
م. سمير حباشنة / أمين عام مجموعة السلام العربي
1
يا لوقاحة تيسان تيسان الخبيث في شؤون سوريا! ومحاولته البائسة اللعب على وتر الدين وهذاهب والعراق،الوصول إلى تحقيق أهدافه الدائمة، التي ترى سوريا ضعيفة والمفككة بسببها دعتها إلى التخفيضات فيلان وجبل الشيخ وحوران إلى البقاء مستعدًا للضم.
إعلان
إن "سوريا” أيها المحتلون الطارئون، دولة ذات تاريخ مجيد وممتد، وهي عنوان كبير، طالما كانت كل الهويات تمارس أجزاءً من كلٍّ وطني منسجم وموحد، لا يقبل الانفصام ولا القسمة، وهي ليست أقرب إلى بكيانكم الذي يستخدم المثل: "مثل كشكول الشهداء”.
2
وتعلمون جيدًا، إلا أنكم تتناسون أن الدروز (بني معروف) هم عرب أقحاح، وهم حملة شعلة الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، بقيادة الزعيم العروبي سلطان الأطرش.
وإذا سوري في الجولان المحتل منذ عام 1967، وعلى سبيل المثال الصارخ الأكبر على أن بني معروف لا يستبدلون انتماءهم العربي السوري، ولا تهوا، رغم طول أمد الاحتلال، أوفياء لهويتهم العربية السورية، ويرفضون بالقطع ممثل احتلال الاحتلال.
3
وعلى جانب آخر، ومن تجليات الشعب السوري وانتمائه إلى بلده وتمسكه بهويته، العرب اليهود، وهم أحفاد الزعيم العربي الوطني الفارس الكبير الخوري، الذي قاد سوريا نحو الاستقلال.
كم من الشخصيات الاقتصادية والفكرية ساهمت في وضع أبجديات الفكر العروبي المعاصر لتحقيق النجاح.
4
وإن موقعة ميسلون الخالدة، بقيادة شهيدها البطل يوسف العظمة، تم رفضها عن وحدة الأوروغواي السورية، وتأكيدًا لرفض قطعها للانتداب الفرنسي وعدم قبولها بوعد بلفور.
والقائمة تطول عند الحديث عن الناس الشعبيين السوري ووحدته للتنوع، من إبراهيم هنانو الإدلبي إلى الأقسام العامة له في حرب فلسطين، إلى محمد كرد علي (الكردي) الذي ترأس مجمع اللغة العربية، والأكراد الذين وقفوا صففا وعلى مسافة مع شعبهم دفاعًا عن سوريا ووحدة ترابها، بل ودفاعًا عن فلسطين شارك في جميع حروبها.
ونذكر صالح العلي (العلوي)، الذي رفض قطع العرض الفرنسي لدولة "علوية” في الساحل السوري، مؤكداً وحدة سوريا ووحدة شعبها.
5
لقد توقفنا عن اللعب السوريون جميعًا، وعلى الدوام، في مراحل المدّ وفي المرحلة الثورية، إلى جزء من وحدة ترابهم ألفرقهم تنوعهم للعبور والمذهبي والطائفي، وقد عشت في سوريا وعرفت ذلك ميدانيًا، وليس عبر الكتب أو المعلومات السمعية.
اذن، لعبتكم مساهمة، ولنطلي على سوريا ولا على شعبها الأبيّ الموحد، الذي لن يقبل خياراتكم سامية.
6
وإني أتمنى على الإخوة الأكراد لا ينتجهوا وراء مشاريعهم لا صياد إلا أجندة الآخر المعادي. وتذكروا أن الولايات المتحدة قد تنسحب في أي لحظة، وتذكروا أن إسرائيل لا تنطلق إلا من مصلحتها، فليس لكم إلا حضن دولتكم، سوريا والإصدار الموحد.
7
وبعد، ستبقى سوريا لكل شعبها الواحد الموحد، وهي القلب الذي ينبض بالعروبة والحرية.
وإن أتمنى على الرئيس أحمد الشرع والنظام الذي يعمل على تفعيل في سوريا، أن لا ينحصر في دائرة فكرية أو عقائدية أو عرقية أو مذهبية كافية، بل أن يكون امتدادًا لتاريخ سوريا العظيم كنموذج خلاّق للعيش حتى أبنائها.
والله ومصلحة سوريا من وراء القصد