
القلعة نيوز : عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني لقاء حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان «كوفيد-19: البعد الداخلي وتأثيره على ديناميكية العلاقات الخارجية»، استضاف فيه الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في دولة الامارات العربية المتحدة، والدكتور بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، وأدار الحوار رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني عبدالاله الخطيب. وتطرقت الجلسة لمجموعة من المواضيع المرتبطة بالتداعيات الإقليمية لفيروس كورونا وأثرها على الظروف الداخلية لدول المنطقة بالإضافة إلى العلاقات بين دول الإقليم.
وقال عبدالاله الخطيب بأن الجلسة تعد جزءاً من الجهود التي يقوم بها المنتدى لتكوين فهم شامل حول الابعاد المختلفة لآثار جائحة كورونا.مبيناً أن ازمة كورونا حملت آثاراً متفاوتة على دول المنطقة .
وأكد الخطيب بأنه يجب النظر إلى المستقبل بصورة جدية وواضحة لتفادي المشاكل القائمة في العالم العربي وتحقيق طموحات وأحلام المواطنين العرب التي وصفها الخطيب بأنها طبيعية ومشروعة وهي لا تختلف عن طموحات مواطني العالم الغربي، مبيناً أن هذا يرتب أعباءً ومسؤوليات على القيادات العربية لخلق فرص عمل وتلبية تطلعات الشباب والمواطنين العرب، والتي تتطلب وجود تظافر اقليمي من خلال بناء شبكة امان عربية وتعاون اقليمي عربي على غرار الاتحاد الأوروبي.
من جهته قال الدكتور عبد الخالق عبد الله بأن نموذج الدولة الوطنية خرج من امتحان كورونا بنجاح، حيث بين بأن جائحة كورونا قد اعادت الثقة والاعتبار للدولة الوطنية على حد تعبيره، والتي اعتبرها الخيمة الأخيرة. وبين بأن أداء الدول تفاوت بشكل شديد بالتعامل مع الجائحة إذ تفوقت الدول الآسيوية وبعض الدول الشرقية على الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية. وأضاف عبد الله بأن الدول الخليجية قد تعاملت بنجاح مع الأزمة إذ أظهرت أعداداً منخفضة من الوفيات ونسباً مرتفعة من التعافي الصحي للمرضى، وأعزى ذلك للإمكانيات والبنى التحتية الطبية والصحية المتقدمة في الدول الخليجية. واعتبر عبدلله، بأن دول الخليج باتت اليوم هي مركز الثقل العربي نتيجة تمتعها بدور إقليمي بارز في المنطقة، مضيفاً بأن ازمة كورونا وتراجع أسعار النفط لم تؤثر على النفوذ الخليجي في المنطقة. وقال الدكتور بول سالم مدير معهد الشرق الأوسط في واشنطن بأن أزمة كورونا قد أكدت على أهمية ومحورية الدولة الوطنية، إذ كانت هي الملاذ الرئيسي للتعامل مع الأزمة، وبين بأن مفهوم الدولة الوطنية في العالم العربي يمر بمخاض عسير والذي كان يتجدد كل فترة منذ تأسيس الدولة الوطنية العربية قبل مئة عام. وأكد سالم، على أن ازمة كورونا لم تنتهي بعد مبيناً احتمالية عودة موجة ثانية وثالثة لانتشار الوباء في المنطقة والعالم، وأكد في هذا السياق على خطورة هذه الموجات القادمة على الدول ذات القدرات المحدودة والاعداد الكبيرة من السكان مثل مصر والأردن والمغرب وتونس.
وقال المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني الدكتور إبراهيم سيف بأن الأزمة وإن كانت معولمة ثبت أن حلولها تأتي على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن الدول قد انتقلت إلى مرحلة ثانية في طبيعة العلاقة ما بينها وبين ومجتمعاتها في التعامل مع جائحة كورونا. وأضاف سيف بأنه وفي ضوء انخفاض أسعار النفط عالمياً أصبح الوضع القائم يقتضي بعض الإجراءات الداخلية لإعادة التصحيح من جانب تنويع الاقتصاد وإعادة هيكلته، بالإضافة إلى التركيز على الأبعاد الإنتاجية في الدول.
وبين سيف أن جائحة كورونا قد بينت الضعف في بعض القطاعات الإنتاجية التي تغطي حاجة السوق المحلي، وأثرت بشكل ملموس على الإيرادات للدول، مؤكداً ضرورة العمل على تغيير آلية صنع القرار، وإجراء إصلاحات هيكلية، وتغيير الأولويات القطاعية والتي بلا شك سيكون لها بعض التبعات الاجتماعية والسياسية.