شريط الأخبار
الملك في وسط البلد مذكرة نيابية تطالب برفع "عادل" لرواتب العاملين والمتقاعدين في موازنة 2026 النائب رائد الظهراوي يشترط زيادة الرواتب وتثبيت العمال قبل التصويت على الموازنة إردوغان: حماس عازمة على التزام تطبيق وقف إطلاق النار في غزة الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار.. إصابات وقصف على خان يونس وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري بشأن غزة في إسطنبول اليوم الشيباني: لا نسعى لأن تشكل سوريا تهديدا لأي بلد وزيرة الخارجية البريطانية تزور الأردن وتدعو لزيادة إدخال المساعدات لغزة لجنة في الكنيست تقر مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين إغلاقات في محيط مجلس الأعيان بعد الإشتباه بحقيبة النواب يقر صيغة الرد على خطاب العرش شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال والمستوطنين في نابلس والخليل القطاعات الإنتاجية تنتعش والبنوك تقود النمو ... بورصة عمّان مرآة التحول الاقتصادي في الأردن الأعيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش الأردن يرسخ مكانته مركزا إقليميا لصناعة الألعاب الإلكترونية هيئة الإعلام تعمم بحظر النشر بقضية موظف دائرة الآثار العامة النائب الرياطي يسال رئيس الوزراء عن نقل مدربي محطات المعرفة الاميرة أية بنت فيصل تحضر مباراة كرة الطائرة بين الأردن وهونغ كونغ في بطولة آسيا للناشئات ( صور ) الهيئة الخيرية الأردنية توزع وجبات طعام ساخنة و1000 طرد غذائي في قطاع غزة منتدى التواصل الحكومي يستضيف أمين عام وزارة التربية والتعليم

العزة يكتب : المواقف السياسية بين الشعبوية العشوائية والواقعية الوطنية .

العزة يكتب : المواقف السياسية بين الشعبوية العشوائية والواقعية الوطنية .
د محمد العزة

