فايز الماضي
في هذا الزمن ...ما أقل المنصفين ....وما اكثر الجاحدين .الناكرين لمعروف هذا الوطن وأهله وقيادته ...فمن يُنصف الاردن وقيادته وشعبه وجيشه وأمنه ...هذا الوطن الاسطورة ....الذي لم ينقلب على صديق ...ولم يتآمر على شقيق ...وقدم عن طيب خاطر ..ودون مِنّة .. لفلسطين وشعبها ومقدساتها...ما لم يقدمه أحدُ من العالمين ...وماذا عسى اولئك..الموتورون المشككون...يقولون... في ملكٍ هاشميٍ آثر مرارة المنفى ...وضياع الحكم والعرش... على ان يفرِّط ببضع ذرة من تراب فلسطين الطهور ...وماذا عسى تلك الفئة الناكرة.. الضالة.. المُضلة أن تقول في ملكٍ عربيٍ هاشميٍ ...لاتزال قطرات دمه الطاهر تعانق عتبات الاقصى الشريف...وفي ملكٍ جاب هذا العالم ....وأفنى سني عمره.... مدافعاً ومنافحاً.....عن حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة ..على ارضهم ..وأرض آبائهم وأجدادهم ...ووضع القضية الفلسطينية على أولويات أجندة دول وساسة القرار في هذا العالم ...وماذا سيقول اولئك السذج .. لالآف الشهداء من أبناء جيشنا العربي الأبي ....الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة.. هضاب فلسطين وسهولها ووديانها وأزقتها وحواريها.
والاردن الذي يقف اليوم بحمدالله وحوله وقوته صامداً شامخاً عزيزاً.... رغم شُح الامكانات ..ومحدودية الموارد....وفظاعة التحديات ...ويحتضن وبصدر المحب ..الملايين من ابناء شعبنا العربي الفلسطيني ....في أكبر مخيم لجوءٍ يشهده تاريخنا الحديث ... فقاسموا اهله .. لقمة العيش وقطرة الماء... ووحدة الدم والاخوة والمصير.....لايليق لأيٍ كان أبداً.... أن يتطاول عليه ...او يُنكر عليه فضله ودوره ...أو أن يُدير له الظهر ..وسيبقى باذن الله العلي القدير ... هو قطب الرحى ...والمرجع الموثوق ...والشريك المؤتمن ....شاء من شاء وابى من ابى ... ومع أن قصة نكران الجميل مع هذا الوطن الاردني العزيز ليست بالقصة الطارئة....فقد راهن حالمون وواهمون كثيرون بزوال هذا الوطن العظيم....
وصفقوا لرياح القومية والناصرية والبعثية والتقدمية .....التي سحرت شعوبنا العربية في خمسينيات القرن الماضي ...فذهب الحالمون ..وبقي الاردن ...وفي سبعينيات ذات القرن ...وحين حلم شارون ...ومريديه من امة العرب والاسلام باقامة وطناً بديلاً للفلسطينيين على أرض الاردن الطاهرة ...وحين حاد البعض من العمل الفدائي عن مقصده الشريف ....تحطم ذلك الحلم ....وسقطت
أقنعة المتخاذلين .... واحداً تلو الآخر ....امام عزم الاردنيين وبسالتهم ... من شتى اصولهم ومنابتهم .....وأمام ..حكمة وفروسية ومروؤة القيادة الهاشمية التي أذهلت العالم بأسره....فبقي الاردن ..وذهبوا جميعاً الى جهنم وبئس المصير...
وفي محنة غزة هاشم....وامام هذا العدوان البربري الصهيوني الغاشم ..وأمام صمت هذا العالم المريب ازاء بشاعة مايجري على ارض غزة الصابرة ...لم يشأ الهاشميون أن يقفوا موقف الصامت المتفرج .....ولم يتشبثوا كما تشبث كثيرون بكراسي حكمهم وعروشهم خوفاً وطمعاً...ولم يصمّوا آذانهم ازاء مايجري..فكانوا في مقدمة الصفوف .....وقاد جلالة الملك الشجاع بنفسه .تعضده جلالة الملكة ...وولي عهده الفارس الامين ...حملة دولية اقليمية فاعلة ومؤثرة ...فضحت بشاعة مايجري بحق شعب فلسطين ..على ارض غزة ..وفي فلسطين كلها...وأدار جلالة الملك وحكومته... دبلوماسية شجاعة وشرسة وغير مسبوقة ...أقضّت مضاجع الكثيرين من الخانعين والمتواطئين في هذا العالم ...واستهدفت العديد من مواقع صنع القرار ... دفاعاً عن فلسطين وأهلها وشعبها البطل ... وفي تعاطيه السياسي مع القضية الفلسطينية ..فقد حرص الاردن.. دائماً وابداً....ان يقف الى جانب الشقيق الفلسطيني ..وقضيته العادلة ....ومؤسساته الجامعة المعززة لكينونته السياسية .....ونأ بنفسه أن يقترب من فصيلٍ فلسطيني على حساب فصيلٍ آخر...ومع كل هذه المواقف المشرفة التي تُزينُ سفر هذا الوطن وأهله وقيادته ...لايزال السودايون الظلاميون... المغبونون بحقدهم ....يقبعون في أقبيتهم ينتظرون حلمهم المنشود بخراب هذا البلد.....فأنّى لهم ماينشدون.