العين د. عاطف عوده الحجايا
غزة في ضمائرنا عزة وكبرياء ومعاناه أهلها وجع يدمي القلب ويفطر الفؤاد وغطرسة المحتلين إمتهان لقيم الحق والعدالة والإنسانية ولعل توحد الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم نصرة لغزة وأهلها وفلسطين وقدسها موقف يرتقي إلى مضامين الرفعة والرجولة والإنتماء وتحد لصلف
الصهاينة ومحاولة التهجير .
لقد قاد جلالة سيدنا معركة دبلوماسية سياسية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية والتي تجسد موقف الأردن التاريخي الثابت قيادة وشعب تجاه الأشقاء في فلسطين والدفاع عن حقوقهم الوطنية المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وكلنا فخر وإعتزاز بما حققته الدبلوماسية وما اتخذته من إجراءات بقيادة وتوجيهات جلالة سيدنا من خلال خطاباته بالمحافل الدولية وجولاته الخارجية وإتصالاته مع قادة دول العالم والتي تركز على حشد الدعم الدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزه وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع بشكل دائم وكاف وضرورة إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأن الموقف الأردني الرسمي إتجاه الحرب على غزه إنسجم مع الموقف الشعبي وهذا ساهم في تمتين الجبهة الداخلية والحفاظ على تماسكها، وإن الأردن القوي هو الأقدر على دعم القضايا العادلة لأمتيه العربية والإسلامية.
لقد شهدنا خلال الأيام الماضية مسيرات تضامنية مع إخواننا في قطاع غزة وقد تماشت هذه المسيرات الرافضة لهذه الحرب الهوجاء مع الموقف الرسمي إلا أن بعض المشاركين في تلك المسيرات تجاوزوا حدود الاحتجاج السلمي والتعبير عن الرأي وشهدنا بعض الهتافات التي تجاوزت الحدود وبعض الممارسات والتصرفات المسيئة بحق رجال الأمن العام والتي لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن أخلاق وتربية الأردنيين وأننا نؤكد على رفضنا القاطع والمطلق لكل محاولات التحريض من أي جهة كانت داخلية أو خارجية وتقول لهؤلاء أن الوطن الذي نرتوي من حياضه ويعانق أرواحنا عبق ترابه الطهور له الحق في أعناقنا والأمانة العظيمة أن يبقى كريماً قوياً عزيز في ضل قيادتنا الهاشمية المظفرة وشعبه الشجاع وجيشه المقدام درع الوطن وأجهزته الأمنية الساهرة على أمنه واستقراره وأن أمنه وسلامته ومقدراته ومنجزاته هي خط أحمر أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين.
نقف بكل قوة وثبات مع جلالة الملك ومع مواقفه المشرفة ومع جيشنا العربي ومع أجهزتنا الأمنية في وجه أي عابث أو حاقد من أي جهة كانت داخلية أو خارجية تحاول تعكير صفو الأمن والنظام في وطننا العزيز .
حمى الله الأردن بلد الهاشميين الأحرار الذين سطروا بأحرف من نور مواقف يشهد لها التاريخ مع كل الدول الصديقة والشقيقة.
حمى الله الأردن بلد الأحرار الصادقين الذي كانت مساحته الصغيرة مكاناً فسيحاً لكل التناقضات الإقليمية والعربية بدون أن يؤثر ذلك على صدق عروبتنا ونخوتنا. حمى الله الأردن بلداً شامخاً عزيزاً قوياً بقوة قيادتنا الهاشمية المظفرة.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته