أنا الأردن...
القلعة نيوز:
كتب تحسين أحمد التل: يُعد الشماغ الأردني الأحمر؛ رمز من الرموز الوطنية، شأنه شأن شجرة الملول الأردنية (البلوط)، والعصفور الوردي الأردني، وزهرة السوسنة الأردنية السوداء، وهي رموز وطنية أردنية عظيمة، ضاربة في عمق التاريخ والحضارة.
أصل الشماغ الأردني، وبكل بساطة مأخوذ من ألوان العلم الأردني، وتحديداً من اللون الأحمر (السهم) الداخل في عمق اللون الأبيض، أما بقية الألوان: الأسود، والأخضر فهما كبقية ألوان الأعلام العربية وربما الأجنبية، لكل لون رمزية معينة، وهذه الألوان استخدم بعضها في علم الثورة العربية الكبرى، كما أن لها دلالات كثيرة وردت على ألسنة الشعراء.
هذا أولاً، ثانياً؛ استخدم المواطن الأردني قديماً؛ أغطية متعددة للرأس، منها: الأشمغة العثمانية الملونة، ومنها الأشمغة الخضراء، والعُقل المربعة، والمقصبة باللون الذهبي، وبعد إسقاط الخلافة في تركيا؛ استخدم المواطن العربي والأردني بالذات القلبق التركي، أو (القلابق) التركية، وهي أغطية لونها أسود مصنوعة من الصوف أو القطن، تيمناً بما كان يستعمله الأتراك بعد انهيار الدولة العثمانية.
ثالثاً؛ استخدم المواطن الأردني (القضاضة) البيضاء، وهي مربعة الشكل ثقيلة القماش، تطوى كالشماغ، ويوضع عليها العقال الأسود، وقد سادت وانتشرت بين أبناء الشعب الأردني، وظلت تُستخدم حتى يومنا هذا، وأذكر أن والدي وغيره من رجالات البلد، كانوا يرتدون (القضاضة) البيضاء باستمرار بالإضافة الى الشماغ الأحمر.
عندما نتحدث عن الشماغ الأردني كرمز وهوية وطنية، نحن نعني ما نقول، ونصر على أن الشماغ الأحمر هو رمز وطني شريف، ومقدس، وثمنه عند من يقدره أغلى من الذهب، نحن نتحدث عن قيمة لا يقدرها إلا أبناء الوطن، الذين يؤمنون بأن الشماغ الأحمر متفرد في رمزيته؛ مثله كمثل العلم الأردني، ورمزية المنسف الأردني، وشجر الملول، والسوسنة السوداء، والعصفور الوردي، والبترا، ووادي القمر، وجرش، وفيلادلفيا، وأرابيللا، وغيرها الكثير الكثير من الرموز والآثار التاريخية التي نحافظ عليها نحن أبناء الوطن الأردني منذ آلاف السنين، رموز متشابكة خاصة بالمواطن، لا يوجد لها شبيه في الدنيا كلها...
معروف عن الشماغ الأردني أنه مرتبط بغضب المواطن الأردني، فإذا غضب؛ عمل على (طق اللصمة)، وهذا يعني أنه ارتدى الشماغ ووضعه على فمه وأنفه حتى لم يعد يظهر من وجهه سوى العينين، مما يعني أن الغضب وصل الى أعلى مرحلة عند الأردني، ويقال أيضاً أن الأردني إذا ارتدى الشماغ بالمقلوب فإن هناك أمراً عظيماً استدعى ذلك، ويتعلق بالثأر، أو عدم السكوت على الباطل، والأردني الذي يرتدي الشماغ بالمقلوب هو (طالب ثأر)، وأنه لا ينسى ثأره؛ طال الزمان أم قصر...
أما إذا ارتدى جنود الجيش الأردني الشماغ بالمقلوب مع (طق اللصمة)، فذلك يعني أن للصبر حدود، وأن من يمس أمن الوطن والمواطن سيكون الرد عليه حاسماً وحازماً وشديداً، وستُقطع اليد التي تتطاول على وطننا وأرضنا وشعبنا...
هذا هو الشماغ الأردني بكل بساطة، والله يسعد الأردن والأردنية ...