القلعة نيوز- دبي، الإمارات العربية المتحدة، ("ايتوس واير"):
بينما يتوقع تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي نموًا عالميًا يصل إلى نسبة 3.4٪ في عام 2020، يحرص المستثمرون في المنطقة على فهم كيفية تأثير المشهد التجاري والسياسي الديناميكي على قراراتهم الاستثمارية للعام المقبل.
نظرًا لتحسن النمو الاقتصادي في عدد من الأسواق الناشئة بما في ذلك الشرق الأوسط، يراقب المستثمرون عن كثب الاتجاهات الكلية ويحللونها بينما يكتشفون الفرص المستقبلية المناسبة للاستثمار.
يأتي هذا في ظل مواجهة لا تنتهي بين اثنين من الاقتصادات الرائدة في العالم - الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والتي يؤكد المحللون إنها قد تبطئ النمو الذي يحتاجه الاقتصاد العالمي.
وفي معرض حديثها عن اتجاهات الاقتصاد الكلي الرئيسية في منتدى للمستثمرين تحت اسم توقعات المستثمر العالمي 2020، سلطت أنيتا ياداف؛ المدير التنفيذي لشركة سنشري فاينانشال الضوء على تباطؤ الاقتصاد وتضخم الديون العالمية، مما يعني أن البنوك المركزية لن تكون قادرة على رفع أسعار الفائدة كعامل يؤثر بشكل مباشر على النمو.
وهذا، وفقًا للسيدة ياداف، يرجع في المقام الأول إلى أن زيادة سعر الفائدة بنسبة 0.5٪ ستؤدي على الأرجح إلى نفس النتائج السابقة لزيادة الـ 2٪ في سعر الفائدة منذ 10 سنوات، وذلك ببساطة...لأن حجم الديون اليوم أكبر.
وأشارت موضحة: "لقد انتهى وقت أسعار الفائدة المكونة من خانتين! كمستثمر، ما يعنيه هذا هو أن عائد المخاطرة في محفظتك سيتكون على الأرجح من خانة واحدة في العقد القادم مقابل ما اعتدت عليه من قبل والذي كان إما مكونًا من خانة واحدة برقم كبير أو خانتين!
لذلك، آن الأوان أن يعتاد المستثمرون على عائدات استثمار منخفضة" تمثل شيخوخة التركيبة السكانية مجالًا آخر مهمًا بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى جني عوائد جيدة في المستقبل. في عام 2018، تجاوز عدد البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق عدد الأطفال في سن الخامسة في العالم – وهو أمر يحدث للمرة الأولى عبر التاريخ.
"خلال الـ 30 عام المقبلة، ستتراوح أعمار 17٪ من سكان العالم ما بين 65 عامًا وأكبر. وهذا يعني، أنه كمستثمر؛ من أجل الحصول على عائد إيجابي على الاستثمارات، ستحتاج إلى الاستثمار في المجالات التي يهتم بها كبار السن؛ كالقنوات الرياضية والترفيه والرعاية الصحية بالإضافة إلى الأمور التي تتوافق مع الابتكار والتكنولوجيا الحيوية.
هذه القطاعات هي التي ستحقق نتائج جيدة على المدى الطويل. كما شجّعت السيدة ياداف المستثمرين على التركيز على القطاعات التي تجتذب الفئات العمرية الكبيرة من السكان بشكل عام. وخلال حديثه في الندوة، قام السيد مايكل هيوسون، كبير محللي السوق في سي إم سي ماركتس (المملكة المتحدة) بالإشارة بشكل محدد للانتخابات الأمريكية، والاتفاقية مع الصين وأسعار النفط، باعتبارها ثلاثة عوامل مخاطرة رئيسية ستحدد توقعات النمو العالمي في عام 2020.
"بينما نحن متفائلون بشأن التوقعات الاقتصادية الجيدة في عام 2020 ، لا يمكننا تجاهل المخاطر الأساسية التي يمكن أن تخفف من الأرباح.
نحن نعلم أن الدولار محرك رئيسي للنمو، لكن الانتخابات الأمريكية المقبلة والاتفاقية الصينية الأمريكية التي طال انتظارها هي عوامل يراقبها المستثمرون بشدة.
من جانبها، سيكون من مصلحة أوبك الحفاظ على استقرار أسعار النفط لأن الاقتصاد العالمي لا يستطيع استيعاب أسعار النفط المرتفعة مقارنة بمسار النمو العالمي.
وفقًا للسيد هيوسون، فإن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit) في شهر يناير ستدعم أيضًا الأسواق الأوروبية بشكل كبير، وستحمي الاقتصادات من مستويات ديونها المتنامية ونقص السياسات المالية المتناسقة داخل منطقة الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى انعدام الإصلاحات في القطاع المصرفي.
من بين الاتجاهات الرئيسية الأخرى التي من المتوقع أن تلعب دوراً في النمو الاقتصادي العالمي، أسعار النفط، والدولار الأمريكي ذو العائد المرتفع، والتكنولوجيا المالية (fin-tech)، والعملات الرقمية، والتكنولوجيا، وعولمة الخدمات والمعلومات، والاتفاقيات التجارية القديمة التي يجب إعادة تجديدها.
تم تنظيم ندوة الاستثمار العالمي لعام 2020 من قبل سنشري فاينانشال في فندق العنوان دبي مول بتاريخ 19 نوفمبر 2019، حيث جمعت أفضل خبراء الاستثمار العالميين والمحليين في الإمارات العربية المتحدة بحضور أكثر من 350 مستثمر لتبادل وجهات النظر والمعرفة والآراء.
*المصدر: "ايتوس واير"