لا نسمع كثيرا عن قصة نجاح تايوان مع الكورونا، فهي ليست عضوا في منظمة الصحة العالمية، حيث ان الصين تمانع ذلك لانها تعدها جزا منها مع انها دولة مستقلة و ديمقراطية، و التوتر بين الدولتين مستمر منذ عقود.
تايوان مصدرة و نشطة اقتصاديا، مساحتها 36 الف كيلومتر مربع تقريبا، و يقطنها حوالي 25 مليون نسمة، اي انها ذات كثافة سكانية عالية مما يجعل التباعد الجسدي صعبا. سجلت تايوان لغاية الان اقل من 500 اصابة بكورونا و عدد الوفيات دون العشرة. لم تغلق المدارس او الجامعات يوما واحدا ، و لم تعطل العمل او المواصلات على الاطلاق، و لم تفرض الحظر. فكيف نجحت اذا ؟
ارسلت تايوان فريقا طبيا الى يوهان الصين في كانون الاول 2019 و الذي عاد لينذر حكومته بان الوضع اخطر من التوقعات. اغلقت الحدود في الشهر ذاته، و تمت مقاطعة بيانات السفر مع البيانات الصحية لكل المواطنين و تحديد الاشخاص الاكثر عرضة للخطر و فحصهم و عزلهم ان لزم. و عندما فتحت الحدود فيما بعد، تم تطبيق الحظر الصحي على جميع القادمين و بكفاءة عالية.
تم توعية المجتمع مبكرا باهمية التباعد و الكمامات و التعقيم. كانت مسؤولية الاسر ان تراقب حرارة اجساد افرادها عدة مرات في اليوم و التعاون الكامل مع السلطات باستخدام التطبيقات الهاتفية الذكية. لم يتوقف المجتمع و لا الاقتصاد عن العمل، مع تأثر الصادرات كما هو متوقع.
كون تايوان جزيرة ساعد بلا شك في السيطرة على الوباء، و لكن الاساس هو استخدام العلم و التكنولوجيا الحديثة ، التزام و انضباط الناس بشكل كبير جدا، و وجود حكومة مبادرة و واعية قادرة على التعلم من التجارب و اتخاذ القرارات المناسبة و تنفيذها. مجتمع حافظ على صحته و على اقتصاده، و بنتائج مبهرة.