
القلعة نيوز : الدوحة - لم يكن غريبا على من يتابع منتخب قطر لكرة القدم في السنوات الأخيرة رؤية لاعبيه يقومون ببناء الهجمات من الخلف والاستحواذ على الكرة وتبادلها على طريقة «تيكي تاكا» الشهيرة، فتأثير الفلسفة الكتالونية واضح للعيان بقيادة فيليكس سانشيز أحد المدربين السابقين في أكاديمية نادي برشلونة.
ولا يمكن الاستهانة أيضا بتأثير أسطورة برشلونة ومدربه حاليا تشافي هيرنانديز الذي أشرف على تدريب السد بعد أن دافع عن ألوانه لاعبا، على مدى السنتين الاخيرتين، لا سيما أن النادي الذي لم يخسر على مدى 49 مباراة في الدوري، يعتبر الرافد الاساسي للعنابي.
وعموما، بدا تأثير الفلسفة الإسبانية من خلال تعيين مدير الاستراتيجية السابق في ريال مدريد إيفان برافو مديرا لأكاديمية «أسباير» والذي يشغل أيضا منصب المستشار الفني للاتحاد القطري للعبة.
بعد بقائه داخل أسوار برشلونة لمدة عشرة أعوام مدربا في أكاديمية «إسكولا» ثم مع الفئات العمرية حيث أدخل الحمض النووي الكتالوني في عقول أمثال سيرجي روبرتو، مارك مونييسا، جيرارد ديلوفيو ومارتين مونتويا، وقع الخيار على سانشيز الذي انتقل الى قطر عام 2006. بدأ بالإشراف على مختلف الفئات العمرية في صفوف المنتخب المحلي وقد نقل عدوى تجربته في إسبانيا الى الملاعب القطرية.
حقق سانشيز (47 عاما) نجاحات خلال توليه هذه المهمة من خلال قيادة منتخب تحت 19 عاما للتتويج بطلا لآسيا عام 2014 قبل أن تتم ترقيته الى صفوف المنتخب الأول.
اتفاقيات أوروبية
بموازاة ذلك، أبرم الاتحاد القطري اتفاقيات مع أندية أوروبية عدة سمحت لبعض لاعبيه الشبان الانتقال إليها وخوض التجربة الاحترافية.
وعلى سبيل المثال أكرم عفيف الذي انضم الى الفئات العمرية في إشبيلية الإسباني على سبيل الاعارة لمدة موسمين من 2012 الى 2014، بالإضافة الى بعض اللاعبين الشبان الذين تدربوا في صفوف نادي اويبن البلجيكي الذي أصبح فيما بعد ملكية لدولة قطر.
استعان سانشيز بعدد كبير من اللاعبين الذين توجوا أبطالا لآسيا لدون 19 عاما وعلى رأسهم المعز علي وأكرم عفيف خلال خوض فريقه نهائيات كأس آسيا التي استضافتها الإمارات مطلع عام 2019.. لم يخيب الثنائي الامآل المعقودة عليهما، فالأول توج هدافا للبطولة برصيد 9 أهداف، في حين تألق الثاني بشكل لافت واختير افضل لاعب في آسيا في نهاية ذلك العام.
ضرب العنابي بقوة في النهائيات وتوج باللقب على حساب العملاق الياباني بفوزه عليه 3-1، بعد أن حقق انتصارات لافتة على السعودية وكوريا الجنوبية والإمارات في طريقه الى المباراة النهائية.
وكانت الخطوة التالية الاختلاط بمختلف المدارس الكروية من أجل اكتساب المزيد من الخبرة، فكانت المشاركة في كوبا أميركا بدعوة من الاتحاد الاميركي الجنوبي للعبة (كونميبول) حيث حقق نتائج جيدة نسبيا، ثم خاض غمار الكأس الذهبية لمنتخبات قارة كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) بدعوة مماثلة وبلغ نصف النهائي وخسر أمام الولايات المتحدة بهدف متأخر.
حظي أيضا بالمشاركة في تصفيات القارة الأوروبية المؤهلة الى مونديال قطر 2022 من دون أن تحتسب نتائجه، فكانت متفاوتة كونه حقق انتصارات على فرق متواضعة في القارة العجوز أمام لوكسمبورغ وأذربيجان، لكنه تعرض لهزائم قاسية أمام البرتغال وصربيا وإيرلندا.
وفي آخر تجاربه ضد منتخبات أوروبية، تغلب العنابي على بلغاريا 2-1 قبل تعادله مع سلوفينا من دون أهداف في الدوحة في دورة رباعية استضافها.
يخوض المنتخب القطري باكورة مشاركاته في العرس الكروي بصفته الدولة المضيفة.
وسيكون منتخب الإكوادور منافس المنتخب القطري في المباراة الأولى لكأس العالم يوم 21 تشرين الثاني المقبل، فهو يريد أن يكون لاعبا أساسيا في هذه البطولة وليس رقما عاديا لكي لا يلقى المصير ذاته لمنتخب جنوب أفريقيا الذي كان المنتخب الوحيد الذي استضاف البطولة وخرج من الدور الأول عام 2010. (وكالات)