شريط الأخبار
وزير الأوقاف يتفقد الحجاج في مكة المكرمة أوتشا: الاحتلال الإسرائيلي يخنق مدنيي غزة في 18% من القطاع ارتفاع عدد شهداء مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة الى 52 "الأونروا": آلية توزيع "مساعدات غزة" لا تلبي الاحتياجات الجمارك تدعو للاستفادة من قرار شمول القضايا الجمركية بإعفاء الغرامات اجتماع أردني سوري لبحث التعاون بقطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرتين مسيّرتين بالاسماء : ترفيع متصرفين إلى رتبة محافظ وإحالتهم للتقاعد سعد الصغير ينتقد شقيق إبراهيم شيكا: عيب بنك صفوة الإسلامي.. نمو مالي وريادة مجتمعية والثقة بلا حدود لإدارته الحكيمة الحجاج يتوافدون إلى مكة وسط تدابير مشددة ودرجات حرارة مرتفعة الذهب يرتفع مسجلا 3309 دولارات للأونصة عجلون: بيت البسكوت نكهات تراثية بأياد محلية تجارة الأردن تشيد بقرار تمديد مهلة توفيق الأوضاع لشركات الصرافة بالأسماء ... وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات 180 طبيب بيطري أردني يشرفون على ذبح أكثر من مليون رأس من الهدي في الحج بحث تطوير البنية التحتية لشبكة الإنترنت في سوريا من خلال الأردن رئيس الوزراء يفتتح توسعة مستشفى الأميرة إيمان الحكومي في دير علا تأثير كبير.. إليكم أهمية دور الآباء في تشكيل علاقة الطفل بالطعام دراسة جديدة عن "الزهايمر".. ماذا كشفت؟

صدور رواية «الوقائع العجيبة في زيارة شمشوم الأولى لمانهاتن» لهشام عبده

صدور رواية «الوقائع العجيبة في زيارة شمشوم الأولى لمانهاتن» لهشام عبده


القلعة نيوز-

قد يوحي العنوان الطويل لرواية «الوقائع العجيبة في زيارة شمشوم الأولى لمانهاتن» بأنه مشتق من أنماط العنونة التراثية في كتب الأدب والتاريخ العربي، لكنه ليس كذلك، فعنوان الرواية الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» للكاتب الفلسطيني هشام عبده مستعار من كلمة السر لعملية قصف نووي جهنمي كان يمكن أن يوقع حربا عالمية ثالثة في الشرق الأوسط تهدد بإبادة العالم.
ومع أن وقائع الرواية بحسب الكاتب متخيلة إلا أن ذلك لا ينفي واقعيتها وإمكانية وقوع مثل هذا الفعل الكارثي الذي يمكن أن تقوم به «إسرائيل» التي أطلق عليها الروائي اسم دولة التنوئيل ووصفها بأنها دولة شرق أوسطية تقع على الساحل المتوسط.
وتتلخص الرواية في وقوع جريمة قتل في بركة سباحة لأكاديمي مسن، يُدرّس مادة الحاسوب، كان يرفض قرار الدولة في عمل بطاقة بيومتريَّة لمواطني البلد لاعتقاده أنها يمكن أن تشكل تهديدا أمنيا للناس.
وفي محاولة إثبات مقدرته على اختراق موقع وزارة الدفاع الإلكتروني يكتشف سرا خطيرا يتلخص في عملية شمشوم التي يقررها رئيس البلاد المتدين (تينيت) لقصف مفاعل تيران الإيراني في إيران.
ويحتفظ بوقائع الخطة ويسلمها قبل مقتله لإحدى طالباته (تمار) التي بدورها تسلمها لصديقة عربية من القدس وتسافر (هدير) في رحلة شاقة لتسليم السر إلى هيئة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في النمسا بعد تعرضها لمحاولة اغتيال هناك.
وتصل الفتاة العربية هدير إلى العاصمة النمساوية فيينا وتلتقي مع إستير ابنة الأكاديمي بيكهام المقتول لتسلم السر لرئيس وكالة الطاقة النووية الألماني غيتشر الذي يقوم باتصالاته العالمية لإبطال العملية وإنقاذ العالم.
تقع الرواية بين الخيال والواقعية والرمزية والبوليسية والتجسس التي تشد القارئ منذ سطورها الأولى، فالرواية تتلمس تعقيدات الروائية أجاثا كريستي وتمويهاتها وألغاز دان براون وشيفراته، بل تتقاطع في وقائعها سيرة بطل رواية «شيفرة دافنشي» العالِمْ الذي قُتل من قبل قوى غامضة بعد اكتشاف سرهم، وساهمت ابنته في فضح مخططاتهم التي حالت دون سيطرة تلك القوى الشريرة على العالم.
ويقول الروائي الذي يقطن في مدينة حيفا على ساحل البحر المتوسط أنه اعتمد على تقارير وجدها في ملفات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويعيد سردها بطريقة روائية لأحداث لا تتجاوز في زمنها الثلاثة أشهر التي كادت أن تهز العالم.
ولا تخلو الرواية التي تقع في 278 صفحة من القطع الوسط من رمزية تكشف عن الخطر الذي يمكن أن يقع للعالم بوجود رئيس مجنون ومتطرف مثل تينيت في تلك الدولة ويلجأ لقرار كارثي مثل ذلك لتطبيق مقولة أسطورية يستمدها من الماضي حول قوة شمشوم، ولكن الرواية في الوقت تكشف عن تحالف الخير بين ابنة العالم بيكهام إستير وتمار وهدير لإفشال مخططات (دولة التنوئيل).
والرواية تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا بالنظر لتطورها الدرامي وغرائبيتها وثراء أحداثها ووقائعها وتعدد الأمكنة وجاذبية الحكاية وتشويقها التي يذهب فيها الروائي لإسدال الستار على وقائعها بتفاوت واع لسيرورة التاريخ.
والسؤال هل يمكن اعتبار الرواية نوعا من السرد البوليسي الجاسوسي، أم تنتمي لرواية المقاومة، فالكاتب الذي يقيم تحت سلطة الاحتلال في حيفا العربية يناقش خلال الرواية الكثير من الأفكار التي تتصل بالتطرف، ويعاين مرجعياتها في التوراة التي استغلت سياسيا، ويقارب بين العديد من الموضوعات المثيولوجية التي تتصل بالأساطير التي تدخل الناس في أتون التراجيديات الإغريقية وانعكاسها على الصراع العربي الإسرائيلي.
ويناقش الكاتب خلال ذلك العديد من القضايا التي تتصل بالهوية والوجود والموت، فضلا عن جملة من القضايا التي تتصل بالإيمان والعلمانية، وتندى الرواية عن ثقافة عميقة ووعي عال لدى الروائي لا يتبدى من خلال قراءاته الروائية ومعرفته التي تتفرع بين علم الحاسوب وعلم الجريمة والتاريخ والجغرافيا والأبعاد النفسية لشخوص الرواية وحسب، وإنما أيضا في قراءته للتاريخ ووعيه بتحولاته ومساراته وإيمانه أن العالم محكوم بالوعي الذي ينتصر في نهايته للسلام والخير.-الدستور