شريط الأخبار
القلعة نيوز تهنىء رائد بيك الفايز حين يتحدّث فيصل الفايز فاستمعوا له ؛ الحكمة والإتزان والحرص على الوطن شركة البوتاس العربية ؛ صرح اقتصادي كبير يحظى برعاية ملكية وبجهود إدارة حكيمة السفيرة أمل جادو لنظيرها الإيطالي : ما يجري في غزة إبادة جماعية وفد من حماس يصل القاهرة السبت مندوباً عن رئيس الوزراء..المومني يفتتح مهرجان الأردن للإعلام العربي مساعدة.. يكتب: رسائل ملكية لبناء أجيال تحمل روح المسؤولية والولاء بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية الضمان" يوضح ما يتم تداوله حول تعيين مستشار إعلامي لديها براتب {3500} دينار الحنيفات: الغاء جميع الفعاليات الثقافية والفنية في مهرجان الزيتون تضامناً مع الأشقاء في فلسطين ولبنان قاسم: حققنا انتصارًا كبيرًا وتنسيقنا مع الجيش اللبناني سيكون عالٍ العضايلة يشارك في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول المرأة والسلام والأمن رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أهالي صرفند العمار السفيرة أمل جادو تلتقي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي وتسلمه رسالة مهمتها كممثلة لفلسطين "انديبندنت عربيه" : المعارضة السوريه المسلحه تدخل حلب وتسيطر اليوم الجمعه على اكثرمن خمسين مدينة وقرية في الشمال السوري بتوجيهات ملكية.. رعاية صحية للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها المعيشية مهرجان الزيتون.. نافذة تسويقية ومشهد تراثي ينبض بالحياة الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف حرب الإبادة في غزة شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال لمناطق في غزة والنصيرات

الاب رفعت بدر يكتب بمناسبة مرور ثلاثين عاما على ابرام العلاقات الدلوماسية الرسميه بين الاردن والفاتيكان

الاب رفعت بدر يكتب بمناسبة مرور ثلاثين عاما على ابرام العلاقات الدلوماسية الرسميه بين الاردن والفاتيكان

عمان - الاب رفعت بدر *

تحيي المملكة الأردنيّة الهاشميّة في هذه الأيام مرور ثلاثين عامًا على إبرام العلاقات الدبلوماسيّة الرسميّة مع حاضرة الفاتيكان (أو الكرسي الرسولي). ففي آذار عام 1994، تمّت المصادقة في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال والبابا يوحنا بولس الثاني، على وثيقة إنشاء العلاقات الدبلوماسيّة بين الطرفين الصديقين، رغم أنّ العلاقات كانت دائمًا طيبة قبل هذا الاعلان، وكانت توصف بالعلاقات القائمة على المودّة والصداقة والتعاون.

{clean_title}

وقد تضمنّت في تلك الأوقات وثيقة إعلان من وزارة الخارجيّة الأردنيّة، وكان وزير الخارجيّة في ذلك الوقت هو السيد طلال سطعان الحسن، في حكومة عبد السلام المجالي، وتمّ الإعلان في كل من الجريدة الرسميّة الأردنيّة والصحيفة الناطقة بلسان الفاتيكان Osservatore Romao والتي قالت وقتها بأنّ "الكرسي الرسولي والأردن قد أبرما علاقات دبلوماسيّة سوف تسهم في تقويّة أواصر الصداقة والاحترام القائمة أصلاً بين الطرفين".

وبعد ثلاثين عامًا، نقول بأنّ هذه العلاقات قد تطوّرت بشكل سريع، وتمتنّت من خلال الزيارات المتبادلة التي قام بها جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم الذي زار الفاتيكان في عهد البابوات الثلاثة الذين بدورهم أيضًا زاروا الأردن. فقد زار الملك الحسين الفاتيكان خمس مرات. أما جلالة الملك عبدالله الثاني فقد زار الفاتيكان ستة مرات إلى الآن. ولا ننسى بأنّه قبل 60 عامًا من اليوم قد زار الأردن البابا بولس السادس، ثمّ البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس الذي نحيي في هذا العام 10 سنوات على زيارته عام 2014.

