شريط الأخبار
إسرائيل تعترض صاروخا أطلق من اليمن ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة وقد نتوصل لاتفاق قريبا محافظ العاصمة يمنع فعالية للملتقى الوطني في الرابية الجمعة الأمن العام : إخفاء لوحات الأرقام أو التلاعب بها فعل يثير الشبهات، وعقوبته تصل ل 3 أشهر وغرامة تصل ل 500 دينار النائب شديفات يلتقي حسان ويطالب بتنفيذ شارع منشية بني حسن بنظام المسربين . سبارتاك يعلن تعاقده مع المهاجم المخضرم زابولوتني "تاس": ارتفاع سعر الغاز في أوروبا بنسبة 40% في النصف الأول من العام مقارنة بالعام الماضي الكرملين: بوتين أجرى محادثة هاتفية مع ماكرون الروسية الحسناء كالينسكايا تبلغ ثاني أدوار ويمبلدون الإعلام العبري.. مطالب بقطع الغاز عن مصر أول تعليق لترامب على تقدم القوات الروسية في مقاطعة سومي الأوكرانية مونديال الأندية 2025.. العواصف الرعدية تهدد مواجهة ريال مدريد ويوفنتوس اليوم رئيس الوزراء: مؤشرات الاقتصاد الوطني خلال الربع الأول من العام الحالي مشجَّعة وتدل على تحسن الأداء الاقتصادي الأردن يرحب برفع الولايات المتحدة العقوبات عن سوريا الصفدي: كارثية الوضع في غزة تستدعي تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات إسناد تهم القتل والشروع بالقتل والتدخل بالقتل لـ 25 متهما بقضية التسمم الكحولي الحملة الأردنية تواصل تشغيل المخابز في جنوب غزة للنازحين الأردن يعزي تنزانيا بضحايا حادث كليمنجارو إرادة ملكية بالاميرة بسمة ....رئيسة لمجلس أمناء لجنة شؤون المرأة تنقلات بين السفراء .. الحمود وعبيدات والحباشنة والفايز والنمرات والنبر والعموش والخوري

الأردن باقٍ والمرجفون إلى زوال بقلم: جهاد مساعده

الأردن باقٍ والمرجفون إلى زوال بقلم: جهاد مساعده
الأردن باقٍ والمرجفون إلى زوال
بقلم: جهاد مساعده

القلعة نيوز:
اعلم أن الدول إذا استقرّت أقدامها في الأرض، واطمأنّ الناس إلى سلطانها، واشتدّ أزرها بأهلها، كثُر حولها القادحون، وكثر الطعن في سياساتها ومواقفها. لا لأن الخلل قائم، بل لأن التمام يغيظ الناقص، والثبات يُقلق المهزوز، والوحدة تستفزّ دعاة التمزّق.
فإنك ترى أقوامًا يتحدّثون باسم الوطن وهم يفتّتون لحمته، ويشكّكون في قيادته، ويتظاهرون بالنصح وهم – في حقيقة الأمر – أهل ريبة وقلوبهم مريضة، لا يُرضيهم عدل، ولا يُسكتهم موقف، ولو أُتيتَهم بكل دليل، ما ازدادوا إلا نفورًا.
وإنّ الدولة الأردنية، في قيادتها ومؤسساتها، ليست دولة وليدة، ولا سلطة طارئة، بل هي ثمرة اجتماع عميق الجذور. قامت على أساسٍ من البيعة، وامتدت شرعيتها من النسب النبوي الشريف، واكتسبت اللحمة الوطنية من اجتماع القبيلة بالحاضرة، ومن التحام العرش بالشعب.
وقد تقرّر عند أهل النظر أن الدولة إذا اجتمعت لها الشرعية واللحمة الوطنية، وصحّ بها أمرُ السياسة والاقتصاد، واستقامت بها الرؤية والموقف، كانت دولة راسخة. وإن قلّ المال، واشتدّت المحن، فإن القلوب تبقى معلّقة بها، والثقة تُمدّها بأكثر مما تُمدّها الجيوش.
وهذا ما نراه في القيادة الهاشمية الأردنية:
فهي ليست فقط رمزًا سياسيًا، بل حاملٌ للشرعية الدينية والتاريخية، ووريثٌ لرسالة العدل والبيعة. وهي، فوق ذلك، صاحبة مشروع متّزن، يوازن بين الثابت والمتغير، ويحفظ الدولة من الانزلاق نحو الغلوّ أو التبعية.
ومن يشكّك اليوم في مواقف الأردن – خصوصًا في قضايا الأمة الكبرى – فإما جاهلٌ بتاريخ المواقف، أو موتورٌ بعُقدٍ سياسية، أو مخرّبٌ يطلب الفتنة باسم الرأي.
فمنذ عقود، والأردن في الصفّ الأول دفاعًا عن فلسطين، رغم الضغوط والحصار والتضييق، وكان – وما زال – صوته أعلى من كثيرين يملكون المال والسلاح.
واعلم أن ليس كل ناطقٍ بالوطنية ناصحًا، فقد يكون التشكيك سلاحًا لهدم الدولة من داخلها. كما أن الحرب لا تكون دائمًا بالسيف، بل قد تكون بالكلمة المدسوسة، وبالطعن في القيادة، وبزرع الفُرقة بين الشعب ومُلْكه.
ومن سنن الاجتماع الإنساني أن الأمة إذا اشتدّ بها بنيان الوحدة الوطنية، واستقامت دولتُها على قاعدة العدل والرحمة، صارت مأوى للمنكوبين، وملجأً للمُشرَّدين، ومُستنَدًا للمظلومين.
وقد كان الأردن، منذ نشأة دولته، دولة نَفْعٍ لا دولة مَنْع. استقبل من الأمم من أرهقتهم الفتن، وأحرقت أوطانهم نيران النزاع. فلم يسألهم عن نسبٍ ولا مذهب، بل قال لهم: كونوا آمنين.
فتقاسم الأردني معهم الخبز، والدار، والوظيفة، والمدرسة، والمشفى، لا يمنّ عليهم، ولا يذكّرهم، بل يعدّ ذلك من تمام المروءة، ومن شيم العرب التي لا تزول بزوال الدول.
غير أن الأعجب من ذلك – في طبائع الاجتماع – أن يصدر الطعن في الأردن وقيادته من بعض من كانوا بالأمس تحت سقف الحاجة، فأظلّهم الأردن، وأطعمهم من جوع، وأمَّنهم من خوف. فلما استقام لهم المقام، رمى بعضهم هذا الوطن بسهام التشكيك، وتقولوا على قيادته التي احتضنتهم، كأنما أرادوا أن ينقضوا السقف الذي آواهم.
وهذا من فساد الطبع، وغلبة الجحود، ونسيان الجميل. وهو ممّا تتقوّض به الأمم إذا سكت العقلاء، واستُبدل بالوفاء طبع الغدر.
وما علم هؤلاء أن القيادة في الاجتماع السياسي عمودُ الخيمة، فإذا سقط العمود سقط البيت كلّه.
وإن الأردنيين، إذ بايعوا الهاشميين، فإنهم بايعوا رمزًا لوحدة الأرض والشعب والرسالة، لا شخصًا عابرًا ولا سلطة طارئة.
فاحذروا – يا أبناء الأردن – أن تفتحوا قلوبكم للمرجفين، أو تجعلوا من التشكيك بديلًا عن الحكم الرشيد. فإن من خلط بين النقد والفتنة، أوقد نارًا قد لا يقدر على إطفائها.
إنّ الدولة الأردنية لم تُبنَ في فراغ، بل في قلب العواصف.
وقيادتها لم تُفرض فرضًا، بل جاءت من بيعة الأحرار، واختبار الأزمات.
وهويتها لم تُصطنع، بل وُلدت من تربةٍ عرفت الدم، والعرق، والصبر.
فاحفظوا الثقة، وصونوا البيعة، وكونوا كما أراد الله: أعمدةً للوحدة، لا معاول للهدم.
وجنودًا للحق، لا أبواقًا للفتنة.
والله يرفع الدولة إذا عدلت، ويُبقي المُلك إذا صدقت النوايا، ويحفظ القيادة إذا كانت أمانةً لا مغنَم، وخدمةً لا سلطان.
كونوا مع الأردن قلبًا وفعلاً، كما كان معكم حضنًا وظهرًا، وسجّلوا معه التاريخ لا الهامش، والمجد لا التردّد.