شريط الأخبار
الحنيطي يلتقي قائد قوات الدفاع الباكستانية في إسلام آباد سوريا.. قصف جوي جديد على مستودعات أسلحة ومخدرات في السويداء مظلوم عبدي: تم التوصل إلى تفاهم مشترك مع دمشق فيما يخص دمج القوى العسكرية ما هو جبل باشان الذي استخدمه الهجري بدل السويداء ؟ إعلام عبري: "الإسرائيلي" تحول إلى شخصية غير مرغوب فيها مصدر عسكري إسرائيلي: سنضطر لمواجهة إيران إذا لم توقفها أميركا الجيش الإسرائيلي يقول إنه قتل عضوا في فيلق القدس الإيراني بلبنان الداخلية السورية: القبض على قيادي ثان في داعش بريف دمشق تحقيق: جنرالات الأسد يرفضون التقاعد ويخططون لتمرد سينفذه 168 ألف مقاتل الأردن استورد نحو 300 ألف برميل نفط من العراق الشهر الماضي ورقة سياسات: 3 سيناريوهات لتطور مشروع مدينة عمرة قوات الاحتلال تطلق الرصاص باتجاه مدنيين سوريين بريف القنيطرة الجنوبي ويتكوف أبلغ الوسطاء أن المرحلة الثانية ستبدأ في يناير وسط أجواء حزينة.. المسيحيون في قطاع غزة يحتفلون بالعيد مصر تدفع بأضخم قوافلها لغزة.. 5900 طن إغاثة تدخل القطاع مستشار الرئيس السوري: الخيارات ضاقت مع قوات سوريا الديمقراطية بتهنئة المسيحيين .. الوزيران السابقان عربيات وداوود يُحرجان دعاة الكراهية ويعيدان تصويب البوصلة الدينية والوطنية نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى نعيمات وعلوان والتعمري ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط 30تحت 30 لعام 2025 مدير تنشيط السياحة: أعياد الميلاد تمثل صورة حضارية مشرقة للعيش المشترك والوئام الديني

