شريط الأخبار
البكار : تعديل حكومي مرتقب لإلغاء إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 عاماً خلاف حاد .. أبو زيد يؤكد عدم رفع حماس الراية البيضاء وأبو الراغب يشير إلى رضوخها "لإسرائيل" ولي العهد: سعدت بلقاء شباب وشابات في إربد والاستماع لتجاربهم ولي العهد يفتتح مركز "42 إربد" المتخصص في علوم الحاسوب والبرمجة الأميرة ريم علي تضيء شجرة "الميلاد" بالبوليفارد ست محافظات أردنية تعيش أجواء الملاعب وست تغيب عن الأجواء ... فمن المسؤول ؟ وزير العمل: التدريب المهني يواكب متطلبات السوق والمهارات أهم من الشهادات ولي العهد يفتتح حاضنة أعمال في كلية التدريب المهني في إربد ترمب يحذر إسرائيل من زعزعة استقرار سوريا وزير العمل: المهارات أهم من الشهادات الملك يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة القضاة يشارك في احتفال سفارة السعودية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بدمشق تحقيق الأهداف وكثرة العوائق وزير الثقافة يرعى مؤتمر البلقاء الثقافي في دورته الثالثة ( صور ) عصابة "غوتشي".. كيف تستهدف المنظمة الإجرامية زوجات نجوم الدوري الإنجليزي؟ روسيا والسعودية تتفقان على زيادة رحلات الطيران المباشر بين البلدين ماكرون يعلق على لقائه مع زيلينسكي في باريس بعبارة واحدة جدال بين مقاتل شهير في "UFC" وصانع محتوى عالمي بسبب رونالدو وميسي اجتماع روسي سعودي يثمن العلاقات ويشير إلى قفزة في الاستثمارات والتجارة ترفيع متصرفين اثنين لرتبة محافظ السرحان وبيوك .. وإحالتهما على التقاعد

القصف يحول غزة لـ"مقبرة أطفال".. هبة وأسرتها يكتشفون الحقيقة المرة

القصف يحول غزة لـمقبرة أطفال.. هبة وأسرتها يكتشفون الحقيقة المرة

غزة- القلعه نيوز

هربا من القصف الإسرائيلي لشمال غزة، نزحت هبة وزوجها وطفلاهما (4 و12 عاما) إلى الجنوب بحثا عن الأمان. لكن، لا شبر آمنا في أي مكان في القطاع المحاصر.

اقتفى القصف المسعور خطواتهم. ومثل الفزع المنحوت على وجوه الأطفال، صاحبتهم أصوات الانفجارات على طول الطريق، وما انفكت تدنو كلما ظنوا أنهم نجوا ببضعة أمتار.

"وصلنا بأعجوبة إلى شقة صديق لزوجي في (...) الجنوب"، تقول هبة.

العذاب يبدأ بعد مغيب الشمس

--------------------------------

"أطفالي"، تقول، وتكاد تخنقها عبرة دفينة مثل جثث مئات الفلسطينيين بعد كل غارة. "أطفالي"، وتتمالك دموعها، "لا يستطيعون النوم. يخشون ألا يستيقظوا".

عشرات الأطفال أجهز عليهم القصف وهم نيام. بعضم لا يزالون تحت الأنقاض.

--------------------------------------------------------------------

زئير الطائرات الحاد مثل السكاكين، وأصوات القصف والانفجارات وانهيارات المنازل على ساكنيها. "أمس قصفت الطائرات الإسرائيلية مبنى قريبا منا. كيف لعيون أطفالنا أن تغمض؟".

"وضع الأطفال في غزة مروّع"، يقول المتحدث باسم اليونيسف في الشرق الأوسط وإفريقيا، سليم عويس.

وفي حديث مع موقع "الحرة"، يضيف "الأرقام التي تصلنا مخيفة، ويجب ألا تمر مرور الكرام. نحن نتكلم عن 3400 طفل قتلوا، و6800 آخرين أصيبوا خلال العنف الشديد". ومن نجوا حتى الآن يواجهون ظروفا صعبة للغاية، يؤكد المسؤول في المنظمة الدولية.

"هناك بلاغات بفقدان 940 طفلا في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، في السابع من أكتوبر الجاري، وذلك استنادا لأرقام صادرة عن السلطات الصحية في القطاع"، يقول جيمس الدر وهو مسؤول آخر في اليونيسف.

مقبرة الأطفال

------------------

"غزة أصبحت مقبرة لآلاف من الأطفال"، يقول المتحدث باسم اليونسيف، "تحققت مخاوفنا الجسيمة بشأن أعداد الأطفال الذين قتلوا، آلاف، خلال أسبوعين فقط، والعدد يرتفع بشكل مذهل كل يوم".

