شريط الأخبار
الملك يزور دارة الشيخ فارس ابو تايه الملك يشدد على أهمية مضاعفة الجهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أسطورة الإسكواش المصري علي فرج يعتزل اللعبة بشكل مفاجئ سوريا توقع اتفاقية هامة مع 4 شركات إحداها قطرية زاخاروفا: روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل مباشر لوثائق حول رؤيتهما للتسوية رسميا.. ريال مدريد يعلن عن خليفة راؤول وزير المالية الروسي: جميع التزامات الموازنة لعام 2025 ستنفذ رغم العقوبات لافروف: الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية ستعقد في اسطنبول في 2 يونيو رابطة الدوري الإنجليزي ترشح مرموش للفوز بجائزة أجمل هدف وزير العدل يلتقي نائب نقيب المقاولين الأردنيين وعدد من أعضاء مجلس النقابة مندوباً عن الملك.. العيسوي يودّع بعثة حج المكرمة الملكية لأسر الشهداء والمصابين العسكريين بمناسبة عيد الاستقلال كليب ارض الكرامة ينطلق من أم الجمال بصوت الوطن رائد السرحان / فيديو مجلس الوزراء يقرر الموافقة على اتفاقية تنفيذية لتعدين النحاس في الأردن وشمول قضايا جمركية بإعفاءات من الغرامات خطة مرورية بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك مفوضية اللاجئين في الأردن: 82.7 مليون دولار إجمالي المساهمات المسجلة حتى نيسان مختصون: تعديل قانون حبس المدين جاء لضمان حقوق الدائن وصون كرامة المدين غرف الصناعة تثمن قرار الحكومة تقديم حوافز لدعم الاستثمار في مدينة الطفيلة الصناعية أسعار الذهب تستقر في السوق المحلية الأربعاء أفضل وقت لتناول الزبادي- صباحا أم مساء؟ حقائق يجب معرفتها قبل الخضوع لفحص الرنين المغناطيسي

بني عطا يكتب : رفع العقوبات عن سوريا وعودة داعش

رفع العقوبات عن سوريا وعودة داعش :
اسعد بني عطا
فرض قرار الرئيس الأمريكي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا لحماية المصالح الأمريكية واقعا جديدا ، بدأ بتقليص القوات الأمريكية شمال شرق سوريا مع تصاعد تهديدات تنظيم داعش ، والمطالبة بطرد الأجانب وفصائل المقاومة الفلسطينية ، وتعزيز الإجراءات الأمنية في كل من تركيا والعراق .

. أميركا :

-أعلن ( الرئيس ترامب ) خلال لقائه بالرئيس السوري في الرياض رفع العقوبات الاقتصادية ، مشترطا تحقيق عدد من المطالب الأمريكية ، أبرزها :

. الشروع بخطوات تطبيع تدريجي مع إسرائيل، وقد بدأ النظام السوري بذلك فعلا، عبر تسليم أرشيف أمني سري مرتبط بالعميل الإسرائيلي ( إيلي كوهين ) .

. القضاء على تنظيم داعش خصوصا في مناطق شمال شرق البلاد ، ومنع عودة التنظيم إلى الواجهة ، وتحمّل مسؤولية الإشراف على مراكز احتجاز عناصر التنظيم بدلا من قوات ( قسد ) .

. تطهير القوات المسلحة السورية من العناصر المتطرفة ، ومطالبة " جميع الإرهابيين " الأجانب والفلسطينيين بمغادرة سوريا ، ما يعني طرد الجماعات التكفيرية بشقيها تنظيمات داعش والقاعدة ، إضافة إلى طرد بعض فصائل المقاومة الفلسطينية ، وفي مقدمتها : حماس ، الجهاد والجبهة الشعبية القيادة العامة .

. اتخاذ إجراءات عملية لحماية الأقليات وضمان تمثيلها ضمن مؤسسات الدولة في كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .

