القلعةنيوز_نيرسيان أبوناب
نحن كبشر دوماً نسير ونكمل رحلتنا تباعاً وفق تلك الطاقة التي تنبع من الروح للقلب وتنبض من خلال الأفكار لتترجم على الدوام على هيئة أفعال في البداية تكون تلك الدوافع من العقل الباطن ومن ثم تترجم كل حسب شخصيته وأهدافه .
ويبدو أن ما يجعلنا دائمين الحركة والتغيير هو ذلك الشغف الذي يبدأ بشعله صغيره ثم يبدأ بالتطور حسب المواقف وأغلب ما يميز هذا الشغف هو فعل هذه الأشياء بحب فنشعر أن ما يربطنا بها أكبر من عبورها كأشياء مجرده حتى لو كانت هذه الأفعال تدخل في باب الروتين العادي ،فالعلاقة التألفيه بين ما نفعله ونقدمه لأنفسنا عبرها يدخل في باب الطاقة المتجددة ، مهما كانت هذه الأشياء صغيره فهي مقدره ومهيئه من الداخل و هنا يكمن السحر .
فالشغف يبدأ وينمو في مراحلنا العمريه المختلفه ويتغير ويتجدد ،فيبدأ من الطفولة المبكره في محاولاتنا لتفحص الأشياء والإستدراك والعمل على خلق بناء يمكن ان يساهم في شخصيتنا فيما بعد ويتطور حتى يخلق علاقات اكثر ثباتاً مع أهدافنا وأحلامنا ،حتى مع انعدامه في مراحل معينه وانقطاع الاحساس فيه بسبب تداخله مع روتين الحياه الا انه يبقى الدافع الأفضل للحياة .
ولنتعرف أكثر على مفهوم الشغف وعلاقته بالنفس لا بد أن نفهم في البدايه مفهوم تقريبي له خاصة أن يستعمل بشكل متكرر، لكن دون تعريفـــه، أو تحديـــد معنـــاه، أو التحقـــق منـــه تجريبياً.
فقد عرف الشغف بشكل عام في مواضع معينه على أنه تركيـز الاهتمـام علـى موضـوع، بحيــث يعبــر عــن اهتمــام متطــرف أو أقصــى اهتمــام ,Gange 2007 .(ويسـتخدم مصـطلح الشـغف مرادفًـا للتفضـيلات القويـة، أو المصالح الشخصية , Lubinski & Achter وينظر إليـه الـبعض كسـمة شخصـية؛ فيقـال مـثلاً إن الأطفـال الموهـوبين مليئـون بالشــغف 2007, Winner كمــا يشــير فلوريــدا ,Florida إلى أن الشغف هو من خصائص الأشخاص المبـدعين، وأنـه محفــز للإبــداع، ويــؤدي دوراً كبيــراً فــي حيــاة المبــدعين وأعمــالهم Amabile Fisher& وأكد علماء النفس الذين درسوا هذا المفهوم على الجانب التحفيزي له. فعلى سبيل المثال، ترى فريجيدا وميسكويتا أن الشغف يتم تعريفه على أنه أهداف ذات أولوية عالية، وذات نتائج انفعالية هامة، وأن الأفراد يبذلون جهداَ كبيراَ، ويمضون وقتًا طويلاً في الوصول إلى أهدافهم المرسومة، أو في النشاط الذي يشعرون بأنهم يحبونه.
مهما أختلف تعريف الشغف الا أن الجميع أجمع على أهمية وجوده في حياة الأفراد والمجتمعات بأكملها بالمفهوم البسيط وإنعدامه في مواضيع معينه قد يضفى على الحياة طابع الثبات ،خاصة أنه يرتبط إرتباطاً وثيقاً بأحقيتنا في الحياة على هذه البسيطه ، أما المفهوم المعقد في القضايا المصيريه أو بالأهداف الخاصة فهو يندرج ويتبدل ويتغير من شخص لآخر حسب الأولويات الحياتية فيأتي الشغف في المجمل حينما تكون صادقًا مع نفسك، تضفي لمستك الخاصةعلى ما يلهمك به عقلك دون جهد.
