قاسم الحجايا / رئيس مجلس إدارة مجموعة القلعة نيوز الاعلامية
تصريحات في غاية الأهمية لجلالة الملكة رانيا لمحطة سي أن أن ، وهي من المحطات الهامّة في عالم الإعلام رغم تحيّزها إلى جانب إسرائيل ، واختيار هذه المحطة لتصريحات جلالتها تدلّ على العمق في الوعي والفهم والقدرة على إيصال الرسائل المختلفة للعالم الغربي .
كانت واضحة الملكة في حوارها ودون مواربة ، فالمسألة تحتاج لتبيان الحقائق دون أي رتوش ، فالشعب الفلسطيني يعاني من القمع والإضطهاد منذ عقود طويلة ،والقصف الإسرائيلي لا يميّز بين أحد ، حتى المستشفيات والمدارس والمناطق الآمنة حسب القوانين الدولية تتعرض كل ساعة لقصف الطائرات ، والفلسطينيون يواجهون اليوم اختيارا بين التهجير والإبادة الجماعية .
غضب الملكة كان واضحا من ازدواجية الغرب في التعاطي مع ما يجري ، فهي تؤكد بأنّ الإدانة العالمية لاستهداف المدنيين في غزة ليست مماثلة أبدا لما حدث يوم السابع من شهر تشرين الحالي ، وهذا يمثّل قمّة الإزدواجية في التعاطي مع القضايا العربية ، وفوق ذلك تؤكد الدول الغربية دعمها ومساندتها لإسرائيل ، لا بل وتجهض كل قرارات مجلس الأمن لوضع حد للحرب وإنقاذ المدنيين الذين يواجهون اليوم جريمة العصر .
وتعبير الغضب يتضح أكثر لدى الملكة الماهرة في وضع النقاط على الحروف حين تستغرب هذا الإنحياز الغربي الأعمى وتقول .. هل حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين ؟ وهي دعوة واضحة بحق الفلسطينيين أن ينعموا بحياة كريمة كغيرهم من شعوب العالم ، مستنكرة عدم وجود أي مسؤول غربي يتحدث عن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وعن حقه في الحياة .
جلالة الملكة أطلقت تحذيرا غاية في الأهمية حين قالت بأنّ ما يحدث سيخلق جيلا من المقاومة ستكون أشرس من الحالية ، وهذا هو الوضع الطبيعي لما يجري حاليا .
جلالة الملكة .. شكرا لك ، من كل أردني وعربي يرى في محياك صوتا وضميرا إنسانيا .