
هيام سلوم
في أغلب حواراتي اليومية مع إحدى الصديقات الأقرب إلى روحي نجتمع على نقاش لا يحيد عن طريق الفكر نتسابق بكشف المخزون الذي لدينا لمناقشة ذلك الملف وإشباعه نقداً وتحليلاً وقراءة من زوايا مختلفة.
قد تتعلق بالشأن الداخلي أو الخارجي أو المحيط فيخرج لقاؤنا مختلفاً عن بقية اللقاءات الروتينية المعتادة مع بعض الصديقات اللواتي يشكلن حضوراً في حياتي كمن يغتال وقته في أسئلة تقليدية لا تخرج عن الأكل والشرب والموضة والصبايا والطبخ وغير ذلك الكثير من وقت أعده مهدوراً
مع اعترافي بأن الحياة مدرسة وينبغي الخوض فيها بكل شان وملف حياتي وإن بدى تافه ببعض الجوانب إلا أن الشعور العام يتوجب طرح الأفكار وفقا لكل مقام مقال ، تراني أتحمل ذلك احتراماً وتقليباً لصفحات ليست مهمة ولكنها مفروضة بحكم الواقع .
لذا أرى في ظل الظروف المتشربكة الضاغطة ضرورة وضع منهجيات حياتية نحتاجها جميعاً مع العاديين والمثقفين والمفكرين وقد ذكرتني هذه الحوارات بأمرين .
الأول : ما أطلق عليه صحافة التسلية التي عمّت الفترة بعد الحرب العالمية الأولى في ألمانيا وأغلب بلدان أوربا و التي كانت تصدر يومياً الآف الجرائد والمجلات والمقالات وتصنع الأحداث والمسرحيات بمختلف عناوينها وتاثيراتها التي تتحدث عن الموضة والأطعمة وتتناول المشاهير وماركات لباسهم وأحذيتهم وطعام كلابهم وأرصدتهم البنكية وكل شيء يصب في فلسفة التسلية والترويح عن النفس والتلهية حد الغباء بعيداً عن القيم والفكر والثقافة .لذا أطلق عليها صحافة التسلية بهدف وفلسفة واضحة موجهة من السلطات لغرض نسيان دمار الحرب..
الثاني : مشهد فلسفي حدث في الكوفة أيام العباسيين كان فيلسوف يتحاور مع أحد شيوخ المتحدثين اسمه العلاف لساعات طويلة من النهار والليل دون أن يتوقف حديثهما .. فيما كان هذا الفيلسوف لا يتحدث مع زنجبيل الحمال إلا دقائق وينتهي الحديث بينهما . وقد سئل الفيلسوف عن تفسير ذلك . فقال : ( أنا والعلاف على مرتبة عقلية وفكرية متقاربة لذا يستمر الحديث طويلاً وأيُّ واحد منا يخرج عن مساره الفكري المستقيم ينبّههُ ويعيده الآخر لموضعه لذا يطول الحوار ، أما مع الحمال فلا توافق فكري ولا منهجي بيننا .. فأقول شيء ويتحدث عن شي أخر لا يتطابق ولا يتسق مع الفكرة مما يجعلنا نتباعد فوراً لا أعيده ولا يعيدني إلى ما يريد لذا النتيجة حتمية وتصل الى الفراق ولا نلتقي الا ليحمل لي بعض أغراضي مقابل تحية وثمن ما ).
هنا لا بد ان نعترف بأنه ليس كل متحدث لديه ما يمتع ويفيد .
لذا نصيحة أيها القارىء الكريم .. لا تدع الفراغ يغتال وقتك وطاقتك...
عمره بالقيم والود والفائدة والخير العام .
في رسالة بعثها ألبرت آينشتاين إلى ابنه 5 فبراير 1930جاءفيها
الحياة مثل ركوب الدراجة، لتحافظ على توازنك يجب أن تستمر في الحركة .
لا تسعَ لتكون إنسانًا ناجحًا فقط، بل اسعَ لأن تكون ذا قيمة، لأن النجاح يقاس بما تأخذه، بينما القيمة تقاس بما تعطيه .
الأحمق هو من يفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا ويتوقع نتائج مختلفة.
العالم مكان خطير ليس بسبب الأشرار، ولكن بسبب أولئك الذين لا يفعلون شيئًا تجاه الشر.
التعليم ليس تعلم الحقائق، بل تدريب العقل على التفكير.
لا تدع ضجيج الآخرين يخنق صوتك الداخلي، ولا تسمح لأحد بأن يحدد لك حدودك، لأن الحدود الوحيدة هي تلك التي تضعها أنت لنفسك."