عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني جلسة حوارية امس الاربعاء، مع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة لمناقشة الاستراتيجية الأردنية للتحول الرقمي 2020، بمشاركة أعضاء المنتدى وأصحاب العلاقة في القطاع، وكانت الفعالية برعاية البنك العربي وشركة أمنية وشركة STS.
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة على ضرورة التشاور وتبادل وجهات النظر بين الحكومة والقطاع الخاص في القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال الفعاليات المختلفة، وهو ما سينعكس بالاستفادة في تعزيز مستوى الخطط الاستراتيجية المستقبلية.
وأشار إلى ضرورة تسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجهها عملية التحول الرقمي في الأردن، من خلال تحديد منهجية واضحة وشاملة للقطاع ترتكز على رفع مستوى البنية التحتية، وبناء قاعدة بيانات ديناميكية ومنظمة لكافة القطاعات في الأردن، مؤكداً على أهمية بناء استراتيجية مستدامة ومستمرة تتماشى مع كافة المعطيات المستقبلية. وبين الهناندة في هذا السياق بأن الوزارة ستقوم بإعداد خطة واضحة لآلية تنفيذ عملية التحول الرقمي، والتي تشتمل على مؤشرات أداء ضمن جدول زمني يشرف على تنفيذها لجنة مختصة. وفيما يخص أتمتة الخدمات الحكومية، قال الهناندة أنه تم جمع بيانات حول 2430 خدمة حكومية سيتم تصنيفها بناءً على مدى أهميتها للمواطنين وذلك ضمن معايير واضحة، ومشيراً إلى أن رضى المواطنين ومساهمة الخدمات الحكومية المقدمة في الاقتصاد ومحاربة الفساد، بالإضافة الى توفير فرص عمل وسيكون ذلك من اهم المؤشرات لقياس أداء الوزارة في تحقيق استراتيجية التحول الرقمي وأتمتة الخدمات الحكومية مؤكداً على الدعم الكبير الذي تحظى بهالوزارة على كافة المستويات.
كما أكد الهناندة بأن الحكومة تسعى جاهدة إلى بناء منصة (Platform) متكاملة، من خلال تشبيك أنظمة المعلومات القطاعية وقاعدة بيانات موحدة لرفد صانع القرار بالدراسات والإحصائيات الدقيقة لتمكينه من اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب؛ موضحاً بأن ذلك يتطلب وضع الأطر التشريعية اللازمة للجهات الحكومية المختلفة لمشاركة البيانات التي بحوزتها، بالإضافة إلى إنشاء البنية التحتية اللازمة لاستقبال وتخزين وتجميع البيانات وتصنيفها وتحليلها والحفاظ على أمنها وخصوصيتها.
وأضاف الهناندة بأن الأردن يعد من الدول ذات الإمكانيات العالية في مجال تكنولوجيا المعلومات بناءً على المؤشرات العالمية المختصة، كما وستسعى الخطط والأهداف الاستراتيجية القادمة في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة إلى وضع الأردن ضمن مصاف الدول المتقدمة في مجال التحول الرقمي من خلال تفعيل دور الشباب الأردني المتميز في السوق المحلي والعالمي عن طريق تمكينهم فكرياً وتدريبهم على الممارسات العالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات. وشدد الهناندة، على حرص الحكومة ممثلة بوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة على إشراك جميع المواطنين وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية عبر رقمنه القطاعات الرئيسية، من خلال التركيز على بناء مهارات أكثر موائمة لمتطلبات المستقبل، مما سيعزز من خلق المزيد من الوظائف وتفعيل دور ريادة الأعمال والمشاركة المجتمعية الرقمية. وقال عضو الهيئة الإدارية ورئيس محور التحول الرقمي في منتدى الاستراتيجيات الأردني أيمن المزاهرة بأن الإنجاز الحكومي خلال العشرين عاماً الماضية فيما يتعلق بالاقتصاد الرقمي والريادة والخدمات الحكومية المؤتمتة موجود ولا يمكن إنكاره؛ إلا أنه دون الطموح المنشود، داعياً إلى ضرورة الوقوف وراء الأسباب التي تؤخر أو تعيق الإنجاز المتكامل.
وأكد المزاهرة على أهمية أن تكون نظرة الحكومة في مبدأ التحول الرقمي أكثر شمولية وتعكس تطوير القطاعات الاقتصادية ككل، من خلال وضع خطط واستراتيجيات مدروسة وعابرة للحكومات، إضافة إلى ضرورة حوكمة متابعة الإنجاز حتى تأتي هذه الجهود بثمار محسوسة ومتكاملة تلمس حياة المواطنين والقطاعات الاقتصادية المختلفة.
من جانبه، بين المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني الدكتور إبراهيم سيف في بداية اللقاء أهمية مواكبة التغيرات العالمية في مجال التحول الرقمي، وضرورة الاستفادة من الإمكانيات المتاحة التي يتميز بها الشباب الأردني في قطاع تكنولوجيا المعلومات؛ والذي بدوره سيساهم في التغلب على ما تواجهه المملكة من تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية. كما بين أن الجلسة اليوم تأتي ضمن جهود منتدى الاستراتيجيات الأردني في تعزيز الحوار والشراكة الحقيقية ما بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً أن المنتدى ومنذ إطلاق الاستراتيجية الأردنية للتحول الرقمي 2020، قد قام بالتواصل مع أعضائه وأصحاب العلاقة لإيصال وجهة نظر القطاع الخاص والتغذية الراجعة منه حول أفضل السبل لتنفيذ استراتيجية التحول الرقمي.
وقد دار نقاش بين أعضاء المنتدى والوزير الهناندة حول سبل تطوير العلاقة ما بين القطاعين العام والخاص، والمشاريع المستقبلية ذات الأثر على سرعة أداء الأعمال بكفاءة وفاعلية.