-في ذات السياق ، نشرت صحيفة ( واشنطن بوست ) الأمريكية نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم أن واشنطن تتعامل بحذر مع سوريا ، حتى يثبت نجاح الشرع بتطهير حكومته من المتشددين الأجانب وبقايا تنظيم القاعدة ، ويثبت قدرته على توحيد الأقليات ، *مؤكدين أن واشنطن لا تهدف بالضرورة لإنقاذ الشعب السوري ، بل لضمان عدم عودة إيران وتنظيم داعش باعتبارها مصلحة أساسية للشعب الأمريكي* .

-أوضح ( وزير الخارجية الأمريكي / ماركو روبيو ) أن سرعة تحرك الولايات المتحدة خلال اجتماع الرياض برفع العقوبات عن سوريا لتجنيبها تدهور الأوضاع إلى حرب أهلية بعودة النفوذ الإيراني وتنظيمات داعش ، ولتمكين السلطات الانتقالية الجديدة التي كانت على شفير الانهيار ، وتحفيز الدول المجاورة على تقديم الدعم ، ومساعدة سوريا على التعافي ، مضيفا بأنه تقرر إصدار إعفاء مؤقت للعقوبات وصولا لرفعها بصورة دائمة من جانب الكونجرس . من جهته اشار المندوب الامريكي في مجلس الأمن أن واشنطن بدأت بإعادة العلاقات الديبلوماسية مع سوريا ودعاها لتوقيع اتفاق سلام مع اسرائيل ، وتولي مراكز اعتقال عناصر تنظيم داعش شمال شرق سوريا .

-المفارقة كانت بحديث الصحافة الأمريكية عن تقليص قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تمركزها في قواعدها في سوريا ، والتي بدأت بالانسحاب من حقلي الغاز ( كونيكو والعمر ) شرق دير الزور وانسحاب ( ٢٠٠ ) شاحنة لقواعد أمريكية في ( قسرك والشدادي ) بريف الحسكة محملة بحاويات تحتوي على المركبات العسكرية ومنشآت مسبقة الصنع ، وخلال ( ٢٠٢٥/٤ ) ذكرت صحيفة ( نيويورك تايمز ) في تقرير استندت فيه إلى مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أن البنتاغون يستعدّ لإغلاق ( ٣-٨ ) قواعد شمال شرق سوريا ، ولفت التقرير إلى أن الخطة ستؤدي إلى خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا من ( ٢٠٠٠-١٤٠٠ ) جندي ، وستقّيم القيادة العسكرية الأمريكية إمكانية إجراء تقليص إضافي للقوات بعد ( ٦٠ ) يوما ، حيث يتمركز الجيش الأمريكي في ( ٢١ ) قاعدة ونقطة عسكرية بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور الواقعة شرق الفرات ، فضلا عن عين العرب/ حلب . يُذكر أن واشنطن عززت وجودها العسكري في سوريا أواخر ( ٢٠٢٤ ) ، ورفعت عدد قواتها إلى ( ٢٠٠٠ ) جندي بسبب تنامي خطر داعش وهجمات المليشيات على القواعد الأمريكية في المنطقة ، وأفادت شبكة " إن بي سي " بداية ( ٢٠٢٥/٢ ) نقلا عن مسؤولين في البنتاغون ، أن الوزارة بدأت إعداد خطط للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا خلال (٣٠-٩٠ ) يومًا، تماشيًا مع سياسات إدارة ( الرئيس ترامب ) .

. داعش :
-بالتزامن من الاتفاق الامريكي - السوري في أنقرة ، تصاعدت تهديدات تنظيم داعش الذي يتركز ( ٧٠٪ ) من نشاطه في : سوريا ، الكونغو الديمقراطية ، أفغانستان وباكستان ، وقام التنظيم بما يلي :

. هاجم في صحيفته الأسبوعية ( النبأ ) ( الرئيس الشرع ) عقب لقائه ( الرئيس ترامب ) في الرياض ، مؤكدا أن " الصورة باتت أوضح بعد اللقاء ، وأن الخلاف مع الشرع عقائدي وليس سياسيًا أو حزبيًا ، وان تسلسل الأحداث بدأ بإخراج إيران من سوريا كجزء من رزمة على طاولة الصفقات الدولية مربطها الحرب على الإسلام وحماية المصالح الدولية ، متهمًا الشرع باستبدال ملة إبراهيم باتفاقيات إبراهام " .

