شريط الأخبار
كلية الأميرة عالية الجامعية تطلق مبادرة "معًا نجعل كليتنا أجمل" صدام "قوي" بين الأهلي والجيش وشبيبة القبائل على الساحة الإفريقية مصر وقطر تستعدان لصفقة كبرى خلال أيام العثور على أكثر من 200 جثة لمسلحين أوكرانيين في سودجا الفيفا يرشح مصرية لجائزة عالمية.. ما قصتها؟ انطلاق فعاليات "أديبك 2025" في أبوظبي بمشاركة قيادات قطاع الطاقة العالمي زلزال داخل إسرائيل.. اعتقال رئيس "الهستدروت" وزوجته في أكبر قضية فساد صلاح يعلق على "محنة" ليفربول وما يحتاجه لتصحيح المسار بمشاركة محلية وعربية.. "الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل الملك يزور المجلس القضائي ويوعز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء بمشاركة الأردن .. انطلاق الاجتماع السباعي بشأن غزة في إسطنبول سفير الأردن في سوريا يلتقي وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكي مشاريع استثمارية وسياحية جديدة في الطفيلة وعجلون ضمن اجتماعات وزارة الاستثمار بحضور النائب سليمان السعود وعدد من الوزراء رئيس مجلس الأعيان يدعو وسائل الإعلام لحماية اللغة العربية وتعزيز مكانتها وزير العدل يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية بني مصطفى تشارك بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة وزير المياه يبحث وسفيرة الجمهورية التشيكية أوجه التعاون المشترك مطالب عمالية أمام شركة أمنية تتضمن صرف راوتب إضافية للموظفين حملة نظافة في محافظة البلقاء شهيدان برصاص الاحتلال في رفح

طارق علاء الدين المحامي معن عبد اللطيف العواملة

طارق علاء الدين   المحامي معن عبد اللطيف العواملة
القلعة نيوز:

و ها قد ترجل نبيل اخر من ثلة فرسان الوطن الذين تتلمذوا على ايدي الرعيل الاول. غيب الموت مدير المخابرات العامة الأسبق معالي الفريق اول طارق علاء الدين، صاحب الصولات و الجولات في الوطنية و الصلابة و اخلاق العمل العام. كان متميزا متفردا. سيرته المهنية حافلة بالشواهد و العبر، فهو مدرسة قائمة بذاتها في مفهوم العمل الامني الرصين الذي يشعر به المواطن من دون ان يراه. مدرسة عنوانها التفاني و التواضع و الايثار. ما اروعك يا ابا الحسن في مرؤتك و تعففك و تفانيك. لقد جعلت من العمل الجاد بصمت ايقونة لم يتقنه غيرك الا قليل من الشرفاء المحظوظين.

كان والدي رحمه الله يحدث اولاده دوما عن القيادة و الادارة في العمل العام. و كان في ذلك يسوق القصة تلو الاخرى عن وقائع رجالات الوطن، و هو شاهد عيان على محطات وطنية هامة. و قد كان طارق علاء الدين من ابطال تلك الروايات المتكررين حيث كان والدي قريبا جدا منه، و قد خدم معه في عدة مواقع مفصلية في دائرة المخابرات العامة . و بعدما تقاعد الاثنان، كنا نزور معالي الباشا في منزله في الاعياد و المناسبات و نستمع بكل شوق و تركيز الى كلامه عن الوطن و مسيرته و تفاصيل الاحداث الجسام التي عملت عليها المخابرات العامة بصمت و تضحية كبيرين. و لم تكن تشعر منه قط - رحمه الله - بغير العزة و الانفه، و الرغبة العميقة في الابتعاد عن الاضواء لان بريقها لا بد ان يزيف الصورة و يشوش على البوصلة.

طارق علاء الدين تاريخ و مسيرة، بطولة و رجولة حقيقيتان. كان نبراسه الترفع عن الصغائر، فقد كان ممن عرفوا حقيقية الارث الاردني الضارب في اعماق التاريخ و ادرك معنى اردن التعدد و التنوع و التسامح. و لم يحفل- رحمه الله- بالمظاهر او المناظر بل كان يعمل بهدوء و تفان فريدين. كان صادقاً مع رفاقه و وفياً لهم. عاش شريفا عفيفا و مات شريفاً عفيفا. ودع الحياة بتواضع و صمت و هو يرى زمان غير الزمان حيث يحتفى بالهوامش و تنسى المتون.

شكلت قيادته للمخابرات العامة مرحلة متميزة في التاريخ الامني الاردني. فقد عمل على ترسيخ المهنية الى ابعد مدى، و اسس لمفهوم الكفأءة كعنصر اولي و محوري للتعيين و الترقية. اهتم ببناء المخابرات كمؤسسة وطنية تقدم للوطن و لا تستنفذ من رصيده. في قيادته، كان يختبر الرجال قبل اسناد المهام لهم. كان يقدر العمل لا الكلام، حيث انه خبر بتجربته ان كثير من الناس لديهم غزارة في الافكار و شح في النتائج.

رحمك الله يا ابا الحسن، و لله درك، حياتك كانت مدرسة في القيادة و الادارة و الايثار، فقلما جاد الزمان بمثلك. في مماتك نستذكر منك العبر و المعاني، و نستلهم مستقبلا يتم فيه اعادة بوصلة العمل العام و الوطني الى مكانها الصحيح. رحمك الله ايها القائد الابي، انت و من سبقك من الفرسان.