شريط الأخبار
حسان للوزراء الجدد: لا تنتظروا مني التوجيه والعمل الميداني أساس صدرت الإرادة الملكية السامية، اليوم الأربعاء، بالموافقة على إجراء تعديل على حكومة الدكتور جعفر حسان، وتاليا نص الإرادة: مساعدات أوروبية جديدة للأردن بـ 500 مليون يورو الأمن يحذّر من المواكب تزامنا مع نتائج التوجيهي.. ورقباء بالزي المدني "صحة غزة": ارتفاع عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 193 الاحتلال يبعد مفتي القدس ويصعد انتهاكاته في الضفة الوزير العويدي يوجه رسالة وداع: شهادة أمام الله المعايطة يفتتح المركز الأردني الدولي للحماية المدنية في مدينة الدفاع المدني التدريبية بلواء الموقر وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد ويوما طبيا مجانيا في لواء الحسينية وزير التربية يستعرض الاستعدادات اللازمة لإقامة البطولة العربية للرياضة المدرسية المومني يجدد رفض الأردن للاعتداءات المستمرة على قوافل المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة الجيش يضبط شخصًا حاول التسلل عبر الحدود الشمالية الوزراء الجدد يؤدون اليمين الدستورية امام الملك بعد الثانية ظهرا القلعة نيوز تكشف عن ملامح التعديل الوزاري على حكومة الدكتور جعفر حسَّان هيئة تنظيم الطاقة: لا تعديل على تعرفة الكهرباء والأسعار ثابتة منذ 2022 #عاجل علان : عروض وتنزيلات الذهب خداع وتضليل موجة حر شديدة تضرب الأردن بدءا من الجمعة 5 آلاف طبيب أردني بلا عمل أو تدريب 6.8 مليون دينار أرباح مجموعة الخليج للتأمين – الأردن للنصف الأول من عام 2025 افتتاح مؤتمر ومعرض "قرية الابتكار الأردنية"

تحالف المال والسيادة... الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات

تحالف المال والسيادة... الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات
القلعة نيوز:

أحمد عبدالباسط الرجوب

في ظل تحولات جيواستراتيجية واقتصادية عالمية غير مسبوقة، شكّلت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات (13–16 مايو/أيار 2025) نقطة تحوّل في إعادة تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط. زيارةٌ غاب عنها الكيان الصهيوني بشكل لافت، رغم استمرار الحرب في غزة، ما طرح تساؤلاتٍ عن موقعه في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، في مقابل بروز الخليج كلاعبٍ اقتصادي وسياسي محوري.

(1)
الخليج مركز الثقل: لماذا تتغير أولويات واشنطن؟
زيارة ترامب لم تكن بروتوكولية، بل حملت رسائل استراتيجية واضحة في اتجاهات عدة:

احتواء تداعيات الحرب في غزة من خلال ضغط غير مباشر على الكيان الصهيوني عبر الحلفاء الخليجيين.

تمكين دول الخليج من لعب دور الوسيط في المفاوضات الدولية، خصوصاً بين روسيا والغرب.

إعادة تعريف التحالفات الأمريكية في المنطقة، بحيث يتحول الخليج إلى الشريك الأول، بدلاً من الاعتماد الأحادي على الكيان الصهيوني.

(2)
الرسالة الصامتة للكيان الصهيوني: دبلوماسية التجاهل
تجاهل ترامب لتل أبيب لم يكن عرضياً، بل فسّرته دوائر دبلوماسية بأنه "صفعة ناعمة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرافض لوقف الحرب. وتشير تحليلات إلى أن واشنطن تعيد ضبط بوصلة تحالفاتها في المنطقة، مستعيضةً عن التورط في الأزمات الإسرائيلية بتعزيز شراكات اقتصادية واستراتيجية أكثر استقراراً مع دول الخليج.

