شريط الأخبار
العين العرموطي: مبروك يانشامى فأنتم الفرح والمجد الأمير علي يهنئ بتأهل النشامى للمونديال: "العيد عيدين" الحملة الأردنية والهيئة الخيرية توزّعان كعك العيد جنوب خان يونس الداخلية السعودية تدعو الحجاج لالتزام المسارات أيام التشريق المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة فعاليات احتفالية بالمناسبات الوطنية ومواقع مخصصة لبث مباراة الأردن والعراق الثلاثاء المقبل خبراء في عجلون يؤكدون أهمية الحد من التلوث البلاستيكي في عيد الجلوس.. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني في ذكرى الجلوس.. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك الزرقاء في عهد الملك عبدالله الثاني.. مشاريع كبرى ونهضة شاملة عيد الجلوس الملكي.. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم صحة غزة تحذر من انهيار المنظومة الصحية جنوب قطاع غزة حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر الدعم الملكي يقود الرياضة الأردنية إلى ميادين الإبداع ومنصات التتويج قاريا ودوليا حقيقة أمريكا .. المهندسة الحجايا تكتب : الباديه الجنوبيه الامل و الالم...خطوات للمستقبل عروض "الدرون" تزيّن سماء إربد احتفاءً بالمناسبات الوطنية السوداني يهنئ المنتخب الأردني بتأهله للمونديال لأول مرة الرئيس السوري يزور درعا جنوب سوريا لأول مرة

مازن جابر يكتب : هل لفايرس كورونا تاثير على حقوقنا الإنسانية؟..

مازن  جابر يكتب : هل لفايرس كورونا تاثير على حقوقنا الإنسانية؟..


القلعه نيوز - مازن جابر *

مع إنتشار الخوف والقلق إزاء تفشي فيروس كوفيد-19 حول العالم، بدأ الكثير من الناس بطرح أسئلة صعبة حول كيفية تأثير الوباء على حقوقنا الإنسانية. هل من الضروري ضبط الحدود لأحتواء الفيروس؟

هل الحجر الصحي أو حظر التجول اللذان تفرضهما الحكومات انتهاك لحقنا في التنقل بحرية فأقول له بداية نحن بحاجة إلى دورات تدريبة مجانية عن طريق الأنترنت.

ولكن جائحة كورونا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ولعلها المرة الأولى التي تشمل العالم كله فتغدو البشرية مكبلة خائفة مترقبة تتابع بقلق وخوف ذلك الوحش الذي يجتاحها من داخل الحدود فتغلقها، ومن داخل المدن فتقطع أوصالها ومن بين المقربين فتباعدهم وتخلق الهواجس بينهم بمجرد عطسة.

جائحة الهلع من كورونا والتوجس منه وتلقي الأخبار فيما بينا والمعلومات والشائعات وأيضًا التأثيرات النفسية والفكرية والإجتماعية لها التاثير ونحن داخل الحجر وجعل الكثير من دول العالم في مواجهة العجز ورهينة التقصير.

وربما تكون ضحية لقلة التدبير وقلة الموارد وايضًا لصعوبة إيجاد لقاح لهذا الفايروس على مستوى العالم. فلم تجد سوى أن تفرض على الناس أن يتباعدوا جسديًا ولكن ليتواصلوا أكثر على المستوى الإنساني.

ورغم هذا التباعد الجسماني فقد تشارك ولأول مرة في التاريخ مئات الملايين في تحمل أعباء الكفاح لهزيمة هذه الجائحة بالتخلي عن أنماط حياتهم وعاداتهم وتحمُّل تعثر أعمالهم وإنخفاض مداخيلهم والإنفاق من مدخراتهم وربما فقدان وظائفهم وإيقاف دورة حياتهم المعهودة

ولعلها كذلك المرة الأولى التي تتناغم فيها البشرية مع ذات القيم والتوجهات في نفس الوقت وتعْبر خنادق السياسة والإقتصاد. لتلتئم الإنسانية في بحثها عن إنقاذ الحياة، حتى صارت قيمة الحفاظ عليها العامل الأول لرسم السياسات. وتعززت قيمة تشارك المسؤولية في الحفاظ على الذات والآخر وشاعت قيمة العطاء أكثر مما أستحوذت قيمة الأنانية.