ليس هذا وحسب، إحدى أعظم فوائد الشغف أنه يطغى على ما نفعله بالطاقة الكافية لتجاوز مختلف العقبات والمشاكل التي تواجهنا، سواءً كان هذا الشغف والدافع حقيقي ملموس يمكن ترجمته على أرض الواقع أو مبتكر وغير مدروس ويندرج على لائحة الأمنيات الخيالية . فنحن عندما نكون شغوفين سنزداد ثقتة بأنفسنا وقد يترجم في كلا الحالتين الى أفاق جديدة تباعاً على كل نواحي حياتنا الشخصية أو حتى العملية وسيسمح لنا ذلك بتدبر أمورنا وترتيب أولوياتنا وفقاً لذلك الدافع .وسنرى من العالم وما يحيط فينا مدى غير محدود لترجمة هذا الشغف الى أفكار خلاقه .
ولعل العاطفة تدخل بشكل أساسي في الإرادة العقلانية ،فيعتقد سولومون أننا كبشر نتحمل مسؤولية عواطفنا. إن العواطف عقلانية وهادفة مثل الأفعال تمامًا. «نحن نختار العاطفة مثلما نختار مسار العمل». كما أن بعض العلماء يرون أن هذا الوعي العاطفي ليس اختيارًا بل حدثًا جسديًا وليس مجرد اضطراب. إنه أمر يحدث خارج سيطرتنا وتتأثر أجسادنا بهذه العواطف. نقوم بهذه الأفعال بناءً على الحالة الغريزية التي تقودنا إليها هذه العواطف. وأنا ارى أن مفهوم الشغف اشتق بطريقة أو بأخرى من العاطفة . فيما يرى البعض أن العاطفة أشتقت من إحدى فئات الشغف.
ولنكون منصفين فقد تناولت عدة أبحاث الشغف كنقاط متداخله لعدة مواضيع نفسيه وذهنية وحتى فلسفيه لذلك وجدت من الصعب أن أشتق أنواع أساسية يمكن أن أعود إليها في مقالي هذا إلى أن أنواع الشغف بالمفهوم النفسي وجدتها الأقرب حيث يدرس علماء النفس الشغف عن طريق نموذج ثنائي يقسّم الشغف إلى نوعين أساسيين؛ شغفٌ متناغمُ بالإنجليزية: Harmonious Passion و شغفٌ استحواذي بالإنجليزية: Obsessive Passion. يتشكّل الشغف المتناغم عندما يختار الإنسان القيام بما يحب، أما الشغف الاستحواذي فيتشكّل عندما لا يستطيع الإنسان أن يمنع نفسه من القيام بنشاطٍ مفضّلٍ لديه، لهذا فيتوقع علماء النفس أن تكون نتائج الشغف المتناغم أكثر إيجابيّةً من نتائج الشغف الاستحواذي.
في النهاية هو دافع يأتي بالفطره مهما تعددت تصنيفاته واختلف العلماء فيه يبقى وجوده هو الطاقه التي تنير امكانياتنا وقدرتنا لنستقر في اتجاهاتنا التي نريد سواء اكان شغف يخص الناحية العاطفية او العمل أو الزواج او يمثل اي حاله عاطفيه نتفاعل معها نحن البشر من تحديده و حتى تطوره .
فاللعبة العاطفية والتعامل وفهم الذات والاستماع الوقتي والآني بشكل مستمر للنفس هو البوابة للخروج من اليأس والتخلص من كل ما يمكن ان يحيط فينا من الناحية السلبية ، حتى نتفاعل بشكل جيد مع ما نختار ونريد ونوظف ذلك الشغف بطريقة تنقلنا للاتجاه الصحيح لتحقيق النجاح محاطين بكل المفاتيح الإيجابيه لخلق حياة دائمة رغم المعوقات .