
((الهوية الإسلامية بين فخر باكستان وخجل العرب: قراءة في العقيدة العسكرية والسيادة))
القلعة نيوز:
بقلم الدكتور ابرهيم النقرش
في زمن الانكسارالسياسي والانحدار القيمي ،والكساد والركود العسكري ،والانحسار الاستراتيجي ,وتنازل بعض الدول عن مبادئها، تظهر باكستان كنموذج نادر يجمع بين قوة السلاح وصلابة العقيدة. دولة إسلامية تعتز بهويتها ولا تتردد في إعلانها، بينما تتعامل كثير من الدول العربية مع الإسلام كعبء يجب إخفاؤه(مُتهم) لا كمصدر عز وفخر، وتخشى رفع المصحف كما تهاب رفع الصوت في وجه الهيمنة الغربية .
الجيش الباكستاني ليس مجرّد تشكيل عسكري تقليدي، بل هو مؤسسة وطنية عقائدية تحمل السلاح بيد والمصحف بيد و تؤمن بأن الإسلام هو عمود بقائها واستمرارها. الجنرال عاصم منير القائد العام للجيش الباكستاني لا يكتفي بأن يكون قائدًا محترفًا، بل هو حافظ لكتاب الله ويظهر في المناسبات الرسمية وهو يرفع المصحف الشريف في يده ليوصل رسالة واضحة للعالم بأن العقيدة تسبق السلاح في ثقافة باكستان العسكرية.
في الأكاديميات العسكرية الباكستانية، يُدّرسون القرآن كما يُدّرسون الخطط القتالية، وتُبنى الروح القتالية على الإيمان بالله وعلى فهم أن المعركة مع العدو ليست فقط على الأرض بل على الهوية والمبدأ.
على الجانب الآخر، كثير من الحكومات العربية تخضع لضغوط السياسة الدولية، إذ أصبح من الممنوع استخدام الآيات القرآنية أو الشعارات الإسلامية داخل المؤسسات العسكريه، وكأن الدين تهمة يخشون تبعاتها.
بعض الحكومات العربية تخجل من هويتها الإسلامية وتعمل على طمأنة الغرب أكثر من طمأنة شعوبها، وهذا ما يجعل الفاصل واضحًا بين العقيدة والقيادة، بين القرار المستقل والوصاية الأجنبية.
منذ إعلان استقلالها، كانت باكستان دولة للمسلمين، تعتز بالإسلام كركيزه للدوله , دستورها ومناهجها وشعاراتها تنص على الإسلام كمصدر للتشريع والفخر. في الوقت الذي تقف بعض الدول عاجزة عن رفع المصحف، نجد الجنود الباكستانيين يرفعونه في ساحات التدريب والمعارك.
قادة باكستان لا يتهربون من القرآن بل يعتزون به ويظهرونه في المواقف الرسمية والخطابات العامة، لأنهم يرونه مصدر قوة لا عبء يجب إخفاؤه .
وفي الأردن، يبرز نموذج مُختلف ضمن العالم العربي، حيث يولي الهاشميون أهمية واضحة للعقيدة العسكرية. فالجيش العربي المصطفوي، بقيادة جلالة الملك عبدالله بن الحسين، لا ينفصل عن الإيمان والهوية الإسلامية، بل ينهل من قيمها ومبادئها. وتعمل دائرة الإفتاء العسكري، وهي إحدى المؤسسات الرسمية داخل القوات المسلحة الأردنية، على تعزيز الروح المعنوية وبث الوعي الديني في صفوف الجنود والضباط، بما يجعل العقيدة جزءًا أصيلًا من بنية الجيش وانضباطه. هذا الاهتمام يعكس الإرث الهاشمي في الجمع بين القيادة السياسية والمرجعية الدينية، مما يجعل الأردن حالة يُحتذى بها في الحفاظ على توازن المبادئ والسيادة الوطنية.
في العالم العربي يُختزل الإسلام في المناسبات الرسمية، ويُقصى من القرارات السياسية والعسكرية، ويبقى على الهامش وتحت الرقابه(مُتهم) ,وكأن هناك فجوة متعمدة بين الدين والدولة، بين الشريعة والسياسة، بين الإسلام والهوية الوطنية.
في أوقات الشدة، مثل العدوان على غزة أو احتلال العراق، لا يظهرعربي يرفع المصحف أو يخاطب الأمة بخطاب إيماني يحفزها، بل نجد الصمت أو التذرع بالضغوط الدولية، في مشهد يُعرّي هشاشة القرار وضعف العقيده
ما الذي يمنع العرب من رفع المصحف؟
هل هو الخوف من غضب الغرب؟ أم التبعية الاقتصادية والسياسية؟ أم فقدان الثقة بالذات وبالهوية؟يبقى سؤال مفتوح برسم الاجابه
في باكستان، القائد يحمل السلاح والمصحف معًا، أما في العالم العربي فالصورة معكوسة: اسلام متهم ومواقف خجولة وتغيب المصاحف عن المشهد السياسي والعسكري