواء سمائه الصافية لاستقبال الرحلات على مدار العام.
ففي الشتاء سلام البرد وعطاء الغيث يسقي الزرع و الافراد و يُحي الأرض، بالاضافة الى حسن استثمار مياه الامطار والاستفادة منها بإنشاء السدود والخزانات والاعتماد على الري الطبيعي لبعض المزروعات، وحفظ الناس من خطر السيول لغزارة الأمطار.
للربيع روعة لا توصف فكل وطن وجهة سياحية مختلفة تجذب السياح والزوار من انحاء العالم ويسعى الكرام البررة لحسن ادارة السياحة اهتماماً بالآثار وخاصة تلك التي يكشفها المطر حديثاً و القائمة منذ قرون عظيمة تسرد للاجيال شموخ عزها ونضال مجدها،.
أما الصيف فيُمتع الوطن العربي بدرجات حرارة تكفي لتوليد الطاقة الشمسية واستثمارها خيراً الى جانب الطاقة الكهربائية المولدة من الموارد المائية.
ويبقى الخريف فصل الألوان وتساقط اوراق الأشجار منذراً للاهتمام به والتكيف مع تقلباته وانتقال الإنسان من الدفء الآمن الى سلام البرد.
وفي كل الفصول نعم وهبات اكرم الرحمن بها الإنسان وفضله على الخليقة أجمع و سخرها له بجعله خليفة في الارض ليعمرها والله الوهاب العليم خير الحافظين.
لكن يبقى العمل واجب كل فرد للحفاظ على خيرات وطننا العربي و درء الأخطار المحيطة به و دحر الفساد من البر والبحر؛ فكل منا مسؤول عن ارضه ونعمه والمسلم اخو «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، و كل الديانات تحث على المحبة والسلام والوئام والاحترام وتقدير النعم والحفاظ على الخيرات، وحسن ادارة النفس كفيل بحسن ادارة البلاد للتقدم نحو الفلاح والصلاح وتحقيق الرفعة والنجاح، فبالوحدة قوة تسمو بالأمم وتبلغ القمم.