شريط الأخبار
الملكة رانيا: الإثنين غاليين على قلبي بس الجاي أغلى.. الله يتمم بخير بتوجيهات ملكية ... رئيس الديوان يطمئن على صحة الوزير الأسبق عيد الفايز "أوتشا": قيود الاحتلال تمنع الوصول للرعاية الصحية في الضفة الغربية تقرير: تنسيق مصري أميركي لعودة النازحين إلى شمال غزة الولايات المتحدة تبدأ أكبر عملية ترحيل لمهاجرين غير نظاميين استطلاع: تراجع شعبية نتنياهو وارتفاع المطالب باستقالته هولندا تتصدر القائمة الأوروبية لجهة الصادرات الأردنية العام الماضي ايمن الصفدي .. الصوت الأردني الذي وصل كل ارجاء العالم ، حنكة دبلوماسية ودفاع عن الحق أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق اليوم وغدا وعدم استقرار جوي الأحد ترمب يحظر على الاحتياطي الفدرالي تطوير عملة رقمية مليون دينار قيمة صادرات المملكة إلى الاتحاد الأوروبي حتى تشرين الثاني لعام 2024 الصبيحي : أتحدّى وزير العمل البكار أن يأتي برقم دقيق حول عدد العمالة الوافدة .. تراجع الفاتورة النفطية للمملكة بنسبة 8.6% خلال 11 شهرا من العام 2024 "الطيران المدني": البت بتسيير رحلات جوية من الأردن لمطار حلب الدولي في القريب العاجل الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء اليوم وزير الداخلية يعلن اطلاق خدمة الشهادات الرقمي مطلع الشهر المقبل وزير الداخلية مازن الفراية يلتقي المدير الاقليمي للمنظمة الدولية للهجرة سوريا .. تجميد الحسابات البنكية لشركات وأفراد مرتبطين بالأسد وزير الصناعة : دعوة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا ‏الصفدي: تلبية حقوق الفلسطينيين في الحرية والدولة المستقلة هو أساس السلام.

ابو بيدر يكتب : اين قانون تجريم الإلحاد في الأردن يامجلس النواب

ابو بيدر  يكتب :  اين قانون تجريم الإلحاد في الأردن يامجلس النواب

القلعه نيوز - احمد ابو بيدر
في شهر رمضان المبارك نوجه دعوة إلى السادة النواب لأن يتقربوا من الله و الشعب بتشريع قانون يحمي الأجيال الناشئة من الضياع و يحمي المجتمع من الوهن و التشرذم و يرضي الله سبحانه و تعالى عنهم و يحسب لهم في موازين أعمالهم إلى يوم القيامة لو استطاعوا تمرير هذا القانون للمناقشة و التصويت عليه تحت قبة البرلمان التي لطالما خيبت نظرات الكثيرين من الأردنيين و آمالهم منذ ردح من الزمن ليس باليسير فلعل الله يكتب على يد هذا البرلمان من الخير ما لم يكن في حسبان أشد المتفائلين به فيما لو تم إقرار قانون تجريم الإلحاد في الأردن.

