شريط الأخبار
الوزير الأسبق قفطان المجالي: الأردن قوي بقيادته الهاشميه ووحدته الوطنيه وتماسك شعبه فعاليات عجلونية تشيد بمواقف الملك والأجهزة الأمنية بمواجهة التحديات الإمارات: لا استقرار بالمنطقة دون حل الدولتين فاعليات تؤكد اعتزازها بجهود الأجهزة الأمنية في إحباط المخططات الإرهابية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الشمالية وزير الداخلية يكشف عن خطوات سهلة لإصدار الشهادات عبر تطبيق سند "الأونروا": الحصار الإسرائيلي الراهن على غزة الأشد منذ بدء الحرب منتدون يؤكدون دور القيادة الهاشمية في تعزيز الأمن بالأردن الأمن العام : القبض على خمسة مديري حسابات تُثير الفتنة والنّعرات العنصرية ، والادّعاء يقرر توقيفهم جميعاً الأردن يحتفي بيوم التراث العالمي ويؤكد التزامه بحماية الإرث الثقافي والإنساني وزيرة السياحة تشارك صانعي محتوى صينيين جولة بمدينة جرش الأثرية الصفدي: الوصاية الهاشمية حافظت على هوية القدس الأمن العام: جولات للتوعية بالتنزه الآمن والاحتفاء بيوم العلم الأميرة غيداء طلال : سررتُ كثيراً بلقاء الطفل الرائع" أمير" في مركز الحسين للسرطان 24 شهيدا جراء قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة السفير الباكستاني يؤكد عمق العلاقات الأردنية مع بلاده شهيد في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا الجذعية انتعاش أصول الأسواق الناشئة وسط تقدم محادثات التجارة أجواء دافئة في أغلب المناطق اليوم وغدا

التراث المغاربي والشمال إفريقي بين المحلية والجذور العربية

التراث المغاربي والشمال إفريقي بين المحلية والجذور العربية
القلعة نيوز - يعد التراث المغاربي في شمال إفريقيا، الذي يشمل المملكة المغربية، الجزائر، تونس، موريتانيا، وليبيا، من أغنى التراثات الثقافية في العالم. ويروي الدكتور هاشم عبدالسلام أنّ هذا التراث هو ثمرة تفاعل الحضارات العربية، الأمازيغية، الأندلسية، العثمانية، والإفريقية. على الرغم من التنوع الثقافي بين هذه الدول، إلا أن ثمة قواسم مشتركة بارزة تجمع بين هذه الشعوب، تجعل من التراث المغاربي نسيجًا متجانسًا يعكس العمق التاريخي والجذور العربية لهذه المنطقة.
وقال د هاشم ان دول المغرب الكبير في العديد من التقاليد الشعبية مثل الأزياء، المأكولات، الفنون، وطقوس الحياة اليومية. على الرغم من الخصوصية الثقافية لكل دولة، إلا أن هناك تشابهًا لافتًا في العديد من العادات والاحتفالات التي تجسد التراث المشترك بين هذه البلدان.
وذكر ان المغاربة، والجزائريون والتونسيون يشتركون في ارتداء الجلباب، البرنوس، السفساري، والجبة، وهو ما يعكس تأثيرات عربية وأمازيغية وأندلسية. بينما موريتانيا تميزت بارتداء الملحفة والدراعة. ورغم التنوع، يبقى هذا اللباس بمثابة هوية ثقافية تربط بين شعوب المنطقة.
وبعد الحمام المغربي جزء أساسي من التراث الشعبي في المنطقة المغاربية، ويعتبر من الطقوس الاجتماعية والصحية التي تميز هذه المنطقة. الحمام المغربي يشتهر باستخدام الصابون البلدي، الطين الغسولي، الليفة المغربية، والزيوت الطبيعية. نجد أن الحمام الجزائري تأثر بالتصاميم العثمانية، والحمام التونسي معروف باستخدام العطور والطين الأحمر. وقد اهتمت الكاتبة الدكتورة نزهة الإدريسي في كتابها بتوثيق تاريخ الحمام المغربي وأبعاده الصحية والاجتماعية، مشيرة إلى دوره في الحفاظ على التقاليد الاجتماعية.
و يعتبز المطبخ المغاربي أحد ألوان التراث الذي يبرز التفاعل بين الحضارات. نجد أن المغرب، الجزائر، وتونس يشتركون في أطباق مثل الكسكس، الطاجين، المثوم، بينما تتميز موريتانيا وليبيا بأطباق ذات طابع صحراوي مثل المشوي، المرق التقليدي. يعتمد المطبخ المغاربي بشكل أساسي على البهارات الطبيعية، زيت الزيتون، الحبوب، واللحوم، ويعكس ثقافة شعوب المنطقة وحضورهم في الحياة اليومية.
ومن أبرز مظاهر الأدب في المنطقة المغاربية هو الشعر الشعبي، الذي يتخذ أشكالًا متعددة في الدول المختلفة. نجد في المغرب والجزائر شعر الملحون، وفي تونس وليبيا المالوف، بينما في موريتانيا يُعتبر الشعر الحساني أحد أهم الأنواع الأدبية. تتنوع أساليب هذه الأنواع الشعرية، لكنها تشترك في استخدام الشعر كوسيلة للتعبير عن الحياة اليومية، والبطولات، والهويات الثقافية.
وتتأثر الموسيقى الأندلسية بشكل رئيسي في المغرب والجزائر وتونس كما نجد ألوانًا موسيقية فريدة مثل الحوزي في الجزائر، والطرب الغرناطي في المغرب، والمالوف في تونس وليبيا. أما المسرح المغاربي فقد تأثر بشكل كبير بالتقليد العربي والإفريقي، مع بعض التأثيرات الغربية التي طغت على مسرح تونس والمغرب. الموسيقى والفن لا يقتصران فقط على الأداء، بل يُعتبران وسيلة لتمجيد التراث والهوية الثقافية.

ولعب التصوف دورًا مهمًا في المنطقة المغاربية، خاصة من خلال الطرق الصوفية التي انتشرت في المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا، وليبيا. تعد الطرق الشاذلية، القادرية، والتيجانية من أبرز المدارس الصوفية التي أثرت في حياة شعوب المنطقة، سواء على المستوى الروحي أو الاجتماعي. لعبت هذه الطرق دورًا مهمًا في نشر الإسلام وتعزيز القيم الأخلاقية بين الناس، حيث كان التصوف حلاً لبعض مشاكلهم النفسية والاجتماعية.

ويظل التراث المغاربي في شمال إفريقيا جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية والإسلامية الجامعة. فمن خلال تنوع العادات والتقاليد، والفنون، والموسيقى، والتصوف، نجد أن الشعوب المغاربية قد حافظت على التراث المشترك رغم اختلافات بيئاتها وظروفها. هذا التراث الغني يعكس تفاعل الثقافات وتمازجها عبر العصور، مما يجعل من المنطقة المغاربية نموذجًا مميزًا للتعايش والتكامل الثقافي.