لقد قيل الكثير عن عالم ما بعد كورونا على صعيد العلاقات الدولية وتحولات الاقتصاد التنافسي، وهذا متصور وسيكون. ولكنه شغل بال الكثيرين مع أن التغير الأبرز والأعمق في عالم ما بعد كورونا هو بسبب منعكساتها على الصعيد الفردي والإجتماعي والحقوقي.

وكذلك الآثار النفسية والقيمية والإجتماعية لهذه الجائحة على مستوى الدولة. وكذلك على طبيعة الإقتصاد وتوجهات التطور التقني ودوافعه وعلى التسارع إلى تحويل الوظائف إلى أعمال إلكترونية.

وأيضاً لعلها المرة الأولى التي يتشارك فيها هذا العدد الهائل من البشر كل هذه التساؤلات والتقييمات وصولاً لمقارنة أخلاق أرباب العمل بأخلاقيات العمل. وكيف ستكون تداعيات ذلك على مستقبل الوظائف والاقتصاد.

ولعل أول ما سيتبدّى من آثار تلك الجائحة هو التغير في نمط الأستهلاك وطبيعة الأقتراض ومفهوم الإدخار وآليات الإنفاق. وإعادة النظر في كثير من العادات الأستهلاكية والمفاهيم السائدة.

وبالتالي سيكون لكثير من المفاهيم السائدة عن الحريات الشخصية بمعناها الواسع. ومن يقف في وجهها وبيده الدليل على أن هذا الكوكب ما هو إلا مركب واحد. وأن من حق الإنسانية صون هذا المركب ببعض الانضباط والتقييد، وسيظهر وعي متزايد بأهمية الوقوف ضد كل أشكال التمييز ضد حق الحياة فكل ثناء على الأداء الإعلامي والحكومي إزاء جائحة كورونا . وسينعكس ذلك ايضًا إقتصادياً ببعد آخر يعيد النظر في إستراتيجيات الإنفاق الحكومي

وسيأتي يوم ينضج فيه النداء والضغط للوصول إلى اتفاقيات عالمية لمنع الأسلحة الهجومية والأسلحة الثقيلة، وتحويل ميزانياتها لصالح التعليم والصحة وباقي الخدمات وسيكون لهذا الصوت ما يبرره من وقائع وحقائق لا تقبل الجدل أمام الإصرار على حق الحياة.

وسيكون هناك نظر متفحص لمدى فعالية حماية الدولة لقطاع الموظفين من جائحة التسريح عند أول تهديد بانخفاض أرباح أرباب العمل، وربما سيتطور ذلك للنظر في مدى فعالية الدولة بكينونتها الحالية أمام أقطاب المال والأعمال.

ولعل أوقع تداعيات جائحة فيروس كورونا هي التطورات التي تحدثها تلك الجائحة لجعل العالم كله ينتظر علاجًا بغض النظر عمن سيأتي به ومن أي بلد وأي قومية كان وسيتخلى العالم عن عصبياته وهو يسعى للعلاج والقضاء على هذا الوباء.

مجمل القول إن عالم ما بعد كورونا ليس كما قبله بالتأكيد. وليس بفعل السياسة والسياسيين لوحدهم بقدر ما هو تبلور وعي يصنع ثقافته ويجذرها ويتملك أدواته الضاغطة على السياسيين ليحدث تغييرًا في السياسة ولتظهر التحولات من الداخل ومن ثم في الخارج ليتشكل عالم ما بعد كورونا بالمشاركة الأوسع في هزيمتها والإنتصار للإنسانية

---------------------------

* *- عضو ناشط في منظمة العفو الدولية