شريط الأخبار
عشائر الفالوجه تستقبل الدكتور عوض خليفات في مبادرته الرابعة والعشرون بحضور شخصيات من انحاء الوطن في لقاء وطني بضيافة الشيخ محمد الفالوجي .. فيديو وصور وفاة 3 مفاوضين قطريين بحادث سير في شرم الشيخ كلمة السر "ميلانيا".. تعاون أمريكي روسيا لحماية أطفال أوكرانيا وزيرة قطرية : مساعداتنا ستدخل إلى غزة الأحد "الرواشدة" : فلنزرع في قلوبنا بذور المحبة ولنجعل التسامح لغة تواصلنا ماكرون يزور مصر الاثنين دعماً لتنفيذ اتفاق غزة مصر: انعقاد قمة شرم الشيخ الاثنين بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة وزير الخارجية الصيني: كارثة غزة الانسانية تمثل وصمة عار الأردن يشارك في "قمة شرم الشيخ للسلام" الاثنين آل القطيفان وآل القاضي نسايب .... " المجالي" طلب و داودية أعطى معهد الاداره العامة يعقد الجلسة الحوارية الأولى ضمن برنامج الدبلوم الاحترافي الأردن: 25 ألف طن مواد غذائية جاهزة لنقلها إلى غزة القيادة المركزية الأميركية تتابع سير إنشاء مركز تنسيق مدني-عسكري في غزة الرئيس المصري يؤكد ضرورة إعطاء شرعية دولية لاتفاق شرم الشيخ انتشال جثث 116 شهيداً من تحت أنقاض قطاع غزة رئيس "النواب": الأردن ماضٍ بثقة في مسار التحديث الاقتصادي والإصلاح الشامل الأسد في موسكو .. تقرير عن "حياته السرية" مع أسرته 6 لجان نيابية تجتمع الاثنين لمناقشة انتشار الكلاب الضالة السفير الأردني في أوزبكستان يزور بعثة منتخب "الكيك بوكسينغ" وزير العمل يشارك باجتماعات مجلس إدارة منظمة العمل العربية

طارق علاء الدين المحامي معن عبد اللطيف العواملة

طارق علاء الدين   المحامي معن عبد اللطيف العواملة
القلعة نيوز:

و ها قد ترجل نبيل اخر من ثلة فرسان الوطن الذين تتلمذوا على ايدي الرعيل الاول. غيب الموت مدير المخابرات العامة الأسبق معالي الفريق اول طارق علاء الدين، صاحب الصولات و الجولات في الوطنية و الصلابة و اخلاق العمل العام. كان متميزا متفردا. سيرته المهنية حافلة بالشواهد و العبر، فهو مدرسة قائمة بذاتها في مفهوم العمل الامني الرصين الذي يشعر به المواطن من دون ان يراه. مدرسة عنوانها التفاني و التواضع و الايثار. ما اروعك يا ابا الحسن في مرؤتك و تعففك و تفانيك. لقد جعلت من العمل الجاد بصمت ايقونة لم يتقنه غيرك الا قليل من الشرفاء المحظوظين.

كان والدي رحمه الله يحدث اولاده دوما عن القيادة و الادارة في العمل العام. و كان في ذلك يسوق القصة تلو الاخرى عن وقائع رجالات الوطن، و هو شاهد عيان على محطات وطنية هامة. و قد كان طارق علاء الدين من ابطال تلك الروايات المتكررين حيث كان والدي قريبا جدا منه، و قد خدم معه في عدة مواقع مفصلية في دائرة المخابرات العامة . و بعدما تقاعد الاثنان، كنا نزور معالي الباشا في منزله في الاعياد و المناسبات و نستمع بكل شوق و تركيز الى كلامه عن الوطن و مسيرته و تفاصيل الاحداث الجسام التي عملت عليها المخابرات العامة بصمت و تضحية كبيرين. و لم تكن تشعر منه قط - رحمه الله - بغير العزة و الانفه، و الرغبة العميقة في الابتعاد عن الاضواء لان بريقها لا بد ان يزيف الصورة و يشوش على البوصلة.

طارق علاء الدين تاريخ و مسيرة، بطولة و رجولة حقيقيتان. كان نبراسه الترفع عن الصغائر، فقد كان ممن عرفوا حقيقية الارث الاردني الضارب في اعماق التاريخ و ادرك معنى اردن التعدد و التنوع و التسامح. و لم يحفل- رحمه الله- بالمظاهر او المناظر بل كان يعمل بهدوء و تفان فريدين. كان صادقاً مع رفاقه و وفياً لهم. عاش شريفا عفيفا و مات شريفاً عفيفا. ودع الحياة بتواضع و صمت و هو يرى زمان غير الزمان حيث يحتفى بالهوامش و تنسى المتون.

شكلت قيادته للمخابرات العامة مرحلة متميزة في التاريخ الامني الاردني. فقد عمل على ترسيخ المهنية الى ابعد مدى، و اسس لمفهوم الكفأءة كعنصر اولي و محوري للتعيين و الترقية. اهتم ببناء المخابرات كمؤسسة وطنية تقدم للوطن و لا تستنفذ من رصيده. في قيادته، كان يختبر الرجال قبل اسناد المهام لهم. كان يقدر العمل لا الكلام، حيث انه خبر بتجربته ان كثير من الناس لديهم غزارة في الافكار و شح في النتائج.

رحمك الله يا ابا الحسن، و لله درك، حياتك كانت مدرسة في القيادة و الادارة و الايثار، فقلما جاد الزمان بمثلك. في مماتك نستذكر منك العبر و المعاني، و نستلهم مستقبلا يتم فيه اعادة بوصلة العمل العام و الوطني الى مكانها الصحيح. رحمك الله ايها القائد الابي، انت و من سبقك من الفرسان.