إن أجهل الجاهلين و أحمق الحمقى من لا يعرف مخاطر انتشار الإلحاد في المجتمع خاصة بين صفوف فئة الشباب و فئة المراهقين و ما يعنيه ذلك من ضياع منظومة القيم الخاصة بمجتمعنا الأردني و التي كانت لبناتها الأولى مبنية على تعاليم الإسلام الحنيف الوسطي المعتدل المتسامح ليتشكل لدينا بناء شامخ من القيم و العادات و التقاليد و التراث الأصيل الذي نفاخر به الدنيا بأسرها فتعاليم الإسلام و منهجه القويم كان الركيزة الراسخة التي أكسبت مجتمعنا على امتداد العصور أخلاقاً فاضلة و سلوكياتٍ رصينة شكل الالتزام بها سمعة طيبة له و تلك نعمة لم تدركها مجتمعات كثيرة من الشرق و الغرب و لم يشعروا بها و الحمد لله على جزيل نعمته التي أفاضها على مجتمعنا و نسأله تعالى أن يحفظها علينا و أن لا يبدلها أو يحرمنا منها .
كانت تلك الموروثات الحميدة المتناقلة جيلاً بعد جيل أصلا متجذراً في مجتمعنا, فالمجتمع الأردني متدين بطبيعته و مرتبط بخالقه و يجل مظاهر الالتزام و التدين و الخضوع لربه عز وجل من خلال إتباع أوامره و نواهيه و مهما كثرت السقطات و الهفوات و المعاصي لدى الشعب لكنه لا يصل أبدا إلى مرحلة القطيعة مع الله عز و جل و الانسلاخ من الفطرة البشرية المقرة بوجود خالق و إله مدبر لهذا الكون و مصرف لشؤون عباده بحكمته و علمه و قدرته سبحانه و تعالى ,
لا مجال للاستعلاء على تلك الحقيقة الأزلية أو التطاول على ذاته العلية عبر إنكار وجود الخالق عز وجل و نفي أسباب قدرته -و العياذ بالله – فكان ذلك أمراً مرفوضاً أيما رفض من كافة طبقات الشعب و على اختلاف مستوى التزامهم أو معرفتهم بالدين و العلوم الشرعية و كان مجرد التفكير في ذلك عاراً يحيق بصاحبه إلى أبد الآبدين
من أمعن النظر في أحوال مجتمعنا الأردني في العقدين الأخيرين سيرى ظاهرة غريبة مستقبحة لم يعتد الأردنيون على تواجدها بين ظهرانيهم و بخاصة بين المتعلمين و المثقفين منهم , ظاهرة تحمل في طياتها قذارة فكرية لا أعلم كيف ارتضى بعضهم أن يحتملها في عقله و روحه وهي "ظاهرة الالحاد"
و المقلق في الأمر أن ازدياد أعداد من يعتنقون تلك الفكرة الشيطانية أصبح يهدد الأجيال الصاعدة من المراهقين و الشباب الذين باتوا الأسرع تأثرا بالعبارات البراقة التي ينشرها منتسبو تلك الفكرة النتنة عبر صفحات التواصل الاجتماعي تارة و عبر الاجتماعات التي يعقدونها في بعض الخلوات و الجلسات الخاصة بهم ليتداولوا نجاساتهم الفكرية و ما يصدر عنها من سفالة أخلاقية و و قلة أدب مع الله جل في علاه.
ظاهرة الإلحاد بدأت في الانتشار بشكل ملحوظ بين بعض أوساط المتعلمين و المثقفين و حتى بعض النخب من قادة الرأي في بعض المؤسسات للأسف
أصبحت هذه الظاهرة تلقى – و إن في الخفاء- رواجاً بين بعض الشباب و المراهقين في المجتمع الأردني عبر منصات التواصل الاجتماعي و بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية و حتى من خلال الترويج لبعض الكتب و المنشورات التي تلوثت بها أيدي بعض الشباب المتحمسين و المندفعين بجنون نحو تلك الفكرة الماجنة البغيضة الممسوخة الخالية من كل عقل و منطق و طهارة و أدب .
هي فكرة دخيلة على مجتمعنا الأردني النقي من شوائب الكفر و الإلحاد , صدرها لنا في أوائل هذه الألفية بعض المتطرفين فكرياً و الذين راق لهم مبدأ الشيوعية و استقلال الدين عن المجتمع و الدولة لتحيك أصابعهم الآثمة جرائم فكرية خبيثة أسموها زوراً و بهتاناً أعمالاً أدبية ضمت مسرحياتٍ و قصصٍ و رواياتٍ و مقالاتٍ نقديةٍ و حتى برامج تلفزيونيةٍ و مسلسلاتٍ و أفلامٍ هابطةٍ و أغانٍ تنضح بالرذيلة و الفسق
و غلفوا جميع ذلك بعباراتٍ براقة تشد المغيبين من المراهقين و الشباب ممن يعانون ضعف التنشئة الدينية و العقدية لينجذبوا لها كما تنجذب الهوام نحو ضوء النار المحرقة فتحترق بها فتلقفتها فئة ضالة منهم و سعت لبث سمها الزعاف بين أوساط المتعلمين و المثقفين خاصة في الجامعات و في النوادي الثقافية و الجلسات الأدبية لينشروا تلك الفكرة المنحطة و ليجدوا لها مستنقعاً يفيض قيحاً نتناً تفوح منه رائحة الكفر عبادة الشيطان و التطاول و الاستعلاء عن الخضوع للواحد الديان سبحانه و تعالى.

