القلعة نيوز : تحت شعار: "الموسيقى الأندلسية تراث إنساني”، تنظم جماعة فاس ومقاطعاتها، بتعاون مع مجلس جهة فاس-مكناس ومؤسسة "تراث المدينة”، الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية المغربية من 2 إلى 5 يونيو 2022 بالعاصمة العلمية فاس.
وإبرازا لغنى هذا المورث الموسيقي الأصيل، قام المنظمون بتسطير برنامج شامل، ستعيش مدينة فاس من خلاله طيلة الفترة الممتدة من 2 إلى 5 يونيو المقبل، على إيقاعات الموسيقى الأندلسية البهيجة.
وسيعرف هذا الحدث الثقافي والفني الضخم، مشاركة كوكبة من الأجواق المتخصصة بالأساس في موسيقى الالة، التي تعتبر مدرسة لهذا الفن، المتواجدة في مختلف المدن المغربية، إضافة إلى مشاركة زمرة فنية شبابية.

وسينطلق حفل الافتتاح بكلمة رئيس جماعة فاس عبد السلام البقالي، ستليها مباشرة السهرة الأولى لجوق البريهي بفاس بقيادة الفنان أنس العطار في ميزان قدام الحجاز الكبير.


ويتضمن برنامج المهرجان الكثير من المفاجآت الفنية، حيث سيكون للولوعين بهذا الفن موعد مع حفلات وسهرات بالقاعة الكبرى لفاس المدينة، بحضور جوق روافد موسيقية بطنجة برئاسة الفنان عمر المتيوي في ميزان بسيط رمل الماية، وجوق المرحوم محمد العربي التمسماني بتطوان برئاسة الفنان محمد الأمين الأكرامي في ميزان درج الحجاز المشرقي وميزان قدام النهاوند، إضافة إلى جوق الفنان محمد بريول بفاس في ميزان قائم ونصف رصد الذيل وميزان آبطايحي الأصبهان.
أما أكاديميا، ستنظم ندوة حول موضوع "الموسيقى الأندلسية تراث إنساني”، ستعرف مشاركة نخبة من الأساتذة المهتمين بإشراف الدكتور رشيد بناني، إضافة إلى توقيع جديد المؤلفات المنتمية إلى مجال علوم الموسيقى الأندلسية.
ويشمل هذا المهرجان لحظات إنسانية، متمثلة بالأساس في تكريم مجموعة من الرواد المتوفين مؤخرا، منهم المرحوم الحاج محمد التازي مصانو، المرحوم المختار المفرج، المرحوم الحاج احمد الشيكي والمرحوم البشير بن يعقوب.
وانطلاقا من هذا البرنامج، يمكن القول إن الجهات المنظمة تحرص كل الحرص على الاعتناء بهذا الموعد الفني التراثي، بدقة عالية، ضمانا لجو روحي ومفيد، يليق بعشاق الموسيقى الأندلسية الذين يحجون لهذا الحدث من مختلف مدن المملكة، طمعا في إحياء هذا الموروث الفني والمحافظة عليه والاحتفاء بحفظته.


وفي حديثه مع جريدة هسبريس، أوضح عبد السلام البقالي، عمدة فاس، أن جماعة فاس تعيش الآن حالة من الاعتزاز والفخر لعودة مياه الفن إلى مجاريها، خصوصا بعد كل ما كانت تقوم به منذ زمن بعيد، قبل الجائحة بالخصوص، ارتقاء بهذا الفن العريق للمدينة الروحية فاس.
وقال: "بعد تخفيف القيود الاحترازية واستقرار الوضعية الوبائية، جعلنا هذا نفكر في تنظيم أول موسم بعد جائحة كورونا، باستئناف مهرجان الموسيقى الأندلسية المغربية في ذكراها الفضية 25، حيث إن الجماعة مجندة بكل أطرها وموظفيها وأعضاء المكتب، إضافة إلى التعاون مع الجمعية المنسقة التي تعمل معنا عن كثب بقيادة عبد السلام الشامي، من أجل التهيؤ بمعية الفرق التي ستشارك في هذا العرس الفني الثقافي، لوجستيكيا وتنظيميا، لكي تكون هذه الملحمة في المستوى المطلوب، ونستقبل سكان فاس المولعين بهذا الطرب الأصيل، والمغاربة بشكل عام، في أحسن الظروف، مع متمنياتنا قضاء وقت ممتع جميعا، خصوصا وأن مدينة فاس تبقى دائما في حالة تعطش لهذا المهرجان الروحي الذي أصبح يشكل عادة سنوية مهمة”.
ومن المرتقب أن تعرف الدورة الـ 25 نجاحا كبيرا ينضاف إلى سابقاتها من الدورات، خصوصا بعد هذا الانقطاع الذي أحدثته الجائحة، والذي جعل جميع الفنانين والممارسين لهذا الفن في تشوق للاجتماع مجددا وصلة الرحم مع هذا الموروث الموسيقي الأصيل، الذي يشكل أحد روافد الموروث الفني المغربي، على أمل حضور الجانب الإعلامي بمختلف منابره، نظرا لدوره الكبير في التأثير الجماهيري، بغية المساهمة في استجلاء القيم الإبداعية لهذا الفن وتوثيقه صوتا وصورة للأجيال القادمة.