القلعة نيوز- يمكن وصف حوت المنك القطبي الجنوبي بأنه أصغر عمالقة البحار ذلك لأن جسمه أصغر حجما من باقي الأنواع في مجموعة الحيتان البالينية التي تضم أيضا الحوت الأزرق العملاق. علاوة على ذلك فإن حوت المنك هو أيضا من أكثر الحيتان البالينية غموضا ومرد ذلك إلى عيشه في بحار في القطب الجنوبي النائي قارس البرودة.
ويقدم بحث جديد فهما أوضح لهذا النوع، بالتركيز على سلوكه في صيد الفرائس الذي يطلق عليه "المباغتة من الأسفل" حيث يباغت الفريسة من تحتها، ويشترك في هذا الأسلوب مع أعضاء آخرين في نفس فصيلته.
والتغذي بالمباغتة أسلوب في الصيد تفتح فيه الحيتان أفواهها لتبتلع كمية ضخمة من ماء البحر الذي يحتوي على فرائس مثل الأسماك الصغيرة والروبيان ثم تصفي الماء من خلال الصفائح البالينية.
وأظهر البحث أن حوت المنك القطبي الجنوبي، الذي يصل أقصى طول له ثمانية أمتار، يملك أصغر جسد ممكن لاصطياد ما يكفي من الفرائس باستخدام هذه الاستراتيجية، حيث يصل طوله إلى حوالي ثمانية أمتار كحد أقصى.
وقال ديف كيد عالم الأحياء المائية بجامعة ستانفورد، وهو أحد المؤلفين الرئيسيين للبحث المنشور هذا الأسبوع في دورية (نيتشر إيكولوجي اند إيفولوشن) العلمية، "يقدم هذا إجابة لم تكن معروفة من قبل حول سبب ضخامة جميع الحيتان التي تتغذى على العوالق، وسبب عدم وجود، على سبيل المثال، حيتان بالينية بحجم الدولفين".
وأضاف "ترتب على هذا تطور هذا الأسلوب في التغذي تبعات إذا كان لا بد أن تصل الحيوانات إلى حجم ضخم قبل أن ينشأ هذا السلوك الفريد في اصطياد الفرائس. وبمجرد نشوء هذا الاسلوب، أمكن تطور أضخم حيوانات على الإطلاق".
ويتطلب تكرر الاندفاع بذل قدر مرتفع من الطاقة، وكلما كان حجم الجسم أضخم، زادت كفاءة التغذي بهذا الأسلوب.
والقدرة على ابتلاع كميات ضخمة من الماء ضرورية لتكون هذه الاستراتيجية في التغذي ناجعة.
ويمكن للحيتان الزرقاء التي قد يصل طولها إلى نحو 30 مترا أن تبتلع كميات مياه تعادل 135 بالمئة من كتلتها الجسدية. لكن أبناء عمومتها الأصغر حجما من حيتان المنك بوسعها ابتلاع مياه تعادل 42 بالمئة فقط من كتلتها الجسدية.