القلعة نيوز : بقلم أحمد علي نمر
بينما نحن على أعتاب السبعين عمرا وقبل فوات الأوان، وتلافيا لما قصرّنا في سالف السنين من الزمان فإنني أقدم لأبناء عشيرتنا في عرب الصبيح ولمن يوثق تاريخ شعب فلسطين هذه السيرة النضالية المشرفة التي سطرها أهلنا بدماء شهدائهم وجرحاهم في معاركهم ضد المشروع الصهيوني في حرب فلسطين 48. *- هدفنا التوثيق وليس نيل الاعجابات . ولقد تلقيت الكثير من الآراء والرسائل تستحثني على نشر تفاصيل معارك عرب الصبيح ليتعرف الأبناء على تاريخ أبائهم وأجدادهم قبل انقطاع خيط المعرفة بين جيل فلسطين 48 الشاهد وبين الأبناء والأحفاد الذين لم يعاصروا نكبة 1948. --- الصبيح بأعين الاسرائيليين / اعترافات يهودية ونصبهم التذكارية لقتلاهم تعتبر من الشواهد في بيت كيشت والتي تضمنت 42 اسما من قتلاهم في معارك الصبيح :
*- كتب الارهابي ناحوم شبيغل ضابط عمليات اليهود في معركة الصبيح الثانية (6 / 5 / 1948 ) معترفا بالهزيمة أمام الصبيح قائلا : " تفرق المقاتلون (الهاغاناه)الذين كان عدد منهم غير مدرب وغير منضبط في المنطقة وبدؤوا ينهبون بيوت العرب المهجورة ( بعد اقتحام اليهود للبلدة )ولم تسيطر القيادة في الميدان على الاندفاع الخطر وراء الغنائم(قطعان مواشي الصبيح) التي لا قيمة عسكرية لها وبدلا من التأهب والتمركز في المنطقة المحتلة واعداد مرابض استعدادا لهجوم مضاد تراكض الرجال في المنطقة المكشوفة من دون اتخاذ جانب الحذر وفاجأنا الهجوم العربي المضاد الذي بدأ في الساعة الثامنة والنصف وانضم فيه الى الصبيح قرويون كان الرجال غير مستعدين ولم يتمكنوا من الانسحاب من المنطقة وفقدت القيادة (اليهودية)السيطرة وتساقط القتلى والجرحى (من المهاجمين اليهود) في انحاء مختلفة من القرية ودفع المقاتلون (اليهود)ثمن عدم الحيطة ثمانية عشر قتيلا وعدد ا كبيرا من الجرحى فكانت تلك اللحظات مثالا لتحول النصر الى هزيمة ودرسا مريرا لنا (1). و كانت تلك من أشد المعارك كآبة في المنطقة ، وعززنا الاستعداد واليقظة وخيل الينا أن مصيرا مشابها يحتمل أن يحل بباقي المستعمرات ولكن صبرنا على مصيبتنا وعضضنا على شفاهنا " (2) --- (1) :سبق أن تحدثنا عمّا لاحظه المجاهدون في حال عدوهم بعد اقتحام بلدة الصبيح قبيل الهجوم المعاكس . (2) : يعبرون هنا عن مدى يأسهم من امكانية تحقيق النصر على الصبيح وعن مدى الهزيمة والخسائر الفادحة التي لحقت بهم في هذه المعركة . فبدل أن كانوا يخططون للهجوم اضحوا يفكرون بالتقوقع لحماية أنفسهم في المستعمرات. ونضيف أن اليهود في هذه المعركة تركوا عددا من جثث قتلاهم بين بيوت الصبيح ومعترفين بثمانية عشر قتيلا لم يتمكنوا من اخلائهم بسبب هزيمتهم في المعركة وخسائرهم البشرية الفادحة. نرفق خريطة بأسماء أراضي عرب الصبيح في فلسطين المغتصبة ليحتفط بها الأبناء وهي من كتاب الصبيح تاريخ وراية للكاتب عيس العونة مشكورا على جهده واستعدادا للعودة القريبة للوطن إن شاء الله تعالى العزيز القدير. وما نحن عن 2022 ببعيد.
--- *- وجاء في جريدة الدفاع الفلسطينية في عددها الصادر يوم 17 آذار 1948 بعيد حدوث معركة الصبيح الكبرى الأولى بتاريخ 16/3/1948ما يلقي الضوء على سيطرة مجاهدي الصبيح على الموقف والانتصار في المعركة ما نصـّه : " ان قوات الجيش البريطاني بعد فشل الهجوم اليهودي تعجز عن أخذ جثث اليهود في مضارب الصبيح ويفرض المجاهدون هناك حصارا منيعا عليهم ليشهدوا الناس على كذب ادعاءات اليهود في كل معركة يخوضونها وقد بلغ عدد قتلى اليهود الموجودة جثثهم في ساحة المعركة ( 147 ) قتيلا وعشرات الجرحى منهم "
تعليق : في هذه المعركة سقط أفراد البالماخ بقيادة علي بن اسحاق بن تسفي قتلى للوهلة الأولى بسبب الكمين المحكم الذي نصبه مجاهدوا الصبيح وبقيت جثثهم تحت سيطرة الصبيح طوال أيام المعركة التي استمرت لأكثر من اسبوع بلياليها وتكبد اليهود خلالها خسائر بشرية اضافية على القتلى السبعة بين قتيل وجريح .
وهنا نضع في الميزان جهاد عرب الصبيح فهل رأيتم يا سادة أعظم من هذا العمل الجهادي الذي أجبر اليهود على الاعتراف بهزائمهم وبقتلاهم وجرحاهم بهذه الاعداد الكبيرة لدرجة أنهم يتركون قتلاهم بين بيوت الصبيح في كل معركة ويلجأون للصليب الأحمر والانتداب البريطاني ليستعيدوا قتلاهم من أيدي مجاهدي الصبيح.
نعم هذه اعترافات اليهود أنفسهم ولا ندعي .