شريط الأخبار
الهروب الكبير.. أثرياء أميركا يلجأون إلى الحسابات المصرفية في هذه الدولة! بقيادة ميسي.. إنتر ميامي يخطف فوزا ثمينا أمام كولومبوس وفد تجاري اردني يشارك بمعرض في باكستان مركز شابات الكرك ينظم نشاطاً حول الولاء بمناسبة ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الفِراسة في الرجال.. حين تُقرأ النوايا قبل أن تُكشف الأقنعة بريد إلكتروني "مخادع" باسم غوغل يقع فيه الجميع! غوغل تطلق أداة فيديو بالذكاء الاصطناعي إيلون ماسك يعرض 15 مليون دولار لشراء صمت والدة طفله رومولوس تفسير رؤية الأسنان المكسورة في المنام "الإدارة المحلية": دراسة استحداث وتطوير طرق ومشاريع سياحية في عجلون عيد الفصح المجيد ... دعوة للتمسك بالمحبة والسلام والعدالة رئاسة الوزراء تهنئ المسيحيين بعيد الفصح لجان و كتل نيابية تعقد اجتماعات مختلفة في دارة النواب الاحد وصفة "اللازانيا" على الطريقة المكسيكية 5 مكملات غذائية لترطيب البشرة ومنحها إشراقة صحية 4 خطوات لتخزين الملابس الشتوية نظيفة وجديدة.. خطوات سهلة وبسيطة وصفات طبيعية من الرمان للعناية بالشعر.. يغذيه ويقويه فوائد القهوة الخضراء للنساء خارقة من دون شك عشبة القاطونة للتخسيس.. تناوليها لكبح الشهية وفق اختصاصية وصفة "البامية باللحم المفروم" بطريقة بسيطة