العتب كل العتب هنا على الأسرة التي سمحت بتسلل تلك الأفكار الموبوءة لأبنائها لينهمكوا فيما يهلكهم و يجلب العار و الخزي و الندامة لهم في الدنيا و الآخرة فوالله ما عرفت البشرية عاراً أكبر و لا خزياً أعظم من مخلوق يستنكر وجود خالقه و يستعلي عن الخضوع له و هو- تبارك و تعالى- الذي وهب له روحه التي يعيش بها و عقله الذي يدرك به و جسده الذي يستعين به على قضاء سائر حوائجه ثم يأتي هذا المخلوق الضعيف النكرة ليتطاول على الذات الإلهية العلية بأسلوب رقيع و منطق وضيع يدل على سفاهته و تفاهته و سفالته الفكرية و العقلية فيجحد وجود رب العزة و ينكر أسماءه الحسنى و صفاته العلى و يطعن في جناب الأنبياء و الرسل – عليهم و على نبينا محمد أفضل الصلاة و أتم التسليم - و يعتدي على قدسية الأديان بل و يدعو بكل بجاحة و وقاحة للتنفير من إتباع الدين و الالتزام بأوامر الله و نواهيه و فوق كل ذلك يعزو آثار قدرة الله سبحانه و تعالى في الكون من بديع خلقه و جميل صنعه و لطيف حكمته و تدبيره إلى الظواهر العلمية المادية البحتة و كأن تلك الظواهر هي من أوجدت نفسها دون مسبب أو منشأ أو خالقٍ لها.
يتلو ذلك العتب لوم على الغيورين على مصالح أردننا الحبيب من مسئولين حكوميين و نواب و أعيان و ساسة و صناع قرار و قادة الرأي و منتسبي الأحزاب على اختلافها و الشيوخ و العلماء البارزين و الأكاديميين في الجامعات و الدعاة و حتى الإعلاميين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي فأقول لهم:
كيف غفلتم عن انتشار هذه الظاهرة؟ و هل تعلمون ما خطورة انتشارها و لو بنسبة بسيطة في وطننا ؟ و لماذا لم تفكروا يوماً بتقنين مجابهتها وفق قانون يجرم الإلحاد و أعماله كافة و يزج بالملحدين في غياهب السجون تحت طائلة التطرف الفكري؟ هل يرضيكم أن تتخذ فئة من الشباب و المراهقين من أبناء شعبنا رب الكون تبارك و تعالى عدوا لهم –و العياذ بالله- ؟
إن لم تواجهوا اليوم هذه الظاهرة التي اجتمعت فيها كل عيوب البشرية و نقائصها عبر قانون يجرمها و يجرم أتباعها و يجرم نشرها ويجرم وسائل الترويج لها فسيكون لحثالة الإلحاد غداً كلمة مسموعة لدى الشعب و سيرتفع صوتهم مطالبين بمكتسبات و قوانين تكفل لجرائمهم الفكرية المتطرفة أن تستمر و تصبح باقية و تتمدد في كل بيت أردني ما استطاعوا لذلك سبيلاً , ولذلك فالحذر الحذر من خطر الملحدين على مجتمعنا الأردني فهم و إن كانوا أقلية لكنهم كالسرطان يبدأ بعضو ثم ينتشر في كل الجسم مدمراً الخلايا و الأنسجة حتى يتمكن منه فيقضي عليه .
أرجوكم يا نواب الوطن و بالله عليكم أن تحاولوا تشريع هذا القانون لأجل رضا الله تعالى أولاً قبل كل شيء ثم لأجل حماية وطننا و أجيالنا و مجتمعنا من ظاهرة قد تقلب الأمور فيه رأساً على عقب فتنهار القيم و تتبدل الأخلاق و تتشرذم الأسر و تزداد الجرائم و تكثر الفتن المضلة التي تقوض أمن و استقرار المجتمع ,فالأمر جدير على الأقل بالمحاولة حتى يكون لديكم عذر مقبول بين يدي الله عز وجل يوم الحساب ولا تكونوا سبباً في استمرار انتشار الإلحاد فالساكت عن الحق شيطان أخرس و من استطاع أن يدافع عن حمى الدين فلم يفعل فلا يلومن يوم القيامة سوى نفسه.