ما زلنا نعيش هذه الأيام تحت وطأة العدوان الصهيوني الوحشي و هجمته البربرية على شعبنا في قطاع غزة والضفة ، التي لم تفرق مابين حجر وبشر ، ومع شهادات و صور للقتل والمجازر التي أقترفها و يقترفها العدو الصهيوني بحق الأطفال الرضع والنساء والشيوخ المدنيين الآمنين في بيوتهم ومراكز الايواء للنازحين الهاربين من شدة القصف والموت والدمار من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد ، وجد ضمير الرأي العالمي والإعلامي الدولي وبعض الإعلام العربي نفسه أمام صدمة إنسانية وحالة و قضية خالفت جميع الشرائع و القيم الأخلاقية ومفاهيم الحرية والديمقراطية ، وكشفت زيف تلك العناوين التي كانت تفتخر بها الدول الغربية و تسوق دعايتها لدى الهيئات والمنظمات الاممية ، كل هذه التناقضات و الازدواج في المعايير ، اوجد و أنشأت بيئة حاضنة ولدت قناعة لجيل الشباب داخل الجامعات الأمريكية والأوروبية ويدفعهم للتضامن مع القضية الفلسطينية والتعرف اكثر على حقيقة وتفاصيل السردية التاريخية لها ، فوصلوا إلى ماهو مفاده أن عليهم واجب بالوقوف والانحياز إلى الشرعية وتولي الدفاع عن القضية الفلسطينية وشعبها ، ليس من باب ما توليه مسؤولية البحث عن الحقيقة و ما تمليه المشاعر الإنسانية فقط ، بل دفاعا أيضا عن مستقبلهم و عن أرث ديمقراطيتهم و مستقبل الأجيال القادمة ، بأن ينعموا فيها و يحافظوا على سقف الحريات و ممارسة المواطنة ، و حق ثقافة المحاسبة للمسؤول ليبقى ضمن خط و نهج سياسات الدولة التي تقع على عاتقها تأمين ادواتها وتحقيق نتائجها ، وجاءت ثمار هذا النشاط السياسي الإنساني من هذا الجيل الشاب الواعي على شكل نشوء حركة تضامن عالمية فنية ثقافية اقتصادية سياسية ، شارك فيها مئات من الدبلوماسيين والنواب وأساتذة الجامعات والمثقفين والممثلين العالميين ، وحضور معاناة الشعب الفلسطيني في المهرجانات والفعاليات بل امتدت إلى حد اعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية ، الأمر الذي فرض واقعا سياسيا مفاجئا لحكومة الكيان الصهيوني المتطرف ومن يدعمه من القوى العالمية ، ليقدم الشباب الأوروبي الواعي سياسيا وثقافيا نموذجا على قدرة الكلمة وادوات الثقافة والفن على تغير وتشكيل الرأي العام الشعبي والرسمي ضمن حدود الواقع ومساحة المنطق والمعقول ، بالمقابل فأن الاردن بقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه العظيم قدموا من بداية الأحداث والعدوان على غزة أنموذجا من الموقف السياسي والدبلوماسي والشعبي القوي والصادق ، حيث كان الموقف الأردني الرسمي هو الاقوى والاقرب و الأصلب في مقاومة ورفض العدوان الصهيوني ، وداعما لشعبنا الفلسطيني والمطالبة بحقوقه المشروعة ، مقارنة مع مواقف دول الجوار العربية والإقليمية ، التي اقتصر دورها في الشجب والاستنكار ، بينما لم يتأخر الاردن في تقديم ماهو كل متاح في سبيل كسر الحصار على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع ، فكانت الخطابات الملكية السياسية الاعلى صوتا والاكثر صدى لدى عواصم صنع القرار ، وكانت الدبلوماسية الأردنية الاكثر حركة و صراحة في شرح و تشريح صورة و حقيقة الصراع ، لتأتي الانزالات الجوية الأردنية و تكون الاولى في كسر الحصار و الوصول لاطفال وشيوخ غزة ، والمستشفيات الميدانية الأردنية الاولى في تضميد جرحى غزة بالرغم استهدافها ، عدا عن المسيرات اليومية التي شاركت فيها جميع القوى الوطنية و حصار سفارة الكيان الصهيونية ، وأصبحت حالة النشاط السياسي المتضامن الذي يتبنى المشاركة والتشاركية ما بين واسع الطيف السياسي الأردني ، عنوان حال نعيش واقعه ، لكنه عنوان لم يرق للبعض وخاصة من أئمة مذهب الشعبوية السلبية ، العاشقة للسيطرة والسطوة المتفردة التي يتخد أصحابها المصالح الخاصة قبلة لهم ، ويخوضوها سبيلا تمهد لهم الطريق لغاياتهم وأهدافهم و مصالحهم وتخدم سياساتهم وفكرهم وتطبق نهجهم ، وظهرت شعارات الاتهام والتشكيك و التقصير والظن بالسوء بالوطن الاردني ، وأقيمت موازين المزاودة وقياس وزن ثقل المواقف وأيها أكثر تشددا بمعيار الشك والشتم لإثبات الصدقية ومصداقية التعبير عن هذا الحراك السلبي ، لتنتقل حمى الشعبوية السلبية إلى جامعاتنا وانتخاباتها ، وبدلا من أن تظهر القوائم الحزبية السياسية البرامجية ، ظهرت القوائم التقليدية ممثلة بتيارات القوى الدينية السياسية والقومية تحت تحت غطاء ادعاء الاكثر اخلاصا للقضية والاكثر حرصا على صون القدسية ، والتيار الآخر ممثلا بالقوى العشائرية مع امتلاك ميزة الأفضلية من حيث تنوع المشاركة والائتلاف كأطياف حزبية الذي سقفها أعلى في مساحة تمثيل الثقافة الفكرية والسياسية ، التي نأمل العيش فيها ونعبر بعفوية وفطرة سليمة قوامها سلامة القلب وطيب اللسان وبوصلتها الإجماع على المصلحة العامة.
الفئة التي تعتمد في تحقيق مصالحها الشخصية على الشعبوية واصنافها سواء كانت ذات صفة دينية او أجتماعية عشائرية أو مناطقية وتوظفها للوصول على اكتاف العميان من معتنقي الشعبوية المتعصبة للفئة التي تنتمي لها هذه الفئة لن تحقق الا المزيد من التشتت والاختلاف على الأهداف، وتشتيت الجهد للوصول للمصلحة الوطنية العليا والتي تتمثل في وحدة الجبهة الداخلية والتشاركية في بناء وحماية الدولة واحترام سيادة القانون والدستور والسير نحو المواطنة والحداثة بما يحقق كرامة ورفعت مستوى المواطن و الوطن الاردني ، الذي نرى مستقبله واقعا اقوى عماده شبابا وشعبا و مجتمعا واعيا ، حاميا لوطنه و مدافعا عن قضاياه و قضايا أمته ، و في مقدمتها قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية ، دفاعا صادقا واقعيا حقيقيا بعيدا عن النفاق والرياء والعباءة العشوائية و الشعبوية المضللة ، هل نستطيع ؟
نعم نستطيع .