أعلن معهد السياسة والمجتمع للدراسات والأبحاث في عمان إطلاق أعمال المؤتمر الإقليمي السنوي، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية، في عمان، مساء اليوم الأحد، بعنوان "الإسلام السياسي بعد عقد من الربيع العربي"، بمشاركة نخبة كبيرة من الباحثين العرب، من ثمانية دول عربية.
يتناول المؤتمر، وفق مدير الإعلام والاتصال بالمعهد أحمد القضاة، العديد من المحاور المتعلقة برصد التجربة الإسلامية وتحولاتها خلال العقد الماضي، سواء تجربة الإسلاميين في الحكم، أو المعارضة والحروب الداخلية، وما آلت إليه المغامرة السلفية في الجانب السياسي، ثم اختبار موقف الإسلاميين من المرأة خلال العقد الماضي، والسياسات الخارجية للحركات الإسلامية وتحالفاتها الدولية والإقليمية وجدلية الأيديولوجي والبراغماتي في مواقفها السياسية.
إلى ذلك كانت الورقة المرجعية للمؤتمر أشارت إلى أنّ أحد أهم الأهداف العلمية له يتمثل في إعادة التفكير في الأسئلة المطروحة في حقل الحركات الإسلامية " يقوم هذا المشروع البحثي على دراسة وتحليل التحولات في واقع الحركات الإسلامية وخطاباتها وإعادة النظر في الأسئلة المطروحة والمناظرات الجديدة في أوساط الإسلاميين وحولهم من قبل الخبراء والباحثين. فلم يعدّ السؤال المهمّ متعلّق فقط بعلاقات الإسلاميين بالسلطة أو النقاشات السابقة على الربيع العربي فيما إذا كان الإسلاميون يقبلون الديمقراطية أم لا؟ وهكذا، لأنّ عشرة أعوام من الربيع العربي كانت كفيلة بإعادة صياغة الأسئلة وبنقل المناظرات والنقاشات إلى مساحات مختلفة عن تلك التي كانت عشية أحداث الربيع. إذاً من المهم هنا أن نطرح الأسئلة الصحيحة عن التجارب الإسلامية المتنوعة والمتعددة، من خلال رصد ما حدث في العديد من الدول والمجتمعات، ومآلات الإسلاميين في اللعبة السياسية، والتحديات التي تواجههم في كل حالة من الحالات المختلفة والمتنوعة".
وبخصوص جلسة اليوم أشار مدير الإعلام في المعهد، أحمد القضاة، أنّها تتناول تجربة الإسلاميين في الحكم، من خلال العديد من المحاور الرئيسية:
أولا- كيف أثرت تجربة الحكم على الخطاب الفكري والأيديولوجي للإسلاميين المنخرطين في السلطة؟ على صعيد الأولويات والمواقف وجدلية البراغماتية والأيديولوجية؟ وما هي أبرز ملامح الخطاب الجديد؟
ثانياً- كيف أثرت تجربة الحكم على البنى التنظيمية والمناقشات الداخلية في أوساط الحركات الإسلامية في هذه التجارب؟ هل اختلفت حالة الاستقطاب وما هي أبرز النقاشات والمناظرات الداخلية؟ وما هي ملامح الاتجاهات الجديدة في أوساطها مقارنة بالقديمة؟
ثالثاً- إلى أي مدى انعكست التجربة الجديدة على علاقة الإسلاميين بالقوى السياسية والمجتمعية الأخرى، وما هي أبرز القضايا الجدلية والخلافية؟ وهل قدّم الإسلاميون تنازلات للقوى الأخرى؟
رابعاً- هل يمكن القول بأنّ تجربة الحكم الإسلامي عززت من مسار التحول الديمقراطي في هذه البلاد وألغت قصة "فوبيا البديل الإسلامي" أم أنّها أثرت سلباً على التحول الديمقراطي؟
خامساً- ما هي الأسئلة والتساؤلات والمشكلات البحثية الجديدة المترتبة على مشاركة الإسلاميين في السلطة في ضوء هذه التجارب؟ بمعنى ما هي أولويات حقل دراسة الحركات الإسلامية في المرحلة القادمة؟
أمّا عن الأوراق البحثية المقدمة في هذه الجلسة فستدرس وتحلل الحالات الثلاثة: الإسلاميون والسلطة في تونس، وسيقدمها صلاح الدين الجورشي، والإسلاميون المغاربة في الحكم ويقدمها د. عبد الحكيم أبو اللوز، وتجربة الإخوان في حكم مصر، قبل 30 يونيو 2013، ويطرحها الباحث أحمد زغلول شلاطة، وسيدير الجلسة د. محمد أبو رمان مدير معهد السياسة والمجتمع والباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.
وأضاف القضاة أنّ المؤتمر سيعقد من خلال تقنية الزووم، عبر جلسات علمية متفرقة على مدار الأشهر القادمة، وستكون هنالك "جماعة علمية" من الباحثين والخبراء، تشارك في أعمال المؤتمر كافة وتناقش الأوراق المقدمة، وتقدم ملاحظاتها ليصدر كتاب في نهاية المؤتمر يحتوي الأوراق والمناقشات والأعمال كافة.
يذكر أنّ جلسات المؤتمر ستكون متاحة للمهتمين والمتابعين عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بمعهد السياسة والمجتمع، وسيفتتح الجلسة الأولى من أعماله رئيس مجلس الأمناء، عدنان أبو عودة، ومدير مؤسسة فريدريش أيبرت، تيم باتشولات.