فؤاد دبور يكتب :ثبات الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة

فؤاد دبور يكتب :ثبات الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة

فــــــــــــؤاد دبـــــــــــور*
السياسات الامريكية تجاه منطقتنا ثابتة ولا تتغير ومن الضروري معرفة نهج الإدارات الأمريكية تجاه المنطقة والمعايير الازدواجية في سياساتها التي تعمل على تدمير المشروع النهضوي العربي وحضارة الأمة ووحدة أقطارها، حيث يواجه الوطن العربي اختراقا غير مسبوق في حجمه ونوعيته وفي كل الاتجاهات والأشكال، اختراق اقتصادي سياسي، امني، إعلامي ثقافي، عسكري. بمعنى أن هناك مشاريع سياسية واقتصادية وعسكرية يتم رسمها للمنطقة تعتبر اخطر المشاريع بعد المشروع البريطاني الفرنسي الذي جزأ الوطن العربي والمعروف بمشروع "سايكس- بيكو".
واستنادا إلى ذلك فإن امتنا العربية تعيش مرحلة دقيقة بالغة الخطورة والتعقيد من خلال التحديات التي تواجهها ولعل من اخطر هذه المشاريع والتحديات ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط، والذي هو مصطلح استعماري قديم ظهر مع وقوع المنطقة تحت الاستعمار البريطاني ولكن ما يعنينا هو الشرق أوسطية المتمثلة بالمشروع الأمريكي بأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والذي يهدف إلى التسلط والهيمنة على امتنا وسلبها استقلالها وثرواتها وقراراها السيادي المستقل.
مثلما يعنينا أيضا التوقف عند أهم المحطات الضرورية لمواجهة هذا المشروع وذلك من خلال: 1-وعي وفهم واستيعاب طبيعة هذا المشروع وابعاده ومخاطره على الامة والمنطقة.
2-الحرص الشديد على بناء الوحدة الوطنية في كل قطر عربي ومقاومة كل طرح فئوي أو عرقي أو طائفي أو مذهبي بشتى الوسائل ويأتي في المقدمة التمسك بالفكر القومي الوحدوي.
3-نشر فكر المقاومة وثقافتها وقيمها كطريق لمواجهة المشروع واسترداد الحقوق العربية المسلوبة. 4-الاعداد والاستعداد للمواجهة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والفكرية والثقافية والإعلامية (ونشدد على الإعلامية) مما للإعلام من مخاطر.
5-مواجهة حالة الأمركة التي طالت العديد من الأنظمة العربية ومنظمات حزبية تدعي الإسلام وفي المقدمة منها المنظمات التكفيرية المتطرفة.
ونؤكد على مواجهة السياسات الأمريكية وابعادها وتأثيراتها على امتنا خاصة وان هذه السياسات قد أحرزت نجاحا في أنظمة عربية أصبحت تابعة في سياساتها ومواقفها لهذه السياسات وقد تمثل هذا الأمر بوضوح في دفع العديد من الأنظمة العربية الى إقامة العلاقة الكاملة مع العدو الصهيوني وفي تغييب الإرادة العربية الموحدة ومن ثم تهميشها وتشتيت الجهد العربي في الدفاع عن قضايا الأمة بل وصلت الأمور إلى حد قيام بعض هذه الأنظمة العربية بتعميق الخلافات العربية – العربية وممارسة أبشع أنواع التبعية عبر قبولها بأن تصبح أداة لضرب المشروع المقاوم لأعداء الأمة الصهاينة والأمريكان والاستعماريين مثلما هو حاصل الآن في سورية ولبنان وفلسطين.
وهذا الدور التابع لهذه الأنظمة الحق أفدح الخسائر وأشدها بالأمة العربية حيث استنزاف القوة العربية الموجهة للعدو الصهيوني واستنفاذ المال العربي والجهد والطاقة العربية لضرب العرب واستحواذ طاقاتهم ومواردهم مثلما حاصل في سورية وما حصل للعراق عام 2003م أيضا ، حيث يتم إنفاق مئات المليارات من الدولارات لقتل العرب وتدمير مدنهم وقراهم ومؤسساتهم بكل أنواعها في الوقت الذي يعيش فيه الإنسان العربي واقعا اقتصاديا واجتماعيا مترديا رغم امتلاك الأمة للثروة والقوة والقدرة والاقتدار على مواجهة كل الأخطار الخارجية والقضاء على الفقر والبطالة والتخلف بمعنى أن امتنا العربية قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر سيما وانها تمتلك مقومات تؤهلها لان تصبح تكتلا سياسيا واقتصاديا كبيرا وقويا يجعلها تخرج من دائرة التبعية للامبريالية والاستعمار ويعطيها القدرة على استرداد المسلوب من الأرض العربية في فلسطين وسورية (الجولان ولواء الاسكندرون) ولبنان.
وهذا بالطبع يتطلب اتفاق العرب ولو على الحد الأدنى من التنسيق للدفاع عن مصالح الأمة العربية، وان يعود القادة الذين ابتعدوا عن مصالح الأمة الحقيقية لدفع الشرور المعادية أمريكية كانت أم صهيونية أم تركية (ممثلة بحكومة اردوغان) عن سورية ولبنان والعراق وفلسطين ومصر وكل قطر عربي مستهدف من الامبريالية والصهيونية والاستعمار.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع وتفشل في المنطقة وبخاصة امام عزيمة وإرادة الشعب العربي في دول المواجهة وحتى في كل اقطار الوطن العربي. لكن ليس من السهل أن تتخلى عن مشاريعها وتطلعاتها الاستعمارية ولن تتخلى عن شراكتها الكاملة مع العدو الصهيوني ولكن علينا واجب المقاومة والمواجهة عبر الصمود والمقاومة وها هي سورية الصامدة عبر أكثر من عقد من الزمن حيث واجهت وتواجه حربا شبه عالمية لكنها تثبت بالصمود والصبر والمقاومة، إمكانية هزيمة قوى الشر والمشروع الأمريكي – الصهيوني وأدواته التابعة في المنطقة بأسلحتهم وعصاباتهم الإرهابية وملياراتهم الملطخة بدماء أبناء سورية العربية.
نلحظ الآن في الساحة الدولية أن الولايات المتحدة الأمريكية تزداد عزلتها وتراجعها في العالم كقطب مهيمن. ونؤكد مرة أخرى انها لن تعترف بتراجع سلطتها ولن تتخلى عن نهجها السياسي المعادي للشعوب مهما اختلفت الإدارات والرئاسات.
* الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي