شريط الأخبار
السفير الخطيب يقدم أوراق اعتماده لرئيسة مقدونيا الشمالية وزير الأوقاف: تفويج الحجاج الى عرفات مستمر حتى منتصف الليل عروض "الدرون" تزيّن سماء عمّان مساء الخميس مدير الأمن العام يقلّد كبار الضباط رتبهم الجديدة وفد نيابي يشارك بمؤتمر العمل الدولي في جنيف الرواشدة : الهيئات شريك أساسي بتطوير الصناعات الثقافية في لواء بني كنانة رئيس الوزراء يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع سلطان عُمان بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى مندوبا عن الملك وزير التربية يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية يوم عَرَفة.. دعوات بأن يحفظ الله الأردن وينهي مأساة فلسطين وغزة الدفاع المدني يتعامل مع 1485 حادثاً متنوعاً خلال 24 ساعة "العمل" : تمديد فترة استفادة العمالة السورية من الإعفاءات العيسوي يلتقي وفدا من جامعة عمان العربية وشبابا من محافظة الكرك الملك يغادر إلى إسبانيا في مستهل جولة عمل أوروبية رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير الصيني في عمان الملك يستقبل وفد منظمة "الفاو" ويتسلم ميدالية أجريكولا الملكة: ما أشبه اليوم بالأمس الإفتاء: عدم جواز ذبح الأضاحي في الساحات العامة والشوارع إسرائيل تستهدف سطح مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح السماح باستيراد عدد من السلع الصناعية من سوريا

بني عطا يكتب : إخراج الإعلام الأردني من القمقم

بني عطا يكتب : إخراج الإعلام الأردني من القمقم
اسعد بني عطا
أكدت ( وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية ) بمديرية الأمن العام في أكثر من مناسبة تمكنها من متابعة وتحديد حسابات يقوم منشؤوها بنشر محتويات تثير الفتنة والنّعرات العنصرية ، والأخطر كان تجاوز عدد حسابات التواصل الاجتماعي التي تحرض على الأردن منذ بداية عام ( ٢٠٢٥ ) حوالي ( ٣٠٠٠ ) حساب ، يستخدم بعضها كأدوات لدول وتنظيمات " إرهابية " ، يأتي هذا في الوقت الذي استحوذت به منصات التواصل الاجتماعي على حصة الأسد من سوق الإعلام في ظل انسحاب الإعلام الرسمي ، وعزا بعض المختصين ذلك لأسباب ، لعل من أبرزها :
عانى الإعلام " التقليدي الرسمي " بشكل مضطرد من ضعف شديد نظرا للأزمات المالية التي مر بها ، وبالكاد تغطي المؤسسات الرسمية رواتب العاملين فيها ، إضافة إلى هجرة الخبرات الإعلامية بسبب ظروف وبيئة العمل غير المنصفة محليا ، ودخول عدد كبير من غير أصحاب الاختصاص على المهنة من باب التكسب ، وساهمت التشريعات المقيدة للحريات بقتل الإبداع ، كما ساهمت وسائل الإعلام الرسمي نفسها بتعزيز هيمنة الإعلام البديل من خلال إنشاء صفحات على منصات التواصل الاجتماعي ، ويعتبر تعدد الجهات الرسمية المعنية بملف الإعلام أحد أهم عوامل ضعف الإعلام الرسمي .
هيمن ( الإعلام البديل ) على الإعلام الأردني ، حيث مكّن المستهلك من : الوصول للمعلومات بأقل الكلف ، واشبع رغبته بالتواصل والتفاعل مع المعلومات والاحداث التي يتم نشرها بسهولة ويسر ، وفرضت مواقع التواصل دورا رقابيا على اداء البرلمان وشاركت بصنع القرار ، وساهمت بترويج الافكار الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء للحكومات او الأحزاب او المنظمات المحلية او الدولية ، وسهّلت عمليات قياس وتشكيل الرأي العام ، والتسويق ( الإعلان ) لتحقيق الربح المالي، والترفيه بنشر الاخبار الفنية والرياضية والاجتماعية عبر صفحات التواصل الاجتماعي .
امتاز الإعلام البديل بسرعة الانتشار وسعته لانه تفاعلي وغير مكلف ، إلّا أنه تغوّل ، وأسهم ضعف الإعلام التقليدي بذلك ، وبرزت إلى السطح صور مشوهة عن المجتمع من خلال نشر : المعلومات المفبركة ، الإشاعات واغتيال الشخصية وتصفية الحسابات ، ونشر مواد تدعو للكراهية والإرهاب والتطرف والاجرام ، وانتهاك حقوق النشر والملكية من خلال نسخ الكتب والمقالات وإعادة نشرها بدون اسم كاتبها ، وممارسة الخرافة والدجل والسحر والشعوذة ،وتنمية الروح السلبية خصوصًا لدى الأطفال الذين يتقبلون الأفكار دون تفكير ، ما أثر على حياتهم وعلاقاتهم بأسرهم ،وأهدر أوقاتهم بسبب الساعات الطِوال التي يقضونها على وسائل التواصل .
الإعلام البديل العابر للحدود الجغرافية والنفسية يلعب اليوم دور " الصحافة الصفراء " بامتياز ، إذ قام بتهيئة الأرضية لإحداث تغييرات وفوضى متسارعة في المنطقة والعالم في السنوات الأخيرة انسياقا وراء قاطرة النظام العالمي الجديد ، والترويج لاعادة ترسيم خرائط المنطقة وفق لمعادلة القوى والنفوذ الآخذة بالتشكل ، ويتم توظيفه لشن حملات تحريض على الاردن ، ومحاولة تمزيق نسيجه الاجتماعي وضرب وحدته الوطنية ، ويقود هذه الحملات : أجندة اليمين الاسرائيلي التوسعية عبر الوحدة ( ٨٢٠٠ ) ، تجاذبات الفصائلية والانقسام الفلسطيني على الشارع الأردني والتي لا تسهم بتأجيج الجمهور واثارته فحسب ، بل وتنذر بتصفية القضية الفلسطينية ، ثم اللعب على وتر الممانعة والاعتدال ، والمخاوف من تنامي الفكر التكفيري في ظل الركود الاقتصادي وتفشي البطالة ، واخيرا إثارة النعرات الإقليمية ؛ كل هذه العوامل تدفع باتجاه ضرورة دراسة آليات تفعيل " الماكنة " الإعلامية الاردنية وفق خطة شاملة تتضمن توحيد ودمج المرجعيات الإعلامية الرسمية ، وتشبيكها مع القطاع الخاص بحيث تتمكن الدولة من إطلاق رسائلها الإعلامية الوطنية وايصالها عاموديا وافقيا إلى كل حي وبيت اردني ، لا أن تبقى حبيسة صدور النخب السياسية ، ومن ثم التصدي للهجمات الإعلامية التي تشنها دول وجهات تظهر المحبة والسلام ، وتبطن خلاف ذلك .