تحسين أحمد التل
تدعي الحكومة الصهيونية المتطرفة أنه لا يحق للفلسطينيين أن يرفعوا السلاح، أو أن يقاتلوا الجيش الإسرائيلي، أو يطالبوا بدولة مستقلة، مثلهم كمثل أي شعب يعيش على وجه الأرض، والقرار الأخير الذي أصدرته الحكومة الحالية، يؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك بأن الصهاينة يرفضون بالمطلق قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، وأنها لن تعترف بها حتى لو اعترف المجتمع الدولي.
الحكومات الصهيونية لا تتحدى المجتمع الدولي فقط، إنما تتجاوز على شرعية وحقوق الآخرين، والحجة الصهيونية تقول إنهم لن يعترفوا بالدولة الفلسطينية من جانب واحد إلا عبر التفاوض، وكأن التفاوض منذ ثلاثة عقود قد أثمر عن نتيجة وفق طموح الشعب الفلسطيني المشروع.
عندما أعلن بن غوريون عن قيام إسرائيل عام (1948)، كان ذلك الإعلان من جانب واحد، واعترف بقيامها الغرب والشرق، ما عدا العرب، لكنها قامت، واستمرت، وبقيت مرفوضة من الجانب العربي والإسلامي حتى التسعينات من القرن الماضي.
نحن نؤيد قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، ويعترف بقيامها المجتمع الدولي، ولو رفضتها إسرائيل، لأن تحقيق هذا المطلب سيؤدي بالنهاية الى اعتراف صهيوني بالدولة الفلسطينية، وإن أي اعتداء على الدولة الفلسطينية القادمة من قبل اليهود سيكون اعتداء على دولة معترف بها من قبل المجتمع الدولي.