تشاركية غير عادية حققتها منظومة وادارة التعليم العالي بالاردن، حولت اوامر الدفاع الى حالة مرنة، بمعنى انها نقلت امر الدفاع الى حرم الجامعات ليضيف اليها روحا تبنى من خلال اعطاء القرارات بوهج مختلف، ينقله الى مزيد من الوعي والمسؤولية، لتقلب الجامعات وتكون معا على محمل المسؤولية، وعلى قلب رجل واحد قولا وفعلا.
مشهد التعليم العالي كان مثاليا مثابرا ودقيقا بامتياز، فلم تتوقف خلية العمل داخل الوزارة من فريق يترأسه الوزير د.محي الدين توق قلبا وقالبا، وهو ذلك الرجل الفاضل صاحب الرؤية والخبرات المتراكمة، ليكون ذلك الرجل الهادئ الطباع التشاركي القرارات، وحمل امر الدفاع بيد من « مطاط مرن « لتطبق كما هي لكن بروح مختلفة، تجعل من كافة رؤساء الجامعات شركاء بالقرار كل لجامعته..
لا احد يبتعد عن الحالة الاستثنائية التي حطت برحالها على كل تفاصيل الحرم الجامعي، لتتوقف الساحات من صراخ وضحكات وكراسات الطلبة، وخلت الجامعات من وقع اقدام طلبتها، لكن التعلم عن بعد حسم القرار، وتوجه الطلبة خلف شاشات الاجهزة الخلوية، واجهزة الحاسوب، والتابلت، وجلسوا على مقاعد بيوتهم وغرفهم وحدائقهم، واعتمدوا التعلم عن بعد، ليكون سبيلهم للتواصل والحصول على المعلومة والابقاء على الفصل الدراسي قائما، بعد تساؤلات باحتمالية الغاء الفصل، فتداعت جهود الوزارة وادارة الازمات ورئاسة الوزراء للابقاء على الفصل وعدم التفكير مطلقا بالغائه والبدء بمباشرة التعلم عن بعد..
وزارة التعليم العالي لم تتوقف لحظة وبتواصل شفاف وواضح ومعلن مع وسائل الاعلام، لايصال المعلومة، لا بل وترويجها و» جس النبض « من خلالها قبل الاعلان عنها، من خلال تواصل راق يضع هم الوطن والطالب في سلم اولوياته، مع عدم تجاوز اية تفصيلات...
التعليم العالي ومن خلال خلية بالفعل سميت خلية ازمات لم تتوقف عبر امين عام وزارة بالوكالة الشفاف « محمود القيسي «و امانة سر المجلس مثابر وصبور « شادي مساعدة « والناطق الاعلامي صاحب المنطق والشجاعة «مهند الخطيب» كان صوت لهاثهم وتعبهم وعرقهم يفوق خطواتهم، وكانوا عبر فريق يترأسه وزير التعليم العالي، يعملون بصمت لايصال الطلبة وجامعاتهم الى بر الامان،وعملوا على تطبيق والالتزام بأوامر الدفاع بنكهة مرنة وروح ايجابية.
التعليم العالي، وقفت على ادق التفاصيل، فتواصلت مع الملحقين الثقافيين بالدول التي يدرس بها طلبة اردنيون، وتجاوزوا من خلالهم معيقات تتعلق بامتحانات الطلبة، وبعض من تقطعت بهم السبل واستطاعوا بشكل او بآخر حل مشاكلهم، وخففوا مدد الاقامة لطلبة الدكتوراه والماجستير، والتحموا مع كافة القضايا والتفاصيل للاردنيين اينما حلوا وارتحلوا.
وكانت معضلة الطب وطب الاسنان، بالجامعات ووقفت الحكومة مع واقع الطلبة بهذين التخصصين، وكانت اتصالات تبدأ ولا تنتهي من قبل خلية ازمة التعليم العالي وعمداء الطب وطب الاسنان، وعلى رأسهم وزير التعليم العالي، عبر اجتماعات تمتد حتى منتصف الليل لغايات ايجاد حل لامتحاناتهم وخوفا من عمليات « غش « غير محمودة اثناء تأديتة الامتحان، وكانت الوزارة وبالتشاركية الممتدة الى ادق التفاصيل، لتحل العديد من المشكلات بأقل الخسائر، وحمت طلبتنا من الوقوع بشرك عدم العدالة وأقرت امتحانات عن بعد « ناجح راسب « اجباري..
ولم تتوقف تلك الشاركية والابقاء على عمل الوزارة فيما يتعلق بالطب وطب الاسنان، ولا يمكن ان ننسى تعديل بعض القرارات التي تم اتخاذها وبعد فترة اعيد النظر بها وتغييرها، لكن اعتبرت الوزارة الامر فوق طاقتهم وفوق مسؤوليتهم، بسبب الواقع الوبائي بالاردن، وانهم تحت مظلة الدفاع وهم ليسوا اصحاب قرار، فالدولة هي التي تتخذ القرارات، وهم يصيغون حلولا لها ليخرجوا بأقل الخسائر ما امكن..
خلية ازمة عمل فيها جنود مجهولون وعمل منهم اشخاص ظللت الازمة حياتهم واوقاتهم وكل تفاصيل ايامهم فكانت الاشهر الماضية هي الاصعب والاشد توترا، والاكثر تعبا وعملا، للخروج الى بر الامان، وإعطاء الطلبة ولو جزء من حقهم الاكاديمي..
تعلم عن بعد تجربة اعترتها عقبات ومشاكل وربما تجاوزات، لكنها جاءت استثنائية في ظروف هي الاكثر استثنائية وصعوبة مرت بها المملكة..
وليس اكثر من كلمة شكرا لكل كوادر الوزارة، شكرا لرؤساء الجامعات، وعمداء الكليات وتحديدا عمداء كليات الطب وطب الاسنان، الذين قدموا ولم يقصروا،لانجاح هذه التجربة الاستثنائية جدا.-الدستور