(3)
صفقات تريليونية أم أرقام مُضخّمة؟ قراءة في الواقع
على الرغم من الإعلان عن صفقات بقيمة 2.1 تريليون دولار، فإن التدقيق في الأرقام يُظهر أن القيمة الفعلية لا تتجاوز 730 مليار دولار، موزعة كما يلي:

صفقات عسكرية (250 مليار دولار)

أبرزها توريد مقاتلات وأنظمة دفاع جوي للسعودية (142 مليار دولار).

دعم القدرات البحرية للإمارات وقطر.

استثمارات خليجية في الاقتصاد الأمريكي (180 مليار دولار)

موجهة للبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، وشركات التكنولوجيا.

مشاريع أمريكية في الخليج (160 مليار دولار)

تشمل الطاقة المتجددة والمناطق الاقتصادية، كمدينة "نيوم".

مذكرات تفاهم غير ملزمة (140 مليار دولار)

الصفقات تعكس تحالف مصالح لا أكثر: الخليج يموّل، وأمريكا تفتح الأسواق والتقنيات، في تبادل يحكمه منطق الربح والمصالح المتبادلة. ويبقى السؤال: هل هذه استثمارات لشراء النفوذ الأمريكي، أم بداية لمرحلة خليجية أكثر استقلالاً عن المحاور التقليدية؟

(4)
الخليج على الحبال الدولية: توازن دقيق
تلعب دول الخليج دوراً متقدماً في موازنة العلاقات مع القوى الكبرى:

أمريكا: شراكة أمنية وتكنولوجية متينة.

الصين وروسيا: تعاون استثماري متسارع في الطاقة والبنى التحتية.

الورقة الخليجية: تُستخدم للضغط على ملفات مثل حقوق الإنسان والتطبيع، من دون تقديم تنازلات مجانية.

هذا التوازن يمنح الخليج موقعاً تفاوضياً غير مسبوق في معادلات السياسة الدولية.

(5)
ردود الفعل: غضب الكيان الصهيوني وقلق إيراني
الكيان الصهيوني: صحف عبرية وصفت الزيارة بأنها "طعنة في الظهر"، بينما دعا محللون نتنياهو إلى مراجعة سياساته.

إيران: أدانت الزيارة بوصفها "تحالف خنجر"، معتبرةً أن واشنطن تسعى لتطويق طهران عبر المال الخليجي.

الدول العربية: تباين في المواقف بين مرحب (كمصر والعراق)، ومتحفظ (كالأردن)، وسط تنامي القلق من تهميش القضية الفلسطينية.

(6)
المخاطر والتحديات: ما بعد الوعود
اقتصادياً: تراجع أسعار النفط أو أزمات جيوسياسية قد تُجهض الصفقات.

سياسياً: ضغوط الكونغرس قد تعرقل صفقات تكنولوجية حساسة.

استراتيجياً: أي تفاهم أمريكي–إيراني مستقبلي قد يُربك معادلات الخليج الأمنية.

(7)
الخلاصة: الخليج يُحدّد مستقبل المنطقة
كشفت زيارة ترامب عن مشهد إقليمي جديد تتصدره القوى الخليجية:

الخليج لم يعد تابعاً، بل شريكاً مقرِّراً في صياغة السياسات الإقليمية.

الكيان الصهيوني خارج الأولويات الأمريكية الحالية، ولو لم يُستبعد كلياً.

الدول التقليدية كالأردن ومصر مطالبة بتجديد أدوارها، عبر الاستثمار في الابتكار والدبلوماسية، وإلّا ستُهمّش في النظام الناشئ.

في نهاية المطاف، يبدو أن المال الخليجي بات هو البوصلة التي تتحرك على هديها القوى العظمى. أما الكيان الصهيوني، فمضطر لمراجعة حساباته في ظل عزلةٍ متصاعدة. فهل نشهد شرقاً أوسطياً أكثر توازناً، أم مرحلةً جديدة من صراعات النفوذ؟ الخليج يمتلك الإجابة، والزمن سيحكم.

باحث ومخطط استراتيجي