شريط الأخبار
تخفيض أسعار البنزين 5 فلسات ورفع الديزل لشهر كانون أول الفصائل المسلحة تسيطر على غالبية حلب... والجيش السوري: نحضّر لهجوم مضاد عدسة إذاعة الأمن العام ترافق قافلة المساعدات الأردنية إلى غزة - صور طائرات حربية تشن غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2016 الملك يغادر في زيارة خاصة تتبعها زيارة عمل إلى بلجيكا وأميركا غزة: شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق المنتدى الاقتصادي يناقش الإنجازات والتحديات التي تواجه شركة تطوير العقبة قوات المعارضة السوريه دخلت غالبية احياء مدينة حلب وتسعى لتثبيت سيطرتها عل المدينه غارات بالطيران المسيّر الإسرائيلي على بلدات لبنانية جنوبية الأردن يسير 50 شاحنة مساعدات إنسانية جديدة لأهلنا في غزة تثبيت تعرفة بند فرق أسعار الوقود لشهر كانون الأول بقيمة صفر الشديفات: تمكين الشباب اقتصاديا أولوية وطنية مشروع الزعفران في جرش .. يعزز التنمية الاقتصادية ويوفر فرص عمل طقس بارد نسبياً اليوم وغدًا القلعة نيوز تهنىء رائد بيك الفايز "حين يتحدّث فيصل الفايز فاستمعوا له ؛ الحكمة والإتزان والحرص على الوطن" قاسم الحجايا يكتب :شركة البوتاس العربية ؛ صرح اقتصادي كبير يحظى برعاية ملكية وبجهود إدارة حكيمة ( صور ) السفيرة أمل جادو لنظيرها الإيطالي : ما يجري في غزة إبادة جماعية وفد من حماس يصل القاهرة السبت مندوباً عن رئيس الوزراء..المومني يفتتح مهرجان الأردن للإعلام العربي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

مهنا نافع

العشرات من التعريفات لهذا القديم الجديد، وكل مُقدم لأي منها حاول بطريقته ان يوضح بين ثنايا كلماته محاولة الإنسان لإيجاد آلة تتفوق على قدراته العقلية وكل ما يتعلق بها من عملياتِ القياس والاستنباط والاستنتاج، لتكون المحصلة من كل ذلك انجاز الآلة لكل ما يطلب منها من مهام مختلفة بكل سرعة واتقان، وابسط مثال لتلك المحصلة أجده بقدرة الآلة على الإجابة على الأسئلة التي لم تلقم لها الاجابات مسبقا، اي ان الآلة هي بذكائها من حللت محتويات البيانات المختلفة وقدمت الإجابة بعكس ما عرفناه ببعض البرامج التي تُغذى بالسؤال المتوقع والاجابة عليه من قبل المبرمج.

من المقدمة السابقة لفهمي الخاص للذكاء الاصطناعي الذي آمل ان اكون قد وفقت بطرحه نتوقع ان الآلة ستصبح هي من تمتلك زمام المبادرة، فهي مع التطور المتنامي لذكائها والسعة الهائلة لما ستمتلكه من بيانات ستتفوق على سعتنا المعرفية اولا، وقوة ذكائنا ثانيا، وقد تصل نسبة هذا التفوق بنهاية العقد القادم الى المليار ضعف من قوة ذكائنا، وهذا الامر سيقودنا بطبيعتنا كبشر بأننا غالبا ما نأخذ برأي الاوسع بالإدراك والأكثر بالذكاء لننقاد نتيجة ذلك وبإرادتنا لما تمليه علينا الآلة ولن نحيد قيد انملة عن تعليماتها.

وحتى نتدرج معك عزيزي القارئ فلا بد من التنويه ان سباق التفوق بالتسلح اليوم لدى الدول الكبرى يعتمد كليا على التفوق بمجال الذكاء الاصطناعي، وقد نصل بالمستقبل القريب لمفهوم جديد وقد تظن ان فيه شئ من المبالغة وهو أن تنتهي اي من الصراعات او الحروب قبل أن تبدأ، لنتجاوز الان الخوض بهذا السباق لما تحيط به كل دولة من كتمان وسرية، فوجوده معلوم للجميع اما مستواه فمجهول للعامة، ولنذكر لك شيئا من الجوانب المتوقعة لهذا الذكاء ببعض المجالات المفيدة للبشرية بشكل عام، فبالطب ستستطيع (الآلة) وانا مصمم على أن ادعوها بذلك على قراءة وتحليل صور الأشعة بكل انواعها وإصدار التقارير عن حالة المريض تشخيص حالته وقد يصل الأمر لاقتراح سبل علاجه، وستستطيع هذه الالة اختزال الوقت من عدة سنوات إلى عدة أشهر حين العمل على إنتاج اي عقار جديد، وما سيضاف لذلك من الانخفاض الكبير للتكلفة الكلية لانتاجه، وستنخفض نسبة عدد الوفيات للعديد من الأمراض وخاصة سرطان الثدي للسيدات وذلك لازدياد قدرات الكشف المبكر لهن، ولا شك أن معدلات الإنتاج للدول ستزداد وسيكون لدينا ارتفاع ملحوظ بمحصلة سلة الغذاء العالمي وسيكون هناك انخفاض للأعباء العمالية التي كانت تتطلب الكثير من الجهد وستخفض اعداد الخسائر بالأرواح نتيجة الدقة بمجريات تحليلات الطقس ودقة توقع الكوارث، واخيرا لا بد أن أذكر التغيير النوعي لمستوى التعليم لكامل مراحله فالآلة ستستطيع انشاء المحتوى البحثي المطلوب من الصفر لا إحضار قالب ما تم اعداده مسبقا، كل ذلك وهو قليل من كثير للفوائد التي ستعود بالخير على البشرية جمعاء ولكن تريث قليلا عزيزي فهناك جانب آخر ارجو ان تكمل القراءة لمعرفته.

حسنا فعلت، ان الاحتكار لا يقف مفهومه عند ما نستهلكه من بضائع وحاجيات فاحتكار البيانات قد يكون أخطر من ذلك بكثير، ولا بد أن نفهم ان ما نقدمه للآلة من سلطة متنامية للاطلاع على تفاصيل حياتنا اليومية قد يعزز ذلك من ظهور الدكتاتوريات ببعض الدول، فقوة الأمن بذلك الاتجاه تتناسب عكسيا مع الخصوصية، ومن المؤكد ايضا ان الروبوتات ستستولي على العديد من الوظائف مما سيدفع الملايين إبان الفترة الانتقالية لِسيادة الآلة لآتون البطالة والفقر.

قد تكمن الخطورة الكبرى بأن تتعلم هذه الآلات البرمجة ويتم التواصل بينها مما سيعزز سيطرتها وقد يصل الأمر لرفض أوامر الإنسان الموجهة إليها لنصل لمرحلة الصراع المتوقع بين البشر والآلة، حسنا لنخفف عزيزي القارئ من حدة هذا الطرح ولنطرح ما سيجنبنا ذلك، فحتى الآن لا يوجد قوانين وتعليمات دولية بخصوص هذه التقنية لتعمل على توجيه البوصلة بكامل مجرياتها نحو الشفافية والأخلاق الإنسانية الحميدة، وهذا يوجب علينا مستقبلا انشاء وكالة دولية للذكاء الاصطناعي لتصوغ القوانين التي ستحد من اي انفلات متوقع بذلك العصر القادم، عصر الآلة التي ستدير أدق التفاصيل بحياتنا او ربما بحياة ابنائنا الخاصة والعامة.
مهنا نافع