"من الصعب التفكير في الأطفال المدفونين تحت الأنقاض"، يقول المسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يانس لاركيه، مضيفا "في ظل احتمالات ضئيلة للغاية لإخراجهم".

ويقول المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندمير، إن سكان غزة يموتون ليس فقط في القصف المباشر. "لدينا 130 طفلا من الخدج يعتمدون على الحاضنات، 61 في المئة منهم تقريبا في شمال القطاع".

النزوح الجماعي والاكتظاظ والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، بوادر كارثة إضافية تلوح في الأفق، بحسب المسؤول.

كابوس طويل

----------------

لم يتقبل أطفال هية بعد مظهرهم الجديد؛ مظهر الأطفال المقتلعين من بيوتهم، المشردين، الجوعى، الذي تبدو على وجوههم علامات المرض. يستغرق الأطفال وقتا أطول ليتصالحوا مع الواقع المرعب.

"لم يعد بمقدورهم الاستحمام. حرموا من كل شيء. حتى ماء الشرب بتنا نحصل عليه بصعوبة. ولا ندري إن كان صالحا للشرب حقا"، تقول هبة.

"الحصول على الطعام لا يقل صعوبة"، تضيف، "وصلنا إلى مرحلة لم نعد نميّز فيها بين الطعام الصحي من عدمه، فالأهم أن تمتلئ بطون الصغار بما هو متوفر، وهي في أغلب الأحيان ساندويش من المعلبات".

أغلب الأطفال في غزة لا يستطيعون الوصول إلى مياه صالحة للشرب. ويقول المسؤول في اليونيسف سليم عويس "سمعنا روايات من زملائنا عن أطفال يشربون منذ أيام مياها مالحة، ما أدى إلى ظهور علامات الجفاف عليهم إضافة إلى اصابتهم بالإسهال".

وكشف الناطق باسم اليونيسف جيمس الدر أن أكثر من مليون طفل في غزة يعانون من نقص المياه النظيفة، وأن "طاقة إنتاج المياه في غزة لا تتجاوز خمسة بالمئة من إنتاجها اليومي المعتاد. وتشكل وفيات الأطفال - وخاصة الرضع - بسبب الجفاف تهديداً متزايداً".

ومنذ بدء الحرب، يعيش الأطفال في غزة، بحسب يقول عويس، "كابوساً طويلاً"، وما يحصل "يؤثر على صحتهم النفسية والعقلية، فهم يشاهدون موت أهلهم وأشقائهم وأصدقائهم أمام أعينهم، الجروح النفسية التي يصابون بها والندوب قد تلازمهم طوال حياتهم، من هنا حمايتهم واجب، وهي من مسؤولية أطراف النزاع الذين يقع على عاتقهم وضع الأطفال في سلم الأولويات".

"الأفظع"

-----------

يعاني فريق اليونيسف في غزة كما باقي السكان من تحديات أمنية وإنسانية، لاسيما قلة الموارد من مياه وطعام وعدم توفّر مكان آمن، وبالرغم من ذلك هم مستمرون بحسب عويس في تقديم ما يستطيعون من مساعدة للأطفال والعائلات الأكثر هشاشة.

"قمنا في بداية الأزمة بإيصال المواد الطبية بما في ذلك الأدوية إلى المستشفيات، وكذلك المواد الأساسية لمحطة تحلية المياه المدعومة من اليونيسيف في غزة، كان ذلك من الإمدادات المخزّنة، لكن، مع مرور الوقت، بدأت الإمدادات تنفد، لذلك من المهم جداً وقف إطلاق النار بشكل فوري وإدخال المساعدات من دون تحديد وإعاقة وبشكل مستمر"، ويقول عويس.

كما يجب "توسيع الاستجابة عبر الحدود وتوفير الأمان للإمدادات والعاملين في مجال الإغاثة، للوصول إلى كل الأطفال أينما كانوا، هذا احتياج حقيقي وإن لم نستطع القيام به فنحن نخاطر في حياة الآلاف من الأطفال".

تعد هبة وزوجها طفليهما بالعودة قريبا إلى المنزل، لكنهما ليسا متأكدين إن كانا سيفيان بوعدهما. الأزمات كبيرة ومتعددة، تقول، ولا حلول ظاهرة في الأفق، وأمنيتي الوحيدة أن يسلم أطفالي وجميع أطفال غزة من القصف، وتتوقف آلة الحرب والدمار الوحشية التي لا تأبه حتى لطفل.

أسرار شبارو - الحره الامريكيه