م. عدنان السواعير
بعد صدور مذكرة الاعتقال بحق رئيس وزراء حكومة الاحتلال المجرم نتنياهو، هناك محاولات جارية حالياً لتقديم نتنياهو كبش فداء في سبيل إنقاذ دولة الكيان ، فقد توافق الكثيرون من المؤثرين اليهود الأوروبيين والذين يسيطرون على مفاصل الإعلام في القارة العجوز ان الحل الأفضل هو عدم التعنت وعدم القيام بالدفاع عن المجرم وإنما العمل الأفضل هو التخلي عنه والمطالبة باعتقاله ان جاء إلى أوروبا وعدم الدخول بمغامرة الدفاع عنه، لا بل ذهبوا ابعد من ذلك وأنه يجب التوضيح للأوروبيين بان هذا المجرم لا يمثل الكيان وهو شيء واسرائيل هي شيء آخر.
لم تأتي هذه الخطوة من فراغ، فبحسب رأي اغلب هؤلاء الإعلاميين اصحاب الخبرة بالإعلام الأوروبي ان هذا يجب ان يكون الموقف الأوروبي وسيعملون على ان يكون كذلك وليس من الصعب عليهم ان يصلوا لذلك. فقد وصلت أمور المجرم نتنياهو لدرجة من الصعوبة بمكان تبرئة ساحته لذلك على الأقل وهم يعملون على تبرئة دولة الاحتلال ولا يجب الخلط بينها وهذا المجرم سيتم تغييره والمهم هو ان تبقى المؤازرة لدولة الاحتلال، هذا ما يعملون عليه وإذا علمنا عن اللوبيات التي تدور بفلكهم فلن يكون من المستصعب ان يحققوا ما يريدون.
هذا التمييز من الممكن ان يكسب تعاطف الأوروبيين، التضحية بنتنياهو بهذه السرعة من إعلاميين كانوا ليوم امس يصدحون ويدافعون عن حق العدو بالدفاع نفسه هي عملية محسوبة وقبل ان تنكسر الجرة حولهم نهائياً حسب حساباتهم، سمعة اسرائيل وصلت لادنى المستويات وهم بهذه الطريقة يحاولون ان يبقى من التأييد لهذا العدو الغاشم.
نحن بالمقابل ماذا فاعلون؟ يجب ان نملك خطة عكسية ضد من يبدأ هذا الترويج في القارة الأوروبية، يجب التوضيح أن هذا المجرم إنما يمثل اليوم أغلبية الكيان الاحتلال بحكومته وبجيشه الذين لم يتراجعوا ولم يفكروا ولو للحظة واحدة عن خطتهم بإبادة الشعب الفلسطيني او تهجيره من أراضيه وبأن اسرائيل هي دولة احتلال ولا يمكن للسلام ان يبنى دون الاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني ببناء دولته المستقلة.