شريط الأخبار
ترامب : رحلتي إلى الشرق الأوسط ستكون "مميزة جدا" إسرائيل تنقل أسرى إلى النقب وعوفر تمهيدًا للإفراج عنهم حماس: أنهينا التحضيرات لتسليم المحتجزين الإسرائيليين الأحياء حماس تبلغ الوسطاء بتعذر الوصول لجثث بعض الرهائن السيطرة الكاملة على مليشيا تابعة للاحتلال بغزة - تفاصيل أ ف ب": توقيع وثيقة ضمانات بشأن النزاع في غزة خلال قمة شرم الشيخ ضيف من خارج عالم السياسة في قمة شرم الشيخ للسلام .. من هو؟ معالي أمين عمان يستقبل وفدا من أهالي مرج الحمام القاهرة: الحل النهائي بشأن غزة سيكون في إقامة الدولة الفلسطينية مختصان: قمة مصر تبحث إنهاء الحرب على غزة.. وواشنطن تملك مفاتيح القرار الرواشدة ينشر عن جداريات في محافظة مادبا مصادر من «حماس» تكشف أسباب عدم مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ "يديعوت أحرونوت": نتنياهو استسلم بشكل كامل لحماس وأخفى الحقيقة أ ف ب: حماس تصرّ على الإفراج عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل بدء دخول شاحنات الوقود والغاز إلى غزة بعد عامين من الحصار الإسرائيلي استشهاد الصحفي الجعفراوي برصاص ميليشيا مدعومة من إسرائيل الحملة الأردنية والهيئة الخيرية تعيدان تأهيل 3 آبار لخدمة النازحين بابا الفاتيكان:وقف حرب غزة بداية لمسيرة السلام في الأرض المقدسة الملك يعزي هاتفيا أمير دولة قطر بضحايا الحادث المروري في شرم الشيخ حكومة جعفر حسّان... هل أحدثت فرقًا؟.

أحمد مناصرة.. طفولة منهوبة في سجون الاحتلال

أحمد مناصرة.. طفولة منهوبة في سجون الاحتلال

القلعة نيوز :

يقضي الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة، أوضاعاً نفسية وجسدية صعبة داخل سجنه، فيعيش معزولاً في زنزانة تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة، وتمارس إدارة السجن العذاب أشكالاً وألواناً بحقه، للنيل من صموده الأسطوري وتحطيم معنوياته، باعتباره أصبح أقرب إلى الأيقونة، إذ لمع اسمه كنموذج لاعتقال الأطفال في فلسطين.

كان أحمد مناصرة في طريق عودته من مدرسة «الجيل الجديد» إلى بيته في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، عندما عاجلته قوات الاحتلال وابن عمه حسن مناصرة بوابل من الرصاص، بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن ضد جنودها، بالقرب من مستوطنة «جفعات زئيف» الجاثمة كصخرة على أرض بلدته، فارتقى حسن شهيداً، بينما وقع أحمد في مصيدة الاعتقال.

حينها كان أحمد بعمر 13 عاماً و9 أشهر، ولم تراع قوات الاحتلال أنها قتلت إبن عمه بدم بارد وأمام عينيه، في 12 أكتوبر العام 2015، إذ إصابته برصاصها، واعتقلته بينما كان بين الحياة والموت، وزجّت به في العزل الإنفرادي، ولم تقدم له العلاج، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية.

حكاية مناصرة الطفل الذي كان، والشاب اليافع اليوم، إذ يقترب من عامه الـ21، تعنونها حالته الصحية والنفسية التي تدهورت أخيراً، بحرمانه من العلاج أو الإختلاط برفاقه من الأسرى، ما يؤشر بوضوح لا يحتمل التأويل، على أن الرواية الإسرائيلية المزعومة بالديمقراطية والمدعومة بآلة الحرب والدمار، تصبح مجرد هامش مفضوح أمام أطفال بعمر الزهور، تزج بهم في غياهب سجونها.

طفولة مسروقة:

كان يفترض لأحمد أن يكبر في مدرسته، أو ملعبه، لا في غياهب السجون، فأعظم شيء في حياة الأطفال شعورهم بالدفء والحنان وهم في أحضان عائلاتهم، وربما كان أحمد في مثل هذه الأيام سيمسك بيد والديه، ويذهب بصحبتهم إلى أسواق البلدة القديمة في القدس، كي يعيش لحظات البهجة بحلول شهر رمضان المبارك، والتسوق قبل الإفطار، لكن الاحتلال إستكثر عليه هذا الشعور، فسرق طفولته بتغييبه عن والديه في هذا العمر، وتركه نهباً لحزن وألم مُفزع، ولوعة حارقة لعائلته، الممنوعة من زيارته.

وفيما يتأهب أحمد لإتمام عامه السابع في السجن، من مدة حكمه البالغة 12 عاماً، مدفوعاً بشحنات كبيرة من الأمل بالحرية، فإن دولة الاحتلال تهدف من خلال عزله وحرمانه من العلاج، إلى تحطيمه معنوياً وجسدياً، وهي وأجهزتها القمعية المختلفة، تسعى من وراء عقاب أحمد الجائر، إلى إخافة أطفال فلسطين، ودبّ الرعب في قلوبهم، لثنيهم عن مقاومة احتلالها، وجعلهم يتعايشون معه، ولا يحتاج الأمر للتأكد من ذلك، سوى لمراجعة الشريط المصوّر المُسرّب، الذي أظهر أحمد مناصرة في الأيام الأولى لاعتقاله، وهو يواجه وحشية وعدمية المحققين باكياً، ويردد عبارته الشهيرة «مش متذكّر».

وحسب منظمات حقوقية عديدة، زار ممثلوها أحمد في سجنه أخيراً، فإنه أصبح يعاني من مشاكل نفسية بلغت حد الإنفصام في الشخصية، نتيجة لعزله في السجن لمدة طويلة، علاوة على التحقيق المستمر معه وهو في وضع صحي حرج، إذ يعاني من صداع شديد، وآثار إصابة بالغة في رأسه، حيث عانى لدى اعتقاله من كسر وتورّم دموي في جمجمته، وخلال استجوابه يتم تقييد إحدى يديه وإحدى رجليه في جدار زنزانته لساعات طويلة، يُحرم خلالها من الأكل أو الشرب أو قضاء الحاجة.

حراك دولي:

في الأيام الأخيرة، أطلقت عائلة أحمد، ومجموعات من الناشطين والأخصائيين النفسيين، حملة دولية، ستجوب العالم للتعريف بقضيته، وحالته الصحية والنفسية، والإهمال الطبي المتعمد بحقه، وللضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه.

في حكاية أحمد مناصرة، ما يستدعي التذكير بالانتهاكات الاسرائيلية المستمرة والممنهجة بحق الأطفال الفلسطينيين، إذ تواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 180 قاصراً في سجونها، لتظل الدولة الوحيدة في العالم التي يخضع فيها الاطفال ‏لمحاكم عسكرية، بات مناصرة رمزاً فلسطينياً حياً على فظاعتها.

ومن المؤكد أن أحمد مناصرة، سوف يكبر بين مجرمي الحرب، فماذا ستقول عيون الأطفال والفتية الفلسطينيين أمام جبروت الاحتلال؟. كأنها تقول: «ليس من السهل إقناع الطفولة بوقف ثورتها على الفولاذ، إلى أن تنعتق منه».