شريط الأخبار
وزير الأوقاف: تفويج الحجاج الى عرفات مستمر حتى منتصف الليل عروض "الدرون" تزيّن سماء عمّان مساء الخميس مدير الأمن العام يقلّد كبار الضباط رتبهم الجديدة وفد نيابي يشارك بمؤتمر العمل الدولي في جنيف الرواشدة : الهيئات شريك أساسي بتطوير الصناعات الثقافية في لواء بني كنانة رئيس الوزراء يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع سلطان عُمان بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى مندوبا عن الملك وزير التربية يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية يوم عَرَفة.. دعوات بأن يحفظ الله الأردن وينهي مأساة فلسطين وغزة الدفاع المدني يتعامل مع 1485 حادثاً متنوعاً خلال 24 ساعة "العمل" : تمديد فترة استفادة العمالة السورية من الإعفاءات العيسوي يلتقي وفدا من جامعة عمان العربية وشبابا من محافظة الكرك الملك يغادر إلى إسبانيا في مستهل جولة عمل أوروبية رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير الصيني في عمان الملك يستقبل وفد منظمة "الفاو" ويتسلم ميدالية أجريكولا الملكة: ما أشبه اليوم بالأمس الإفتاء: عدم جواز ذبح الأضاحي في الساحات العامة والشوارع إسرائيل تستهدف سطح مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح السماح باستيراد عدد من السلع الصناعية من سوريا الفناطسة يطالب نقابة أصحاب المدارس الخاص الإلتزام بالاتفاقية .. وثائق

بني مصطفى تكتب : الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف

بني مصطفى تكتب : الخصوصية الأسرية في عصر الانكشاف
الدكتورة مرام بني مصطفى / الاستشارية النفسية والتربوية
بعد شجار كبير بين الزوجين ، انفعل الأب وأصبح يروي تفاصيل خلافه مع زوجته على وسائل التواصل الاجتماعي وهو منزعج ومتضايق من أعمال قامت بها زوجته وبعد هذا أصبح المجتمع يتنقال هذه الأخبار و التفاصيل من خلال المنشورات او من خلال الفيديوهات وهذا الأمر كان يضايق الأولاد ويشعرهم بالإحراج في البيت والمدرسة والمجتمع بأكمله. في اليوم التالي، نشرت أخت الزوج على "فيسبوك” منشورًا غامضًا تلمّح فيه إلى خيانة الثقة بين الزوجين. انتشرت القصة بسرعه، وبدا الزوجان يفقدان احترامهما أمام أولادهما وأمام المجتمع. لم يكن الخلاف الزوجي هو المشكلة الحقيقية، بل تسريب الخصوصية والفضفضة التي بغير مكانها و وقتها وعدم مراعاة مشاعر الابناء تصل بينا إلى مكان قد لا نتوقعه.

لم تعد الخصوصية الأسرية تُهدد فقط من داخل البيت، بل بات الخطر الأكبر من نشر أسرار الحياة الخاصة أمام الأقارب، والمعارف، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. فبين جلسات النميمة العائلية، ومنشورات "الفضفضة” الإلكترونية، تضيع الأسر وتُفكك العلاقات، ويُستخدم الألم الشخصية كمادة للتسلية أو للانتقام.

أن البعد النفسي والاجتماعي لتسريب خصوصيات الأسرة
أولا اهتزاز الصورة أمام الأطفال:
عندما يسمع الطفل أحد والديه يتحدث بسوء عن الطرف الآخر أمام الآخرين، يُصاب بارتباك داخلي. وفقًا لنظرية الارتباط العاطفي لـ”جون بولبي”، فإن الطفل يحتاج إلى صورة مستقرة عن والديه ليشعر بالأمان. أما إذا اهتزت هذه الصورة بسبب التحقير العلني أو فضح الأسرار، فإن الطفل يفقد الثقة بالأسرة أولاً وبالعلاقات عامة لاحقًا.
2. المراهقون وفقدان الانتماء الأسري:
المراهق عندما يرى أسرته تتعرض للسخرية أو تفضح مشاكلها في العلن، يبدأ في الانفصال نفسيًا عنها. يشعر بالعار من عائلته، ويميل إلى الانعزال أو التمرد. أشارت دراسة منشورة في 2020Journal of Adolescent إلى أن المراهقين الذين تعرضوا لتجارب "انكشاف أسرار الأسرة” أظهروا مشكلات في التكيف الاجتماعي والثقة بالنفس.
3. تشويه سمعة الأسرة في المجتمع:
نشر مشاكل الأسرة، حتى لو كانت تافهة، يُضعف صورة العائلة أمام المجتمع. في ثقافتنا العربية، تعتبر "سترة البيت” قيمة جوهرية، والنيل منها يؤدي إلى انهيار في العلاقات الاجتماعية وفقدان الدعم المجتمعي عند الحاجة.
4. الضغط النفسي الناتج عن "الفضائح الرقمية”:
عندما تُنشر المشاكل على منصات مثل فيسبوك أو الإنستقرام فإنها لا تُنسى بسهولة. يبقى الأثر النفسي قائمًا، ويصعب تجاوزه حتى لو تم حل المشكلة داخليًا. أظهرت دراسة لـ”APA"الجمعية الأمريكية لعلم النفس) أن الأفراد الذين يُفصحون عن خلافاتهم الزوجية على الإنترنت يعانون من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب، مقارنة بمن يحافظون على خصوصية علاقاتهم.


ليس كل مشاركة تُعد خرقًا للخصوصية، ولكن هناك خطًا رفيعًا بين طلب النصيحة وفضح العلاقة. الحديث عن الخلافات الزوجية أمام الناس دون هدف بنّاء أو دون وجود مختص، يُعد سلوكًا مؤذيًا نفسيًا واجتماعيًا، قد يُضر بالعلاقة أكثر مما ينفعها.

أن للأهل في ترسيخ ثقافة الخصوصية:
• عدم الحديث عن مشكلات الأسرة أمام الأبناء أو الغرباء.
• عدم نشر التفاصيل الشخصية عبر وسائل التواصل حتى ولو بغرض الفضفضة.
• تعليم الأبناء احترام أسرار البيت منذ الطفولة، وعدم مشاركة كل ما يحدث خارج جدرانه.
• اللجوء إلى مستشارين نفسيين مختصين عند الحاجة، بدلاً من الأقارب أو الإنترنت.

الخصوصية ليست جدارًا نمنع به الضوء، بل غطاء نحفظ به كرامة العلاقة وسلامة الأبناء. إن نشر تفاصيل الحياة الخاصة أمام المجتمع أو على وسائل التواصل قد يُشبع لحظة من الغضب أو الحاجة للانتصار، لكنه يترك جرحًا دائمًا في قلوب أفراد الأسرة، خاصة الأطفال والمراهقين. لنحفظ أسرنا، ونعلّم أبناءنا أن الأسرار التي تُروى خارج البيت قد تكون بداية انهياره