. دعا المقاتلين الأجانب بوزارة الدفاع السورية للالتحاق بخلاياه في الأرياف ، واتهم الشرع باستغلالهم لخدمة مشروعه .

. وصف التنظيم الفصائل التي شاركت في عملية ردع العدوان التي أسقطت نظام الأسد بأنها بيادق بيد تركيا ودول أخرى ، وتنفذ حربًا بالوكالة بين البيادق التركية والأذرع الإيرانية ، وفي إصدار مرئي وصف التنظيم الثورة بأنها ثورة جاهلية تسعى لترسيخ مفهوم الدولة المدنية وليست جهادًا في سبيل الله .

. توجه داعش للهجوم على سجن مخيم الهول لإطلاق سراح الآلاف من معتقلي التنظيم .

. تركيا :

-الرد التركي على تهديدات التنظيم جاءت سريعة حيث أكدت أنقرة ارتباطا بأمنها القومي على أجندة تتمحور حول : مواجهة إسرائيل ، منع ظهور كيان انفصالي ، التصدي لداعش وضمان عودة اللاجئين ، وقامت باتخاذ الاجراءات التالية :

. أكد ( الرئيس أردوغان ) أن بلاده شكلت مع : سوريا ، العراق والولايات المتحدة لجنة لمناقشة مصير مقاتلي التنظيم في معسكرات الاعتقال وتديرها قوات قسد منذ سنوات ، وبحث إعادة لاجئي مخيمي ( الروج والهول ) ومعظمهم من النساء والأطفال إلى بلادهم .

. تخطيط الحكومة التركية في إطار اتفاقها الموسّع مع سوريا نشر أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيّرة بقاعدة ( T4 ) أكبر وأهم قاعدة جوية استراتيجية لأنها تربط حمص بدير الزور والصحراء الشرقية ، ما يجعلها نقطة ارتكاز للعمليات ضد تنظيمات داعش والانفصاليين ، وقد تحد من الضربات الإسرائيلية ، ويتم الحديث عن قاعدة ثانية قرب ( منّغ ) في ريف حلب ، ما يوسّع من رقعة النفوذ التركي ويثير قلقًا إقليميًا في إسرائيل ، ولدى إيران وحلفائها .

. بدأت السلطات التركية تنفيذ ضربات أمنية الهدف منها لجم نشاط التنظيم والحصول على معلومات حول تحركات داعش ، وأعلن ( علي يرلي كايا وزير الداخلية ) القبض على ( ٢٩٨ ) مشتبها خلال عمليات مداهمات في ( ٤٧ ) ولاية لملاحقة منتمين لتنظيم داعش ، وتم ضبط مسدسات غير مرخصة ووثائق تنظيمية ومواد رقمية .

. العراق :
-جهاز الأمن الوطني العراقي كشف عن قيام عناصر داعش بنشر شائعات حول قرب تدخل عسكري أجنبي بالعراق مستغلة التوتر الإقليمي والدولي لنشر الفوضى وإثارة الهلع ، وضرب النسيج الاجتماعي ، وتحدث عن خطة شاملة للجهاز لتوسيع نطاق العمل الأمني .

. خلاصة :
-من الواضح أن الولايات المتحدة تسعى لإدخال دمشق في مجالها الحيوي الابراهيمي دون أن تكلف نفسها عناء تقديم الدعم المباشر الا بالحد الأدنى ، مع الاكتفاء بدور المراقب والتدخل عن الضرورة بعملية تأهيل النظام الجديد ، والاستثمار بمشاريع إعادة الإعمار السوري .

-انسحاب أو تقليص تواجد القوات الأمريكية في سوريا يتطلب من دول الجوار السوري ودول مجلس التعاون الخليجي ملئ الفراغ الأمني والسياسي ، والمساهمة بدعم العملية السياسية وإعادة الإعمار في سوريا ، وضمان عودة دمشق للبيت العربي بشكل كامل .