لم يحتمل الدكتور الحلايقة هذا التهميش لما يصدر عن المجلس فآثر الإبتعاد مسؤولون كبار لا يكلّفون أنفسهم عناء الإطّلاع على تقارير حالة البلاد
القلعة نيوز – خاص
استقالة الدكتور محمد الحلايقة من رئاسة المجلس الإقتصادي والإجتماعي فاجأت الكثير من الأوساط السياسية والمتابعين للحالة العامة في البلاد ، وهم يدركون بأن هذه الإستقالة إنّما جاءت على خلفيات متعددة ، أو أن نائب رئيس الوزراء الأسبق لم يعد يستطع التحمّل أكثر من ذلك . المجلس المذكور يجب أن ينظر اليه على أنه من أهم المؤسسات التي تقدّم تقاريرها للحكومة وللسلطة التشريعية ولكافة الجهات المسؤولة في الأردن ، وعندما يصدر تقرير حالة البلاد أجزم بأن مسؤولين كبار لا يكلّفون أنفسهم عناء الإطّلاع عليه . المجلس يضم نخبة طيبة من الشخصيات ومن تخصصات مختلفة ، وهو مصدر للكثير من المعلومات الهامة التي يجب أن ينظر اليها الجميع بعين الإعتبار ، غير أن الدكتور الحلايقة اكتشف بأن العمل في المجلس كمن يحرث في الماء . الرجل طاقة سياسية واقتصادية هامّة ، وهو من القلائل الذين يعملون بكل صدق وشفافية ووضوح ، يقدّم المعلومة دون رتوش وبلا بهرجة ، ولكن يبدو أن لا أحد يرغب بذلك ، البعض يرى في المجلس مؤسسة تقدّم استشاراتها ليس إلّا ، وللمسؤولين حق الأخذ بها أو رفضها .
مثل هذه المجالس تحظى بالعناية الكبيرة والإهتمام لدى صانعي القرار في الدول المتقدمة ، فهي تضع بين أيديهم ملخّصا وافيا عن الحالة في كافة مجالات الحياة ، وهي فرصة للإستئناس بها ، غير أن البعض يحاول أن ينزع من المجلس أهميته وتحويله لمجرّد جمعية للدراسات . أعتقد بأن الدكتور الحلايقة لم يحتمل المزيد من تهميش المجلس وما يصدر عنه فآثر الإبتعاد .. !