العين /فاضل محمد الحمود
إن المُتمعّن في الموقف الأردني بشأن قطاع غزة يعي ويدرك مدى الثبات بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية برُمتها وبقطاع غزة بشكلٍ خاص في هذه الفترة بعد أن تجرّع أهلها ويلات العدوان الغاشم وسط صمتٍ عالمي شكّل صفعةً قويةً لحقوق الإنسان وحماية المدنيين خاصةً بعد انقطاع المعونات الإنسانية والدوائية عن أهل القطاع ولتخرج بذلك معظم المستشفيات عن الخدمة وتصبح عاجزةً عن استقبال الآلاف من المصابين في صفوف المدنيين جرّاء هذا العدوان ليبقى المستشفى الأردني على عهد الوفاء للأهل في قطاع غزة بعد عمليات الإنزال الجوي النوعية التي أمّنت المواد اللازمة لبقاء المستشفى العسكري هناك قادرًا على تقديم الخدمات الطبية .
إن إلتفات الأردن وبتوجيهٍ مباشر ٍمن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للوضع الصحي في القطاع ساهم بشكلٍ كبير بالتخفيف من معانات أهله ،فكان هنالك مجموعة من الإجراءات المنبثقة من ثوابت القرار السياسي العاكف على الوقوف مع الأهل هناك ليكون آخر تلك الإجراءات وليس آخرها اخلاء عدد من الأطفال المصابين بالسرطان بعد أن خرج المستشفى الوحيد المتخصص في هذا المجال عن الخدمة فتم وعلى الفور إخلائهم إلى مركز الحسين للسرطان هذا الصرح الطبي العريق والمتخصص، ليتلقوا هناك العناية الكاملة في عاصمة الحب عمان التي ما أغلقت أبوابها في وجه محتاج ليقدم بذلك كل ما يحتاجه هؤلاء الأطفال من الجانب الطبي والنفسي وليبقى السبق دائمًا للأردن في عمليات الإجلاء الطبي التي كانت منذ سنواتٍ طويلةٍ لكل من احتاج الرعاية الطبية من الأهل في فلسطين العروبة .
إن وقوف آل هاشم الأخيار مع الأهل في فلسطين يجسد حالة اللُّحمة الحقيقية بين الشعبين حيث تجلى ذلك بالإهتمام المباشر من جلالة الملكة بتفقد أطفال أهل غزة في مركز الحسين وزيارتهم والجلوس معهم والاستماع لهم والتخفيف من مصابهم وآلامهم فزُرعت في وجوههم الإبتسامة التي فقدوها وأسكنت في قلوبهم الطمأنينة التي اشتاقوا إليها وخففت من آلام أجسادهم بلمسة حنانها ليشاهد الجميع كمية المحبة النابعة من قلب أم قبل أن تكون ملكة بإتجاه أطفال شابت أحلامهم من هول ما لاقوه من عدو جائرٍ لتتجلى هنا حقيقة المحبة الصادقة ولتتضح الصورة للعالم بأن الأردن رسالة سلامٍ واضحة الملامح تدافع عن الإنسانية بثبات فلا تلين ولا تستكين ولا تقبل بأنصاف الحلول .
إن جلالة الملكة التي تبنت الدفاع عن أهل قطاع غزة ومنذ بداية هذا العدوان باتت تشكل حالةً إستثنائيةً في الدفاع عن السلام وحقوق الإنسان والحق بالحياة الكريمة البعيدة عن الإبادة والتي طالت الأبرياء من المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء، فتحدثت بصوت الحق وفعلت بقلب الأم مناديةً برسالة العدل ومطالبةً بوقف الإعتداء الآثم على الإنسانية ليكتمل هنا المشهد بالأردن العظيم وفق إرادةٍ شعبيةٍ وسياسية تعكف على دعم الأشقاء في فلسطين لوقف القتل والتهجير والترويع فجلالة الملك يواصل الليل بالنهار لإيقاف هذا الإعتداء ،وجلالة الملكة تساند الأطفال والأمهات وتدافع عن حقهم بحياةٍ آمنةٍ، وولي العهد يشرف بنفسه على إيصال المعونات الغذائية والدوائية إلى قطاع غزة لنفخر نحن في الأردن بهذه القيادة العظيمة الثابتة على الحق والباقية على عهد الصدق إلى الأبد.