نقاد في «شومان»: نجيب محفوظ جعل لحياتنا معنى

نقاد في «شومان»: نجيب محفوظ جعل لحياتنا معنى


القلعة نيوز-
أجمع نقاد على أن الأديب العربي الراحل نجيب محفوظ؛ أحدث نقلة كبيرة في لغة الرواية العربية، وتخطى حدود الزمان والمكان، واستحق جائزة نوبل عن جدارة؛ باعتباره واحداً من أفضل الأدباء في العالم.
وتناولوا في الندوة النقدية التي أقامتها مؤسسة عبد الحميد شومان على هامش مرور 31 عاماً على نيل محفوظ «نوبل للآداب»، أمس الأول، الجوانب الإبداعية والفكرية والجمالية التي شكلت تجربة محفوظ.
واعتبر أستاذ النقد الأدبي، الدكتور المصري صلاح فضل، أن نجيب محفوظ حول العمل الروائي إلى عمل فكري وفني، كما أنه وظف جميع الرؤى الفكرية والفلسفية والنفسية والإنسانية لخدمة العمل الروائي حتى تصبح له قيمة ومعنى.
ولفت إلى أن محفوظ طور نفسه مع العمل الروائي من الكلاسيكية إلى التجريبية إلى التعبيرية، وبالتالي لم يقف مع الرواية عند حد أو زمن أو فكرة معينة بل كان يتجدد دائما وتتجدد معه رواياته.
وحسب فضل، فإن نجيب محفوظ هو أحد ثلاثة ملهمين ابتُليت بهم مصر والوطن العربي خلال القرن العشرين؛أمير الشعراء أحمد شوقي، والمفكر الأديب طه حسين، وثالثهم محفوظ.
ورداً على سؤال، حول الجدل الذي رافق نشر رواية «أولاد حارتنا»، قال فضل:» نحن ورثة الأنبياء، فرؤية نجيب محفوظ بالغة التوازن بين الغيب والشهادة وبين الإبداع والخيال، فنحن لا ننتظر من أي كاتب أجنبي أن يحكي تاريخ النبوات».
وبين فضل أن رؤية محفوظ بالغة العمق ومخالفة لرأيه السياسي، معتبراً أن الراحل كان أفضل من استخدم الأمثولة والرمز والإشارات والشعر المعاصر في السرد الروائي.
ورأى فضل أن عبقرية محفوظ تكمن في قدرته على النمو ومثابرته في الأداء وطاقته الجبارة في التجريب والابتكار، والدأب المنتظم الذي جعله يتخطى أقرانه ومع التراكم المتنامي في الاتجاه الصحيح وتفادي الصراعات.
وبحسبه، تميز محفوظ بصفاء رؤيته للحياة بوصفها مزيجا مدهشا وخلاقا من الغرائز والمثل العليا، كما صنع استراتيجية لمنظومته القيمية التي تتألف من شقين الأول هو الوعي بقيمة الحرية في الحياة، وأهمية الديموقراطية للمجتمع، وأيضاً قدرته على خلق عوالم ذات طبقات جمالية متراكبة مفعمة بأنواع الدلالات القريبة والبعيدة.
بدوره، اعتبر الباحث والأكاديمي د. محمد عبيدالله أن محفوظ «عميدُ الرواية العربية، وأيقونتُها الخالدة، ومعلّمها الأبرز»، استناداً إلى كفاحه الطويل واجتهاده الدؤوب، فلم يتوقّف عن نشر رواياته، ولا عن التطوّر المتشعّب في الأساليب والرؤى.
ونجح الراحل محفوظ، بحسب عبيدالله، في تطوير اللغة السردية وتمييزها عن اللغة الشعرية، فكيّف العربية المعاصرة بما يتلاءم مع متطلبات اللغة الروائية- السردية بعيداً عن البلاغة الشعرية التي طوّرتها الشعرية العربية منذ القديم، كماقدّم تجربة رائدة في السرد الروائي المسكون بالفلسفة والتأمّلات الكونية والإنسانية.
وأشار إلى أن محفوظ قد قدم نماذج حوارية تعلي من شأن الحوار وكلام الشخصيات، ردا على ما يفيض به الواقع العربي من قمع واضطهاد وتكميم للأفواه، كما ظهر عنده التلازم المبدئي بين المضمون والشكل، أو المعنى والمبنى على نحو متوازن يظهر فيه الشكل من خلال المضمون، وتتجلى فيه المضامين أيضا في صميم الأشكال.
وأوضح عبيدالله أن محفوظ في تحوّلاته وتجواله البليغ في النفس الفردية وفي وجدان المجتمع، وفي الوجدان الإنساني كله، من التاريخ إلى المكان النابض بالبشر والحركة، إلى الزمان بأمكنته وأجياله، ظلّ محافظاً على نكهته القاهرية مستمدّاً منها كل احتمالات السرد، مكيّفاً معها الأساليب والتقنيات على نحو لا تحسّ للصناعة أثراً فيها.
ولاحظ عبيدالله أن القمّة التي بلغتها أعمال نجيب محفوظ لم تتجاوزها أو تقترب منها الأعمال المعاصرة له أو اللاحقة لتجربته، وهو في ذلك يمثّل تحدّياً محفّزاً للرواية العربية الجديدة، وهي تتطلّع إلى وجوه بليغة تعبّر عن انفتاح الكنز الروائي والسردي، ذلك الكنز الذي أغدق محفوظ عليه من جواهره، فأغناه وضاعف من قيمته.
أما الناقد والأكاديمي د. شكري عزيز الماضي فقال في معرض تقديمه للندوة إن «نجيب محفوظ انطلق في كتاباته من الواقع الذي يعيشه، خصوصاً من الحارة المصرية التي كانت تمثل مجتمعاً صغيراً يمتلك تقاليده وقوانينه، واستطاع تحريك الشخصيات في رواياته وقصصه ليقول ما يريد قوله من خلالها، مضيفا، أحياناً، نوعاً من الرمزية إلى تلك الشخصيات».--الدستور