الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
بمولد سيد البشر الرسول الأمي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بزغ فجر جديد، مهد لنظام رباني شامل وعادل وخاتم للرسالات السماوية، تأسست فيه روابط الأخوة والمحبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله والتوكل عليه، جمع الناس من شتى المنابت والأصول تحت الراية المحمدية (راية الإسلام الأعظم).
بمولده صلوات ربي وسلامه عليه زالت الظلمة وانجلى الليل الأسود وظهر النور الساطع وعم كافة المعمورة، هذا النور الرباني الذي ارتضاه الخالق للبشر دينا حنيفا قيما يفرق بين الحق والباطل ويؤسس لنظام حياتي مبني على العدل والمساواة ويكفل حياة دنيوية طيبة وبعثا في ظل الرحمن وجنة عرضها السموات والأرض.
هذا النور ظهر من أقدس بقعة على وجه الأرض (مكة المكرمة)، لتستمر الرسالة في أحفاد سيدنا إبراهيم من نسل إسماعيل عليهما السلام، ليؤسس لأمة متراحمة متعاطفة متكاتفة بعدما كانت متناحرة مختلفة يقتل فيها القوي الضعيف ويستبيح ماله وعرضه.
هذا النور اشتد عضده وقوي وانتشر وعم جميع أنحاء المعمورة لينهي سيادة الامبراطوريات التي كانت موجودة آنذاك وهي الفرس والروم، ويبني الحضارة الاسلامية الزاهرة بالعلم والمعرفة يتناقلها الأجيال ويبنوا على المنجز ليكملوا المشوار.
في ذكرى مولده ينبغي علينا أن نتحلى بأخلاقه ونتبع سنته ونكون نورا يهتدى به، لنكون قدوة خير وسلام للآخرين، كما كان الحبيب قدوتنا وقدوة من قبلنا.
وفي الختام ذكرى المولد النبوي الشريف يجب أن تكون فرصة لنا ومحطة نتوقف عندها لتقييم الذات وتصويب سلوكها، بإتباعها سنة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه.