شريط الأخبار
النائب السابق محمد فالح الحجايا يهنئ بذكرى تعريب قيادة الجيش ولي العهد: يا جيشنا يا عربي حسان: نحيي نشامى قواتنا المسلحة الباسلة أسعار الذهب تنخفض محليا الحديد يسحب استقالته من رئاسة الفيصلي المحامي شبلي عبد الهادي القطيش يهنئ الملك والأردنيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الملكة رانيا: اللهم اجعله شهر سكينة للروح والغفران الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بمناسبة شهر رمضان حسّان يهنئ بحلول رمضان ترامب لزيلينسكي: بلادك في ورطة وأنت لا تريد وقف إطلاق النار الملك يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان أسرة مجموعة القلعة نيوز الاعلامية تهنئ بحلول شهر رمضان .. السبت أول أيام رمضان في الأردن.. الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش العربي..محطة مشرفة في تاريخ الوطن ورفعته وازدهاره الفايز: إطلاق الهوية الجديدة لمدينة العقبة خطوة إستراتيجية دول تعلن الأحد أول أيام رمضان (أسماء) الحكومة تثبت أسعار البنزين والكاز وتخفض الديزل 15 فلساً لشهر آذار مصدر حكومي: سيارات الـ BMW للوزراء اشترتها الحكومة السابقة وتستخدم بالتدرج العيسوي يستقبل المئات من وجهاء وأبناء عشائر بني صخر ولوائي الجيزة والموقر توافدوا للديوان الملكي / صور مناطق تسجل درجات حرارة تحت الصفر خلال 24 ساعة الماضية

د. تمارا برو تكتب : الصين لاعب دولي لتحقيق السلام في الشرق الاوسط

د. تمارا برو  تكتب : الصين لاعب دولي لتحقيق السلام  في الشرق الاوسط
تسعى الصين من خلال التشاور مع الأطراف المعنية في الشرق الاوسط إلى تجنب امتداد رقعة الصراع في الجبهات التي تشهد أعمالاً قتالية مرتبطة بالحرب في غزة لحماية المصالح الصينية أولاً، وللظهور كلاعب دولي يسعى إلى تحقيق السلام في العالم ثانياً.
=================

بيروت - القلعه نيوز - كتبت الدكتوره تمارا برو / باحثة في الشأن الصيني

يشهد جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي مواجهات بين المقاومة اللبنانية و"جيش" الكيان الإسرائيلي على خلفية العدوان على قطاع غزة. وقد ارتفعت حدة المواجهات خلال الأيام الماضية مع توسيع "إسرائيل" عملياتها العسكرية لتصل إلى عمق جنوب لبنان من خلال استهداف سيارة في منطقة جدرا شمال مدينة صيدا. وقبل ذلك بأيام، طال القصف الإسرائيلي مدينة النبطية.

لقد جاءت جبهة لبنان لمساندة قطاع غزة ودعمه، وبالتالي فإن الوضع في جنوب لبنان مرتبط بالأوضاع في القطاع؛ فتوقف أعمال القتال في غزة سيؤدي حتماً إلى توقف الهجمات العسكرية بين حزب الله و"إسرائيل"، وهذا ما عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه لمناسبة بوم الجريح، إذ قال: "التهديد والتهويل وحتى شنّ الحرب، كل ذلك لن يوقف الجبهة الجنوبية. توقّفها مرتبط فقط بتوقف العدوان على غزة"، ولكن في المقابل إذا عاودت "إسرائيل" هجماتها على جنوب لبنان، فالمقاومة اللبنانية ستدافع بثبات وعزم عن الأراضي اللبنانية.

الارتباط بين غزة وجبهة جنوب لبنان تجلى مثلاً في الهدن التي تم الاتفاق عليها بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" لإدخال المساعدات وإطلاق الرهائن والأسرى؛ فمع توقف الأعمال القتالية في قطاع غزة، توقفت أيضاً الهجمات بين "إسرائيل" وحزب الله. ومع معاودة الكيان قصفه القطاع، عاد التوتر في جنوب لبنان.

مع بدء الهجمات بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل"، بدأت الأصوات الخارجية تدعو إلى التهدئة وعدم توسع الصراع ليشمل لبنان الذي شهد حركة زيارات كثيفة لمسؤولين أميركيين، منهم أموس هوكستين الذي زار لبنان مرات عدة منذ بدء الأعمال القتالية في جنوب لبنان، ومسؤولين أوروبيين، من ضمنهم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي حذر لبنان من أن "إسرائيل" قد تشن حرباً من أجل إعادة عشرات الآلاف من مواطنيها إلى المنطقة الحدودية، ووزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون. وقد هدفت هذه الزيارات إلى ضمان أمن "إسرائيل" وحمايتها ووقف إطلاق النار على المواقع الصهيونية وإعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة.

الصين من جهتها لم تعلّق صراحة على الأوضاع في جنوب لبنان، ولكنها أعربت مراراً عن قلقها من توسيع الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط؛ فقد أعرب مبعوثها الخاص إلى المنطقة تشاي جيون عن قلق بكين من امتداد الصراع إلى الحدود اللبنانية "الإسرائيلية" والسورية "الإسرائيلية".

تدرك بكين أن التوترات في جنوب لبنان، كما أزمة البحر الأحمر، مرهونة بالحرب في غزة، وأن عمليات المقاومة اللبنانية جاءت بعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف الحرب في القطاع سيتبعه وقف الهجمات العسكرية بين حزب الله و"إسرائيل".

تقوم سياسة الصين الخارجية على حل أي نزاع بالطرق السلمية. لذلك، نراها تدعو دائماً عند وقوع صراع أو نزاع أو توتر في منطقة ما من العالم إلى التهدئة وحل الخلافات بالطرائق السياسية والدبلوماسية من دون استخدام القوة.

منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، دعت الصين إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى التوقف عن ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، واستخدمت مختلف الوسائل الدبلوماسية والسياسية لوقف القتال، وأرسلت مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط للعمل على تهدئة الأوضاع، كما دعت إلى عقد مؤتمر للسلام لحل القضية الفلسطينية.

إضافة إلى سعي الصين للعمل مع الأطراف الأخرى المعنية لمنع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، قدمت بكين المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والنازحين في جنوب لبنان.

ترتبط بكين بعلاقات جيدة مع مختلف الأحزاب اللبنانية، ومن بينها حزب الله الذي يعتبر بكين ذا ثقة ومصداقية، إذ إنها لا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى وتربطها علاقة جيدة بطهران. ولطالما رحَّب حزب الله بالاستثمارات الصينية في لبنان، ودعا إلى التعاون مع بكين؛ ففي أحد خطاباته العام الماضي، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن الصين جاهزة ومستعدة للبدء بمشاريع في لبنان، وهو ما سيحسن الوضع الاقتصادي.

لقد طلب لبنان مساعدة الصين مرات عدة، فإزاء الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يمر بها، طلب عام 2021 مساعدة الدول الصديقة، ومن ضمنها الصين. ولأجل ذلك، اجتمع السفير الصيني السابق لدى لبنان وانغ كيجيان مع المسؤولين اللبنانيين للتباحث في الاستثمارات الصينية في لبنان، ولا سيما في مشاريع البنى التحتية والكهرباء ومعالجة النفايات والطاقة المتجددة.

أما عن الصراع بين "إسرائيل" وحزب الله، فترى الصين أن حزب الله هو حركة مقاومة تدافع عن أرضها. هذا ما عبّر عنه السفير الصيني السابق في لبنان وو تسيشيان عندما اعتبر "أن "إسرائيل هي التي تحتل أراضي لبنانية، وهذا أمر واضح، ونحن ندافع عن مبدأ حق اللبنانيين في حماية سيادتهم"، وأن "مساعي اللبنانيين لحماية بلدهم والحفاظ على سيادته هي مساعٍ مشروعة".

ومنذ أن بدأت الهجمات الإسرائيلية على لبنان، أصدر مجلس الأمن العديد من القرارات التي دان فيها هذه الهجمات، وأصدر قرارات أخرى طلب فيها من "إسرائيل" الانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وحظيت جميع هذه القرارات بموافقة الصين. وفي حرب تموز عام 2006، دعت الصين إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ودانت المجازر التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الشعب اللبناني، وصوتت على جميع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب فيها "إسرائيل" بالتعويض على لبنان من جراء التلوث النفطي الذي لحق بالشواطئ اللبنانية بعد ضرب "إسرائيل" خزانات الجية أثناء حرب تموز عام 2006.

وشاركت بكين في مؤتمر النهوض المبكر للبنان الذي عقد في ستوكهولم عام 2006، وفي مؤتمر باريس 3 المنعقد عام 2007، وقدّمت هبات للبنان بملايين الدولارات، وأدت دوراً مهماً في إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة والذخائر العنقودية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر قوات حفظ السلام الصينية في الجنوب اللبناني.

بشكل عام، لا يختلف موقف الصين تجاه الصراع اللبناني الإسرائيلي عن سياساتها التي تتبعها عادة من الدعوة إلى التهدئة ورفض العنف وحل النزاعات بالطرائق السلمية وإدانة المجازر المرتكبة بحق المدنيين. أمّا المواجهات الدائرة حالياً بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل"، فترى الصين أنها مرتبطة بالحرب في غزة وتوقف الأعمال القتالية في القطاع، الذي يتبعه توقف المواجهات في جنوب لبنان.

من ناحية أخرى، تسعى الصين من خلال التشاور مع الأطراف المعنية إلى تجنب امتداد رقعة الصراع، سواء في لبنان أو اليمن أو غيرها من الجبهات التي تشهد أعمالاً قتالية مرتبطة بالحرب في غزة لحماية المصالح الصينية أولاً، وللظهور كلاعب دولي يسعى إلى تحقيق السلام في العالم ثانياً..

عن - قناة الميادين-