يحظى المهندس ناصر اللوزي بحالة من المهابة تؤهّله في أن يكون ضمن رجال الدولة الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين ، كيف لا وهو الذي تشرّب العمل السياسي منذ الصغر وهو إبن البيت العريق في الحياة السياسية الأردني ، فوالده الراحل الكبير أحمد اللوزي ذاك السياسي اللامع الذي ما زلنا نتذكّره حتى يومنا وكذلك الأجيال القادمة .
كان مولد المهندس ناصر اللوزي في فترة سياسية هي الأصعب والأحلك في تاريخ الأردن ، في العام 1957 ، ومن يتذكر تلك الأيام لا شك فهي مليئة بالأحداث الجسام التي كانت تحتاج لرجال كبار استطاعوا تجاوز تلك الفترة باقتدار .
حصل المهندس اللوزي على شهادة الهندسة من الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1979 ، وانخرط في العمل العام ، وتسلّم أول منصب وزاري وزيرا للنقل في عام 1996 ثم وزيرا للأشغال العامة ثم جمع بين الحقيبتين السابقتين ، وتولّى موقع وزير الإعلام والثقافة ، وكانت فترة تنفست فيها الصحافة المزيد من الحريات ، وتولّى كذلك منصب نائب رئيس المجلس الأعلى للإعلام وعضوية مجلس الأعيان ، إضافة للموقع الأهم في رئاسة الديوان الملكي الهاشمي.
شعر اللوزي بالحنين والإشتياق للقطاع الخاص الذي كانت له فيه إنجازات تروى ، فتولى مجلس إدارة الملكية الأردنية وعضوية مجالس الإدارة في العديد من الشركات كحديد الأردن والبنك الأردني الكويتي ، وهو اليوم يرأس مجلس إدارة الشرق العربي للتأمين . حياة حافلة بالإنجازات والتحديات ، جمع ما بين السياسي والإقتصادي ، وكانت له بصمات واضحة لا ينكرها إلّا كل جاحد ، وما زال العطاء مستمرا لديه ، وهو يثبت يوما بعد آخر أنّه ابن لكل الأردنيين ، يخدمهم بكل ما أوتي من قدرة وفي أي من المواقع .
لم يغره المنصب أبدا ، كان وما زال قريبا من الجميع ، ومعروف عنه بأنه من أصحاب الأبواب المفتوحة ، سواء كان في الموقع الحكومي أو من خلال العمل في القطاع الخاص ، فهذا هو ناصر اللوزي الذي تربّى في كنف والده الكبير على أنّ هذا الوطن يستحق منّا جميعا أن نقدم له أقصى ما نستطيع . إنّه الوطن الذي بني على أكتاف رجال كانوا على قدر المسؤولية العظيمة ، فصنعوا منه مثالا يحتذى بين دول العالم ، فإذا كان المرحوم أحمد اللوزي قد وضع مدماكا في تاريخ هذا البلد ، فها هو الإبن ( الأعزب الشهير ) يواصل مسيرة الأب .. مسيرة وطن نحب ونعشق .