القلعه
نيوز – كتب محمد مناور العبادي
عرفتها
منذ ان بدات مرحلة التدريب الصحافي في وكالة الانباء الاردنية - بترا - ...شابة يافعه بريئة في اوائل العقد الثاني من عمرها
.. تنبعث من محياها وكلماتها براءة الطفولة ، ورجاحة عقل الكبار . اذكرانني قلت
لها في اول يوم تدريب لها في -بترا - " لكل امريء من اسمه نصيب، وانت تحملين اسم - وفاء - وهو مايتمنى يتمنى الجميع ان يكون عنوانا
لحياة الناس كلهم وفي كل الاوطان والازمان ، خاصة ان "الوفاء" اصبح عملة
نادرة جدا في ايامنا هذه.
فعلا اصبح
" الوفاء " أمل ،وأمنية، وطموح، وحلم ، لكل انسان سوي في هذا العالم ،
خاصة وانه العمود الفقري لكل الاديان السماوية ،وللانسانيه كلها ،وشرط اساسي للحياة
ولمحبة الله لخلقه..
اذكر ان خجل - وفاء- منعها من ان تعلق على ماقلت الاّ عبر ابتسامة بالكاد تراها . وقالت كلمة واحدة وبخجل جم "شكرا" ..
واذكر
لاحقا انها كانت تتدرب على المهنة بشغف كبيرـ وتستغل كل حواسها لتتقنها، لتكون
وفيّة مع نفسها ، ومع مهنتها، ومع كل من حولها ،حتى تكون انموذجا يحتذى للاخرين، دون
ان تتعمد لتكون كذلك.
اذ كانت" وفاء " ترى ان عليها ان تكرس حياتها لخدمة الاخرين وان تكون وفية لله الذي خلقها ، وللمهنة التي اختارتها ، وللاسم الذي اطلقه عليها اهلها لتحمله في الارض ثم في السماء.
اتقنت - وفاء - المهنة بسرعه قياسيه ،باخلاقها العالية،
ووفائها لمهنتها ، لتكون بقدر ماتفرضه عليها هذه المهنة المقدسه من اعباء وطنية
وانسانية وحياتيه.
اختارت في عملها ان تخدم مجتمعها اولا واخيرا ،ونجحت بسرعه قياسيه ، لتحصل على جوائز مهنية راقيه من جهات غير حكومية ،رغم صغر سنها ، قل من يحصل عليها اخرون ممن عملوا في المهنة سنوات اطول.
كانت وكالة الانباء الاردنيه ، ووفاء " وفاء" لمهنتها ومحبتها لمجتمعها ،رافعه ل "وفاء " لتحصد المزيد من الجوائز وفي جميع المجالات غير السياسيه .تكريما لها لتحقيقاتها الصحافية الميدانيه - وليس من وراء المكاتب -
كان قلم - وفاء - سلاحا تشهره في وجه كل مظاهر عدم الوفاء للوطن وللانسانيه وللبشرية ..فانتصرت للضعفاء ، وحاربت اعداء البيئة ، والانسانيه ، ولكل من يسيء للوطن والمواطن ..وكان هدفها الوحيد من كل ماقامت به من جهود صحافية احترام الانسان والوفاء باحتياجاته في بيئة نظيفه خالية من كل مايمكن ان يؤثر سلبيا على صحة الانسان ،والبيئة ، وحق المواطن وكل من يقيم على ارض الوطن في حياة كريمه ، وبيئة صحية خالية من كل ما يمكن ان يؤثر سلبيا ، على حياة المواطن ومقدرات الوطن..
كانت -وفاء -رحمها الله وفية حتى اللحظة الاخيره من عمرها للمواطن اولا لان الوفاء المواطن، وفاء للدولة ،والانسانيه، بل هو وفاء للا ديان السماوية ، والعمود الفقري لها جميعا ,, ذلك ان الوفاء لله الخالق شرط اساسي للايمان .وهو ماعملت عليه المرحومه - وفاء- ونجحت فيه.
الزميلة الصحافيه المبدعه، الوفيه لمهنتها وقيمها واسرتها وللبشري-وفاء - بقيت وفية لزوجها رحمها الله الذي رحل لملاقاة وجه ربه قبل اشهر قليلة .. فانتقلت الى جوار زوجها ، لتثبت ان الوفاء قيمة لاتعادلها قيمه ار ضية ، لان حجمها اكبر من الارض ومن وما عليها ،ولتكتب في صفحة حياتها جملة تعزز بها تاريخها المهني مفادها :" ان الوفاء قيمة سماوية ،وحق ابدي، ديني ودنيوي ، بل هو اكبر من الدنيا وما ومن فيها وعليها " .
رحم الله الزميلة الوفية -وفاء - التي احبت مهنتها وسخرتها لخدمة الله والوطن والمواطن ، ولتكون انموذجا للاخرين ،في الوفاء ...وعزائي الحار لاسرتها الكريمه التي زرعت فيها اقدس قيمه في الوجود وهي" الوفاء "حين اطلقت عليها هذا الاسم - وفاء - والذي حملته بجدارة وهي على ارض الله - الوطن - وحملته معها الى السموات العلا ، لتخلد الى جانب زوجها ، تكريسا لقيمة الوفاء التي لاحدود لها ..عزائي الحار الى ابنيها " علي ورعد" اطال الله في عمرهما بصحه وعافية وهما شاهدان على وفاء ا لمرحومه والدتهم وهي الى جوار والدهما في جنات الخلد -انشاء الله