هنالك خصوصيّة بين الدول وحاضرة الفاتيكان، إذ أنّه ليس هنالك تعاون عسكري، بل هو تعاون أولا روحيّ من خلال تعزيز التلاقي والحوار الإسلامي-المسيحي نظرًا لما يمثله الطرفان من ثقل ديني: فالفاتيكان ممثلاً برئيس الدولة، قداسة البابا، وهو اليوم الخليفة الـ265 للقديس بطرس، يمثّل إدارة روحيّة لأكثر من 1.4 مليار مؤمن في العالم، وتسمى كنيسته بالكنيسة الكاثوليكيّة، إلا أن صوته المعنوي وقيمته التعليمية تصل إلى أبعد من حدود من الكنيسة الكاثوليكية لتشمل البشريّة بأسرها.

أما المملكة الأردنيّة الهاشميّة بثقل ملوكها التاريخي والديني، فهي اليوم دولة دينها الاسلام، ولكنها تحتوي منذ أقدم العصور المسيحيية والمسلمين معًا، وهي جزء من الأرض المقدّسة المسيحية، وبالتالي فإنّ أي حبر أعظم كان يزور الأردن كان يقول أنها "رحلة حج إلى الأماكن المقدّسة"، فيبتدىء من الأردن ثمّ يتوجّه إلى فلسطين. ومن ثمار العلاقات الطيبة بين الاردن والفاتيكان، تشجيع الحج المسيحي، من ملايين الكاثوليك في العالم، الى الأماكن المقدسة في الأردن.

ثانيًا إنّ هذا التعاون هو تعاون إنسانيّ، بمعنى الدعوة إلى العدالة والسلام وحقوق الانسان، وبالأخص في التقاء القيم التي يدعو إليها الأردن ويدعو إليها الفاتيكان، وهي أيضًا تعاون من أجل اللاجئين، وقد أشاد البابا فرنسيس مرارًا وتكرارًا بنهج المملكة الأردنيّة الهاشميّة في الضيافة والانفتاح في استضافة اللاجئين وبالأخص من سورية والعراق. كما تمّ عقد العديد من المبادرات المشتركة والمؤتمرات التعاونية، بين دائرة الحوار بين الاديان في حاضرة الفاتيكان، وعدد من المؤسّسات الأردنية الرسميّة، وأهمّها مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، ويتم هذا التعاون من خلال السفارة البابويّة في الأردن والمتواجدة منذ عام 1994. ولكن السفير كان مقيمًا في العراق ويأتـي إلى الأردن، إلى أن تمّ العام الماضي تعيين سفير فاتيكاني مقيم لدى الأردن، وهو في عرف الدبلوماسيّة الدوليّة تطوّر في العلاقات.

وبهذه المناسبة زار الاردن سيادة رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغير، وهو بمثابة وزير دولة الفاتيكان لشؤون العلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، والذي يأتي في وقت ما زال فيه العدوان على غزة، وما زالت الحاجة الإنسانيّة للشعب الفلسطيني المنكوب، لذلك فإنّنا على يقين بأنّ هذه الزيارة تؤكد على الثوابت الأردنيّة والفاتيكانيّة المشتركة، وهي الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري وإيصال المساعدات الإنسانيّة إلى المحتاجين، وكذلك الدعوة إلى حلّ جذري للقضيّة الفلسطينيّة بإنشاء الدولتين، وبالنظر إلى القدس الشرقيّة كعاصمة لدولة فلسطين، والتأكيد على أهميّة الدور الهاشمي في حماية الأماكن المقدّسة في فلسطين.

*رئيس تحرير نشرة " ابونا" الصادره عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن